مقالات سياسية

الحركة الإسلامية أمام محكمة التاريخ!؟ا

الحركة الإسلامية أمام محكمة التاريخ!؟

إبراهيم الكرسني
[email protected]

تبقي أمامنا سبعة و ستون يوما فقط لتحديد مصير السودان كله، و ليس جنوب السودان فقط. لقد مللت من تكرار هذه الحقيقة، كلما سنحت لي الكتابة عن هذا الموضوع، لكن لا يزال بعض الكتاب، و بالأخص أولائك الذين ينتمون الي تيار الحركة الإسلامية، أو يتعاطفون معها، يتحدثون عن تقرير مصير جنوب السودان. إن هذا الإصرار العجيب على الحديث عن تقرير مصير جنوب السودان فقط لم يأت إعتباطا، و إنما أتي في سياق مدروس تماما. يهدف هذا السياق الى تبرئة الحركة الإسلامية عندما تواجه محكمة التاريخ في التاسع من يناير القادم.
سترتكب الحركة الإسلامية جريمتين كبيرتين في التاسع من يناير القادم. الجريمة الأولي هي تفتيت السودان، و تقطيع أوصاله، من خلال فصل جنوب الوطن عن شماله، و الذي أصبح في حكم المؤكد لمعظم المراقبين للشأن السوداني، داخل و خارج البلاد. أما الجريمة الكبري الثانية التي سترتكبها الحركة الإسلامية فتتمثل في تمكين الأقلية، أهالي جنوب السودان، من تفتيت الوطن، دون إشراك الأغلبية من جماهير الوطن، سكان الجزء الشمالي من السودان، من المشاركة في تقرير مصير وطنهم.
بربكم هل هنالك جرم يمكن إرتكابه في حق الشعب و الوطن أكبر من هذا ؟! هذه هي الجريمة التي ستعاقب عليها الحركة الإسلامية، و ستكون وصمة عار علي جبينها علي مدي السنوات، و العقود، بل القرون القادمة. نعم سيصدر التاريخ حكمه في ذلك اليوم. و سيكون حكم التاريخ قاسيا قسوة قلوبهم التي خلت من الرأفة و الرحمة. سيكون حكم التاريخ بمثابة العار الذي سيلاحق قيادات، و كوادر، و مفكري الحركة الإسلامية أين ما حلوا، و حيثما ذهبوا. سيلاحقهم هذا العار حتي حين يذهبوا الى مزبلة التاريخ، غير مأسوف عليهم، لأن هذا النوع من الجرائم لا يسقط بالتقادم، و لا يمكن نسيناه، لأنه سيكون الدرس الأول ضمن مادة التربية الوطنية التي ستدرس لتلاميذ ما سيتبقي من الوطن في شمال السودان، و تغرس في و جدانهم، و يتم تنشيط ذاكرتهم بها كلما مرت الذكري السنوية لهذه الجريمة البشعة، حتي لا يطويها ملف النسيان.
هذا هو السبب الموضوعي الذي يجعل من أبواق التيار الإسلامي تصم آذاننا بأن ما سيرتكب من جريمة في التاسع من يناير القادم هو إستفتاء لتحديد مصير جنوب السودان وحده، و ليس مصير الوطن بأكمله. يريد “هؤلاء الناس” أن يقنعوا أنفسهم أولا، و بقية سكان الجزء الشمالي من البلاد، بأن المسئول الأول و الأخير عن تفتيت الوطن هم أبناء الجنوب و قياداته السياسية، و ليس الحركة الإسلامية. و لكن هيهات!! لقد إستمرأ “هؤلاء الناس” اللعب علي الذاكرة الجمعية الخربة لشعب السودان، و طيبة، إن لم نقل سذاجة معظم قياداته السياسية، التي دائما ما غفرت لهم ما سلف من جرائم كبري إرتكبوها في حق الشعب و الوطن.
بدأت تلك الجرائم بذبح الديمقراطية الثانية، حينما تآمروا علي حل الحزب الشيوعي السوداني، و طرد نوابه المنتخبين من قبل الشعب من البرلمان، ثم إزدروا الدستور و النظام القضائي معا حينما لم يمتثلوا لقرار المحكمة العليا الموقرة القاضي بعدم دستورية ذلك القرار، مما ولد أزمة سياسية خانقة فتحت الطريق أمام نجاح الإنقلاب المايوي البغيض. تلي ذلك تدبيرهم لجريمة العصر المتمثلة في إعدامهم لشهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه، تلك الجريمة النكراء التي أرجو أن لا يغفرها لهم المولي سبحانه و تعالي، و بالتأكيد لن يغفرها لهم شعب السودان، ولا التاريخ الذي سيأخذ القصاص منهم عن طريق محكمته التي ستبدأ في التاسع من يناير القادم. أما “أم الجرائم” التي إرتكبوها في حق الشعب و الوطن فهي ذلك الإنقلاب المشؤوم الذي دبروه علي نظام ديمقراطي منتخب، و أسموه ب “ثورة الإنقاذ الوطني”، حيث أذاقوا الشعب السوداني الأمرين من بعده، و لفترة إمتدت لأكثر من عقدين من الزمان، و لايزال الشعب السوداني الصامد، يناضل بثبات حتي يجد من ينقذه من أدعياء إنقاذه!!
لقد إرتكبت الحركة الإسلامية كل هذه الجرائم الكبري وفقا لرؤية بائسة. تمثلت تلك الرؤية في فصل جنوب الوطن، غير المسلم، حتي يتسني لهم بعد ذلك الإنفراد بحكم الشمال المسلم، و من ثم إقامة دولتهم “الإسلامية”، دون عناء يذكر، لأن في مقدورهم إبتزاز و إرهاب قياداتنا السياسية ذات الوزن، بإسم الدين، لتكون ما أسمته بتجمع “أهل القبلة”، ليتسني لها إقامة الدولة الدينية، في مواجهة القوي التقدمية التي تنادي بإقامة دولة مدنية ديمقراطية، تكون فيها المواطنة هي أساس الإنتماء للوطن بغض النظر عن الدين، أو اللون، أو العرق، أو الإنتماء الجهوي. أليست هذه نظرة قاصرة؟ بل أليست هي نظرة بائسة بالفعل؟
يتجلي بؤس هذه النظرة حينما نعلم بأنها قد قامت و إستندت علي إفتراض خاطئ تماما. يتمثل هذا الإفتراض في ديمومة قياداتنا السياسية الراهنة، التي داهنت، و استكانت، بل خضعت لإرهاب و إبتزاز تجار الدين من قيادات الحركة الإسلامية لعقود من الزمان، بما أوهمها بإمكانية إستمرار هذا المسار لعقود قادمة من الزمان كذلك. إن لم يكن هذا هو التفكير الإستاتيكي في أبهي تجلياته، فكيف سيكون ذلك يا تري؟! إننا نكاد نجزم بخطئ هذا الإفتراض، لأن الحركة الإسلامية، و من حالفها، أو إستكان لها، أو خضع لها، من قياداتنا السياسية سوف يواجهون واقعا مختلفا تماما بعد التاسع من شهر يناير القادم.
إن الواقع الموضوعي لما سيتبقي من الوطن بعد التاسع من يناير 2011 سوف يكون مغايرا تماما لما يتصوره قادة و مفكري الحركة الإسلامية. دعونا نفترض بأن الله سبحانه و تعالي قد قيض لقيادات أحزاب “أهل القبلة” المزعومة، و التي تعول عليها الحركة الإسلامية لدعم مشروعها السياسي، بل تعتبره شرطا لازما للنجاح و الإستفراد بحكم ما تبقي من الوطن، أن تعيش قرنا آخرا من الزمان، و هو يكاد يكون من رابع المستحيلات، فإن جميع قيادات “أهل القبلة” سوف تواجه جيلا مختلفا تماما من الشباب، وهو ما سيحدد مصيرها هي، و كذلك مصير برامجها السياسية، بل مصير مستقبل أحزابها نفسها.
إن جيل الشبال الذي ستواجهه الحركة الإسلامية قد إكتسب مناعة تامة ضد كل أنواع الإرهاب بإسم الدين، بل ضد كل السموم التي يبثها تجار الدين بمختلف صورهم و أشكالهم، لأنه قد خبرهم و جربهم، و ما التجربة إلا خير برهان. خبرهم حينما كانوا يدعون الي الزهد في الدنيا، وهم أول المتكالبين عليها. خبرهم حينما كانوا يدعون الى التقشف و الإبتعاد عن ملذات الحياة، و هم يرفلون في نعيم السيارات الفارهة، و لذيذ الأطعمة، و إرتداء الملابس الفاخرة من أرقي بيوت الأزياء الإيطالية، و يتعطرون بأرقي أنواع العطور الباريسية. خبرهم حينما كانوا يدعونه الي تقبل إبتلاء العيش في بيوت الكرتوت و الصفيح فى أطراف المدن، و هم يسكنون العمارات الشاهقة و القصور ذات الأساس المستورد خصيصا لها من إيطاليا. خبرهم حينما كانوا يدعونه الي تلقي تعليم مشحون بجرعات إسلامهم السياسي، الذي يخرج قنابل بشرية موقوتة، ثم يرسلون أبنائهم لتلقي العلم الحديث في أفضل المدارس و الجامعات الأجنبية، سواء كان داخل البلاد، أو حتي في بلاد “الكفر”، التي يدعون محاربتها ودنو عذابها. خبرهم حينما زجوا به داخل معسكرات تدريبهم العسكرية، ثم أرسلوه ليلقي حتفه في محرقة حرب الجنوب، ثم أرسلوا فلذات أكبادهم الى أقاصي الدنيا، شرقا وغربا، لينعموا برغد العيش. خبرهم حينما أرسلوا آبائهم و إخوانهم و أقربائهم الي بيوت الأشباح، و عذبوا بعضهم حتي الموت. خبرهم حينما فصلوا أرباب أسرهم، المؤهلين مهنيا، للصالح العام، وشردوهم، و حرموهم من الرزق الحلال، و أحلوا مكانهم أصحاب الحظوة من أهل الولاء و المؤلفة قلوبهم، الذين راحوا يكنزون الذهب و الفضة، التي غنموها من خلال الأساليب الفاسدة، و الرشوة و المحسوبية، و التي ستكوي بها جباههم و ظهورهم يوم القيامة، بإذن الله. خبرهم حينما أصبح أهلهم و ذويهم و أقاربهم أيتاما جراء الإغتيالات السياسية التي إرتكبها هذا النظام الآثم في حق أهلهم الأبطال الذين إستشهدوا، وبذلوا أرواحهم رخيصة، دفاعا عن كرامة الشعب و الوطن.
هذا هو جيل الشباب الذي سيواجهه حكام الإنقاذ بعد التاسع من يناير القادم، وليس جيل “العواجيز” الذي خبروه، وإفترضوا بأنه سيتحالف معهم في جبهتهم المزعومة، و التي أسموها ب “أهل القبلة”. هذا هو جيل الشباب الذي أكسبته معاركه الطويلة و المتعددة ضد نظام الإنقاذ مناعة كاملة ضد جميع أنواع أسلحة “الهوس الديني”. هذا هو جيل الشباب الذي إكتسب مناعة كاملة ضد الإرهاب بإسم الدين. هذا هو جيل الشباب الذي إكتسب مناعة كاملة ضد الإبتزاز بإسم الدين. هذا هو جيل الشباب الذي سيقف سدا منيعا ضد المتاجرة بالدين الحنيف، أو إستغلال الدين لأغراض دنيوية رخيصة. هذا هو جيل الشباب الذي سيناضل و يهزم أية محاولة لقيام دولة دينية في الدولة الحديثة في شمال السودان، لأنه قد إكتوي بنيرانها. إن كل من تسول له نفسه مجرد الدعوة لقيام الدولة الدينية سوف لن يجد آذان صاغية في أوساط جيل الشباب لأنه قد خاضها واقعا معاشا مريرا، و لن يقبل بعد اليوم أي “درس عصر” من أيا كان، و مهما تدثر بلبوس الدين. بإختصار هذا هو الجيل الذي سيقبر مشروع الحركة الإسلامية، بمختلف أشكالها و ألوانها ، و الى الأبد بإذنه تعالي.
إن القيادات التي ستقبر رؤية و مشروع حركات الإسلام السياسي ستأتي من صلب هذا الجيل الذي عركته تجربة نظام التوجه الحضاري، و ألجمت عوده، و قوت شوكته، و بالتالي أصبح جيلا غير قابل للإبتزاز، أو الإرهاب بإسم الدين. هذه هي القيادات التي ستبني الوطن الجديد فيما سيتبقي منه بعد التاسع من يناير القادم. هذه هي القيادات الشابة التي ستبني الوطن الذي كان يحلم به آباؤهم و إخوانهم الذين إستشهدوا في سبيله تحت قمع نظام التوجه الحضاري. هذه هي القيادات التي ستحاسب كل من إرتكب جرما في حق الشعب و الوطن، و ستمسح شعار “عفا الله عما سلف” من فوق أرض السودان، و الى الأبد، حتي لا تسول النفس الأمارة بالسوء لأي مغامر بالقدوم على ظهر دبابة لإذاعة “البيان الأول”، مدعيا إنقاذ الوطن.
لذلك يحق لنا أن نطمئن علي مستقبل الدولة الوليدة التي ستقوم في شمال السودان بعد التاسع من يناير القادم، لأنها ستكون في أيدي أمينة، أيدي الشباب الذي أنتجته تجربة الإنقاذ المريرة، و خبر جميع أنواع أساليبها الماكرة، و بالتالي ستتوفر لديه القدرة على إستنباط الأسلحة و الآليات التي ستمكنه من التصدي لها، أو أي تجربة شبيه لها، و هزيمتها هزيمة ماحقة، قولا لا فعلا، و من ثم التصدي لكل من تسول له نفسه مواجهة الدولة المدنية الديمقراطية الجديدة التي ستحفظ الحقوق، و تعلي من كرامة الإنسان، و تحافظ علي التراب الوطني، و تحدث النهضة الشاملة في جميع أركان ديارها، حتي يمكن للمواطن أن يعيش علي ترابها مرفوع الرأس، محترما، دون أدني خوف أو إذلال من بطش عسس، و سدنة، نظام التوجه الحضاري.

3/11/2010

تعليق واحد

  1. اخى ليس هنالك حركة ولا اسلام بل تحالف استبداد مع الفساد وهذه الخصال لا دين لها لذا نرجو تسمية الاشياء بمسمياتها لانى الاحظ ان كثير من لهم خلفيات عقائدية سابقة يحاولون عصرها لتسمية مافي عقولهم السابقة من الصراع الحزبي على مستوى الجامعات او الثانويات لكن الصراع الان بقامة الوطن والمعارضيين لهذا النظام كثر بل معظم عضوية الاسلام السياسي اما صوفي او محبط او معارض اوهى تتفق معك بل ستكون الرمح القادم لازالة هذا النطام

  2. الاسلام دين عدل وسماحةومساوى وحرية ,والاسلام برئ من تجار الدين اخوان الشياطين- سوف لايرحم التاريخ الذين مزقوا البلاد وظلموا العباد .ربنا يمهل ولا يهمل

  3. وطن يسير كالأعمى نحو حتفه .. هل هنالك كارثة اكبر من تقسيم الوطن وتفتيته وتشـظيته ، هل هنالك كارثة أبشع من تسليم مصير البلاد لحفـنة أولاد مراهقين لا يعرفون كيف يغسلون سوءاتهم .. وطن يسير أعمى و ليس كالأعمى .. يسير نحو هاوية لا قرار لها .. والصفقة ، وياللهـول .. الوحدة مقابل الشريعة الإسلامية ؟؟ إن التخلف السوداني تخلف مريـع في نوعه لا مثيل له .. أن فكرنا لم يتطور عن فكر إنسان ما قبل التاريخ .. نعيش على مخلفات الفكر البشرى من دين و شعوذة و حجابات و ما نحن بخارجين منها .. لم نتعلم و لم نوسع آفاقنا لنصبح في مصاف البشر و ها نحن ننزلق إلي ما هو أدنى إلى حرب أهلية لا تبقى و لا تذر .. لقد عجز المجتمع المتحضر عن التفاهم مع حمير السياسة في السودان و لن يعجز المجتمع الدولي عن إرجاعنا إلى ما وراء العصر الحجري الذي نعيشه ألان ، وستكون أفغانستان عالما أول بالنسبة لنا .. نحن بعقليتنا الحالية لا نصلح حتى للوجود في هذا العصر .. ما زلنا نؤمن بالبخرات و الحجبات و الشعوذة و دجل الحكام و أكاذيبهم .. يأتون إلينا بالنفايات و يقولون لنا هذا هو الدين نصدقهم و نجرى وراءهم كقطعان الغنم . أكاذيب سـيظل الباحثين في أضابير التاريـخ يقفون امامها واجمين مشـدوهين ، تسـحقهم الدهشـه مـن هـولـها ، كأن علي رؤؤسـهم الجبال وليس الطير ، كالقـرود المـقاتله ، وحور العـين المتصـارعات علي أشـلاء اعـراس الفطـايس ، وروائح المسـك الرباني ، وأحـاديث الملائكـه الهـامسه ، والشهـداء الـذين يستيقظون مـن موتهم ، ليقرأوا عـلي ارواحـهم سـورة يـسن ، ثم يعـودون لموتهم مـرة أخـري .. يالقـوة اللـه ، كيف صـدقناهم ؟؟ كيف باعـونا جناة في الاحـلام ، والاوهـام ، والخـيال .. واسـتولوا عـلي جناتنا في الارض ؟ كيف سـلمناهم رقـاب أبنائنا فسـاقوهم للـذبـح .. وأرسـلوا أبنائهم الـي جنات عـدن تجـري من تحتهـا الانهـار في امـريكا ، وسـويسـرا ، ومـاليزيا ؟؟؟ كيف ؟ وكيف ؟ وكيف ؟؟؟

  4. السيد الكاتب : انت تدس السم الزعاف بين طيات حديثك المنمق ..لقد اورثت تجربة التطبيق الخاطئة للقيم الاسلامية التي قامت بها الانقاذ كثير من ابناء الشعب السوداني مهانة بالغة .. هذا صحيح .. واكثر من هذا انها احبطت كثير من دعاة الحياة وفقا لتوجيهات خالق الحياة عبر مناهج التدبر والتفكر للكيفيات التي يوازنون بهابين اعتقاداتهم ومقتضيات احترام حياة الآخرين .
    لكنك تدعو الجيل القادم من الشباب الي رفض الدولة الدينية (وهذا صحيح الي حد ما).. الدولة الدينية بالفهم الشائه والفطير مرفوضة تماما .. الدولة الدينية التي تمنع الحريات وتكبل الفكر وتشوه معاني العدالة وتقنن للظلم وتمنع الجمال وتقسر الناس علي ما لا يقتنعون به مرفوضة تماما .
    لكني اذكرك بان هولاء الشباب سيكونون رأس الرمح بحثا عن الدولة الدينية وفقا للنموذج الاسمي .. النموذج الذي جاء به الكتاب المنادي باحترام وتكريم الانسان مطلقا .. المقرر للمساواة الكاملة بين الناس في الحقوق والواجبات في الحياة الدنيا (وعند الله تجتمع الخصوم).. النموذج الرافض للاكراه في الدين ، النموذج الذي ينادي عقل المسلم به الي بذل الجهد فكرة ودعوة (الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسني).. النموذج الداعي الي التفكر في الكون .. والمقرر للنعمة الكبري باختلاف الالوان والالسن.. النموذج الذي يجعل العقل الانساني ومنتجاته حين يتعامل مع الكون بصدق وعلم موازيا للوحي القرآني في الهداية الي الله .. فتصبح منتجات العقل الانساني علي اختلاف منتجيها اسلامية ..ودينية .. غض النظر عن عقيدة صاحبها تجاه ربه فهذا مما يحاسب عليه يوم القيامة لا هنا.
    والانقاذ الوطني .. ان صدق قادتها في نياتهم .. فلهم آجر تبيان الطريق الخاطئ في تجربة معاصرة تري وتشاهد .. حتي لا يخدعنا المزيفون لتأريخ الدول (الاموية والعباسية وغيرها) بكتب التاريخ.. فيبقي ان الاستبداد والظلم واللا مساواة والاكراه قيما ضد الدين ايا كان من قام بها ومن انتجها.

  5. This is the thing that will kill all the Islamic governmen for all the times at the futur and any one who will going to say that We want to apply the Islam in government will going to be killed as the biggest enemy of the humanity.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..