مقالات وآراء

ومصنع لحوم كوستي1951م

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تذكرته وأنا أقرأ خبرعودة بعض المصانع القديمة للعمل مثل مصنع با بنوسة للالبان ومصنع كريمة لتعليب الفواكه والخضروات ومحالج للقطن تجري الاستعدادات لعودة بعضها للحياة ولسيرتها الاولي تحقيقا لشعار النهضة الخضراء في نسخته الجديدة (القومة للزراعة) فالنسخة التي تزعمها علي عثمان طه حققت هدفها في سرقة مشروع الجزيرة وأصوله وتمليكها لبعض المتنفذين من الاخوان .
(القومة للزراعة) بنسخة ثورة ديسمبر شعار وعنوان عمل كبير يحمل في جوفه نهضة السودان الحقيقية وعودة القطن السوداني ليتصدر صناعة الملابس عالية الجودة والتي يبحث عنها بعض الناس في مختلف أنحاء العالم لقيمتها الصحية حيث لا تؤثر علي بعض الاجسام عند لبسها و الذرة السودانية لها سوق غفلنا عنه وهو السوق الصيني حيث تدور معارك اقتصادية بين الصين وأمريكا بين الحين والاخر بشأن واردات الصين من أمريكا والرسوم التي تفرض عليها ويمكن للسودان أن يكون بديلا جيدا ومنافسا قويا اذا أحسن استغلال وزراعة مساحات معتبرة بمحصول الذرة مع تجهيز صوامع حفظ الغلال للتحكم في حركة التصدير خلال أشهر العام.
لا يقف تأثير (القومة للزراعة) واستدامة العمل بالشعار علي ميزان المدفوعات وترجيحه لصالح السودان بل يجذب عناصر من الشباب السوداني للعمل في الزراعة عند ربطها بالتصدير حيث يحدث انفتاح علي العالم بين تجمعات المزارعين في السودان ونظرائهم في البلدان التي تستورد المنتجات الزراعية السودانية وربما كان السودان مزرعة خلفية لانتاج خضروات تزرع في بيئة طبيعية خصبة خالية من الاسمدة الكيمائية الضارة وكنت أبذل النصح خلال فترة محادثات منبر الدوحة في الأعوام 2009-2012م لبعض الاصدقاء من أبناء دارفور لجذب استثمارات قطرية لاقامة مزارع خضروات وألبان في مختلف مناطق دارفور ولكن للاسف كان بعض زعماء حركات دارفور في تلك المحادثات هم اليد الدنيا يستقبلون العطايا و (الشرهات) ولا يحاولون تقديم ما يكون عونا للاهل في المعسكرات لتحويلهم الي منتجين وأصحاب مزارع البان وخضروات تخطب ودهم وقربهم الشعوب والدول.
(القومة للزراعة) رافعة وعنصر هام في المحادثات التي تجري الان لاتمام السلام من خلال منبر جوبا ودولة جنوب السودان تمنح الحق في أن تكون لها حصتها في القسمة وهي حضور ترعي المحادثات فأقل شكر يقدم لها هو تأكيد طرفا المحادثات الحكومة والحركة بتمكين دولة جنوب السودان من زراعة كميات تكفي حاجتها من الذرة والبصل داخل الاراضي السودانية بعقود ميسرة طويلة الاجل ومنح دولة جنوب السودان حق صناعة الملح في دولة السودان ومثل هذه الاتفاقات والتنازلات الجانبية تحكي عن عظمة أطراف التفاوض ومراعاة مصالحهم ومصالح شعوبهم فالمفاوضات الناجحة هي التي توزع النصر بين الجميع وهما أعني حكومة السودان والحركات المسلحة ودولة جنوب السودان راعية المفاوضات والسلام.
مصنع لحوم كوستي موضوع مقالي انشأته شركة بريطانية في العام 1951م لم يغلق لعدم تلبيته لاحتياجات العملاء في الخارج بل لاتهام بقيام المصنع بتصدير اللحوم لإسرائيل والمعلومة تشربتها وأنا ما أزال يافعا من مصادر لاتكذب وعلمتني وغيري مبادئ الصدق وقول الحق وكلما أقرأ في الاسافير أسباب توقف مصنع كوستي للحوم عن العمل أجد نفسي أضحك علي عقلنا السوداني الذي لا يرجح التجارة علي السياسة كما يفعل العرب في جزيرتهم من ألاف السنين لم تتوقف عندهم رحلة الشتاء والصيف برغم عداوات الدول والحروب التي تشتعل فبذات العقلية غير التجارية فرطنا في جنوب السودان ببتروله وغاباته واستهلاكه للذرة في عمل (المريسة) غذاء بعض الاهل هنا وهناك.
وتقبلوا أطيب تحياتي
مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

‫2 تعليقات

  1. احسنت يا اسامة. احياء مصنع اللحوم بكوستي يمكن يكون فاتحة لعمل مصنع للاسماك ايضا. وتنشيط التجارة بين الجنوب والشمال تعني احياء لمنطقة من اجمل مناطق السودان وهي كوستي وما جاورها والتي استهدفت من قبل اللصوص والقتلة لعقود وحان الآوان لها لتنفض عن نفسها الغبار وتنهض مثلها مثل باقي ربوع السودان ضمن برنامج القومة للسودان. لك التحية استاذ اسامة مجددا.

  2. الي كاتب المقال
    كنت اظن مقالك به معلومات كافية عن المصنع وتوقفه وموقعه وانتاجياته الي اخره
    كل ما ذكرت بأن المصنع توقف فقط لتصدير اللحوم لإسرائيل!!
    ياريت المرة القادمة بأن تكتب مقال كامل الدسم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..