التعليم فى أفريقيا – مترجمة عن الويكميديا

التعليم فى أفريقيا
ترجمه د. فائز إبرهيم سوميت
مقدمة الترجمة :
?بدأ التعليم فى أفريقيا كأداة لإعداد الشباب المحلى حتى يأخذون مواقعهم الإجتماعية المحترمة الخاصة بهم, وليس بالضرورة تعليما متحررا للإتصال بالعالم الآخر ?…
مراسم التعليم الطقوسى :
وفى بعض المناطق فى أفريقيا قبل الإستعمار الأوروبى كان نظام الدراسة يتألف من مجموعات من كبار السن , طرق التدريس تقدم لهم فى شكل يساعدهم فى مرحلة البلوغ ويساعدهم فى أداء بعض الوظائف التى تتواءم مع بيئتهم .. وفى مناطق أخرى وفى المجتمعات الأفريقية الأولى كان التعليم يشمل أمورا مثل الرقص , العروض الفنية , الإحتفالات والألعاب ومهرجانات الرقص والغناء والرسم .. حيث كان الفتيان والفتيات يدرسون بشكل منفصل عن بعض للمساعدة فى إعداد كل نوع على حدا ليضطلعون بادوارهم حسب التصنيف عند الكبر .. وكان كل عضو فى تلك المجتمعات الأفريقية له يد فى الإسهام فى العملية التعليمية .. والنقطة البارزة فى تجربة التعليم تلك فى بعض المجتمعات المعينة هى مراسم التعليم الطقوسية والتى تبدأ من مرحلة الطفولة حتى مرحلة البلوغ ..
الإستعمار الإمبريالى الأوروبى :
وعند دخول الإستعمار الأوروبى الإمبريالى أخذ فى تغيير تلك الأساليب الطقوسية فى التعليم الأفريقى ? فلم يعد التعليم الأفريقى مقتصرا على أساليب الطقوس والشعائر كوسائط تعليمية وتربوية .. فأصبحت المدرسة تعنى للأفارقة إكتساب التعليم الذى يمكنهم ويجعلهم على إتصال مع العالم الآخر مثل الولايات المتحدة وأروبا , فأخذ الأفارقة ينتجون أساليبا للتعليم الحديث خاصة بهم مثلما للدول الأخرى ..
المشاركة ..
وفقا لمنظمة اليونسكو , ومن خلال نظرة إقليمية للجانب الصحراوى فى أفريقيا , وفى عام 2000 م هناك أكثر من 52 % من الأطفال تم قيدهم فى المدارس الإبتدائية وتعتبر هذه النسبة أدنى معدل إلتحاق لأى إقليم , كما أقرت اليونسكو بوجود عدم مساواة بين الجنسين فى العملية التعليمية , وفى معظم أنحاء أفريقيا ? حسب تقرير اليونسكو ? أن عدد الفتيات أكبر بكثير بالنسبة لعدد الأطفال الذكور الذين يجبرون على البقاء بالمنازل لخدمة مزارع العائلة .. حيث وجد التقرير أن هناك 40 مليون طفل أفريقى وما يقرب نصف هذا العدد من الأطفال فى سن المدرسة لايتلقون أى نوع من أنواع التعليم .. وتبلغ نسبة البنات 2 : 3 من هولاء الأطفال .. ذلك ما جاء فى تقرير ” اليوس إيد ” ? مركز هيئة المعونة الأمريكية ? عام 2005 م .
كما أن التقرير الذى قدمته اليونسكو ? قطاع تعليم الخبز ? من خلال تيم التحليل العامل فيها , فى عام 2005 م أوضح التقرير أن أقل من 10 % من أطفال أفريقيا سمح بإستيعابهم فى نظام تعليم صناعة الخبز .. إذ أن 4 من 10 من هولاء الأطفال لم يكملوا التعليم الإبتدائى فى عامى 2002 ? 2003 م .. لذلك وبعد خمس سنوات وبعد التعليم المفتوح فى أفريقيا وبعد التكيف مع أهداف الألفية , أخذ مستوى التعليم الإبتدائى فى التطور بشكل أبعد من الوصف ..
وأبرز التحاليل التى قدمت فى هذا المضمار أن جهودا رئيسية إلى التقليل من عدد المنسربين فى المعدل بذلت .. كما أوضح أيضا التحليل أن الفوارق الجغرافية ما بين المناطق الريفية والمناطق الحضرية أو الفوارق الإقتصادية لها تأثيرها فى تسريب الكثير من الأطفال فى سن الدراسة ..
الأسباب :
هناك أسباب كثيرة لظاهرة تسريب الأطفال الأفارقة من مدارس التعليم الإبتدائى ويمكن إجمالها فيما يأتى :
” 1 ” عدم وجود مرافق تعليم سليمة ومربيين أكفاء :
يعتبر هذا السبب هو الرئيسى فى خفض نسبة التعليم فى أفريقيا , ونسبة لهذا السبب نجد الكثير من المدارس فى أنحاء أفريقيا من الصعب عليها توظيف معلمين بمبالغ زهيدة فضلا عن عدم وجود المعلم الكفؤ . كما يضاف إلى هذا السبب الرئيسى عدم تكافؤ الفرص للحصول على التعليم فى كل أقطار أفريقيا فاقم ذلك من نسبة تدنى التعليم .. بالإضافة إلى عدم توفر المعلمين كذلك عدم توفر وسائل التدريس الإيضاحية بشكل كاف يضاف إلى كل ذلك فقر المناهج المدرسية والتربوية ..
تدنى درجات التحصيل :
وكنتيجة لهذا , الأطفال الذين يدرسون بالمدارس فى المناطق الحضرية يحصلون على نتائج ضعيفة فى إمتحانات تحديد المستويات بالمقارنة مع رصفائهم من المناطق الريفية الذين يحصلون على مستويات أفضل . هذا ما لوحظ من خلال التقارير التى قدمها ? مرصد إتحاد التعليم لجنوب وشرق أفريقيا ? حيث أخذت عينات من إمتحانات المناطق الريفية وتمت مقارنتها مع نتائج الطلاب بالمدن الصغيرة والكبيرة , حيث وجدت أقل بكثير من تلاميذ المناطق الأخرى .. وهذا رده التقري لعدم توفر فرص التعليم المتكافئ الذى يقدم للأطفال من أجزاء مختلفة داخل نفس القطر الواحد ..
” 2 ” الهجرة :
السبب الثانى لتدنى مستوى التعليم فى القارة الأفريقية هو الهجرة .. فالهجرة تؤدى إلى فقدان المتعلمين تعليما عاليا , كما تشكل أيضا خسارة مالية .. وفقدان العقول المدربة فى مجال التعليم والتى لايمكن تعويضها إلا بأخرى أكثر تكلفة , مما يعنى فقدان المال فى المثقفين المغادرين وفى أولئك الذين يحلون محلهم ويقدر المال المهدر فى هذه العملية بنسبة 5,5 % من إجمالى الناتج المحلى . وهذه الخسارة تجعل من الصعب على الحكومة أن تدبر لميزانية التعليم مبلغا آخر, بينما هى تحتاج إلى تحديد أولويات أخرى كميزانية الجيش وخدمات الديون الخارجية ..
” 2 ” النفقات العسكرية والصراعات :
الإنفاق العسكرى هو سبب رئيس فى تقليل ميزانية التعليم بشكل كبير .. إذ أن كل الدول الأفريقية تضع ميزانياتها العامة دوما على حساب ميزانيات التعليم العام فى الدول الأفريقية .. وبالنسبة لليونسكو ومن خلال تقريرها فى عام 2011 م التى أوضحت فيه أن الصراعات المسلحة هى أكبر تحدى للتعليم فى أفريقيا فى حين أن عدد المتسربين فى مختلف أنحاء أفريقيا آخذ فى الزيادة بشكل دراماتيكى , وأيضا من تأثيرات الصراعات المسلحة على التعليم هى تحويل الأموال العامة من ميزانية الإنفاق العسكرى إلى التعليم ..
المبادرات المؤثرة للإصلاح : Influential Initiatives
هناك مبادرات جادة ومؤثرة ترمى جلها إلى تغيير وضع التعليم المتردى فى القارة الأفريقية وتشمل مبادرات من داخل القارة ذاتها وأخرى مبادرات خارجية كما يلى :
من داخل القارة :
المبادرات التى جاءت من داخل القارة لتطوير التعليم فيها كانت تتضمن :
” 1 ” النيباد ? برنامج المؤسسات التعليمية :
كانت خطة طموحة لإدخال خدمات النت وشبكات الكمبيوتر فى كل المدارس بأنحاء القارة الأفريقية .
” 2 ” ساكميك : SACMEQ
وهى مركزلتجمع خمسة عشر وزيرا للتعليم من جنوب وشرق أفريقيا التى أجرت بحوثا متكاملة وأقامت النشاطات التدريبية تقييما لضمان جودة التعليم الإبتدائى , ولتوفير المعلومات لتكون تحت خدمة متخذى القرار للتخطيط وتطوير جودة التعليم فى القارة الأفريقية ..
” 3 ” الخطة العشرية :
وفيها تم تقديم المنح الدراسية والدعم التعليمى فى الشمال الشرقى من القارة الأفريقية لتتمكن مجموعة من المتدربين الإستفادة من هذه المنح والدعومات التعليمية والتربوية لرفع الكفاءة ليعكسون ذلك على التعليم الإبتدائى ..
السياسات الحالية للتطوير : Current policies of progression
فى الآونة الأخيرة تم التوقيع على إتفاقيات تسمح بالقضاء على كل أنواع التمييز فى النوع والجنس بموجب قانون .. حيث أوضحت ? المادة 10 من إتفاقية سيداو هناك 9 مواد واجبة التغيير لمساعدة المرأة الأفريقية والأخريات اللائى يعانين من نفس الظروف المشابهة فى الحصول على الوظائف والتوجيه المعنوى فى مجالات التعليم , وأولئك اللائى يعانين فى الحصول على دبلومات التعليم العالى على كافة المستويات , وقالت أيضا يجب أن تتضح المساواة وتتمثل فى مرحلة ما قبل التعليم الإبتدائى والعام والفنى , والعالى المتخصص كما يحدث فى النوع الآخر ” الرجال ” واشارت إلى القضاء على أى مفهوم حول أدوار الرجال والنساء فى كافة المستويات التعليمية ..
الفساد فى التعليم :
حسب تقارير اليونسكو والواردة من وكالات الأنباء العالمية مضافا إليها أبحاث التربويين وإفادات أولياء الأمور فى كل من غانا , مدغشقر , المغرب , النيجر , السنغال , سيراليون ويوغندا .. حيث أوضحت هذه التقارير إن الأطفال الذين يمتنعون عن الذهاب إلى المدارس الإبتدائية آخذ فى الإزدياد بصورة كبيرة , وذلك نسبة لعدم تدخل الأبوين فى تشجيع أبنائهم للذهاب إلى المدارس .. ويزيد الأمر سؤا أن المشرفين على النشاطات الحكومية فى العملية التعليمية فى أفريقيا فاسدون بشكل هائل .. وهذا يعود فى الغالب إلى المجتمعات المحلية لأنها تفتقر إلى أى نوع من السلطة فيما يتعلق بتعليم أطفالهم , وفى يوغندا يوجد ما نسبته 50 % من الآباء القادرون على إتخاذ قرار لتعليم أبنائهم , وفى المغرب 20 % فقط الذين يملكون قرارات بصدد تعليم أطفالهم ..
وفى الحقيقة ..
فى الحقيقة – وحسب تقارير اليونسكو ? إن عدم الشفافية وعدم الكمال فى تسجيلات الأطفال فى المدارس والمناطق تحول دونى الكشف عن الوثائق والكشف عن الممارسات الفاسدة .. وقد أجرت أجهزة رصد التعليم فى أفريقيا دراسات ومسوحات إستقصائية فى كل أنحاء القارة , فكشفت مسوحاتها ودراساتها عن ثلاثة صور للممارسات الفاسدة فى التعليم فى افريقيا يمكن تلخيصها فيما يأتى :
” 1 ” جمع رسوم مدرسية غير قانونية :
واحدة من هذه الأبحاث الإستقصائية التى أجريت ركزت على ما أسمته برسوم التسجيلات , التى يدفعها أولياء أمور التلاميذ رغما عنهم .. فى حين أن القانون يقول أن التسجيل لمرحلة التعليم الإبتدائى مجانا .. وأفادت التقارير أيضا أن الكثير من أولياء الأمور يجبرون على دفع هذه الرسوم المحاسبية غير القانونية .. حيث تتدرج قيمة هذه الرسوم من 9 % فى غانا إلى 90 % فى المغرب .. بينما لايزال ما نسبته 44 % من الآباء يدفعون رسوم رفع مهارات أبنائهم التعليمية .. ويبلغ متوسط التكلفة 4,16 دولار تصرف أغلبها كنفقات للعائلة مما يضاعف من الأزمة فى أقطار مثل مدغشقر , النيجر وسيراليون ..
” 2 ” إختلاس أموال المدارس :
من خلال تقارير اليونسكو ووكالات الأنباء العالمية ووجد ما نسبته 64 % منى المدارس التى تم مسحها فى كل أنحاء القارة الفريقية سجلت عدم وجود معلومات مالية أو سجلات على الإطلاق .
” 3 ” إساءة إستخدام السلطة :
كما هناك مشكلة رئيسية وهى عدم وجود منافسة فى إدارة المرافق التعليمية , حيث بين التقرير أن الكثير من المعلومات المالية ومصادرها يا أما تالفة أو مفقودة .. وفى الغالب ? حسب التقرير ? أن 85 % من المدارس فى أنحاء القارة الأفريقية لديها نظام محاسبى أو سجلات ناقصة من حيث مصادر التمويل وأوجه الصرف أو لاتوجد على الإطلاق .. وأوضح كذلك أن فى المغرب 33 % من المعلمين الأساسيين يتلقون تدريبات فى الإدارة المالية أو ميزانية المدرسة .. وأوضح التقرير أن هناك إغتصابات من قبل المعلمين تقع على الأطفال .. وكذلك أبان أن أغلب المدارس تدار بشكل تجارى أو تغلق ويذهب المسؤولن عنها للإهتمام بقضايا أخرى فى قراهم .
تعليم المرأة :
بينما الأغلب من تطورات الأهداف التى وضعتها اليونسكو فى إطار تطوير التعليم فى أفريقيا , قد شارفت على نهايتها فى عام 2015 م , إلا أن هدف التكافؤ بين الجنسين , يتطلب خطة من عشر سنوات كاملة حتى يتم الإقراربذلك . حيث ? يمضى التقرير ? أن الحصول على التعليم المتكافئ يعتبر الأساس لكل أهداف التطور الأخرى فى ألألفية . حيث عرف التمييز الجنسى بأنه عدم المساواة فى الجنس بسبب النوع .. وفى الأقطار الأفريقية التى بها مدارس تحتاج غلى مصادر تمويل وبنيات أساسية متهالكة وتسجيلات طلابها ضعيفة يقع على الأسر افختيار فى أن ترسل الطفل الذكر أو البنت الأنثى للقيد بالمدرسة الإبتدائية .. و فى الدراسات والأبحاث التى اجريت حول هذا الأمر ووجد أن 101 مليون من الأطفال لايذهبون إلى المدارس , وأكثر من نصف هذا العدد الهائل من البنات .. والعامل الرئيسى الذى يحدد تعليم الإناث فى القارة , هو الفقر حيث أن الفقر الإقتصادى يؤثر تأثيرا كبيرا , حيث يظهر ذلك عندما يتم التعامل مع التكاليف المدرسية المباشرة , مثل مصاريف الدراسة , وتكلفة الكتب الدراسية , الملابس المدرسية والمواصلات والنفقات الأخرى ..
مقترحات لإصلاح التعليم فى أفريقيا : Recommendations for reform
فى الختام أوصت اليونسكو وبعض المنظمات العالمية المهتمة بتطوير التعليم فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية أوصت بالتالى :
” 1 ” تنقيح وتوضيح السجلات المدرسية والمحاسبية
” 2 ” المزيد من التدريب المكثف للمعلمين الأساسيين والمدراء فى مجالات الإدارة المالية ..
” 3 ” التفتيش الحكومى الدورى المنتظم للمدارس الحكومية والأهلية
” 4 ” تشجيع الأسر وأولياء الأمور لمحاربة رسوم التعليم الإبتدائى وتنويرهم وتعريفهم بحقوقهم فى مجالات التعليم
” 5 ” دعم وتحريك المنظمات الإجتماعية الشعبية مثل منظمات , الأسر والمعلمين واللجان الأسرية ومجالس أولياء الأمور ..
?6 ? العمل على تهيئة وتطوير البيئة التعليمية ورفع مقدرات المعلم
الرابط الإلكترونى :
WIKIMEDIA FOUNDATION, INC
مشكور جداً
مشكور جداً