مقالات سياسية

الكلمة المفتاحية لغرض زيارة رئيس الإستخبارات المصرية ، عباس كامل ، للسودان!

عثمان محمد حسن

* دائماً ما تكون الزيارة المتواصلة لرئيس الإستخبارات المصرية ، اللواء عباس كامل ، إلى السودان ، مقدمةٌ لإحداث بلبلة ، غير مرئية ، في البلد ؛ فمصر تعتبر السودان حديقة خلفية لها وجهاز الاستخبارات المصري هو المعني بملف السودان ، بدلاً من أن تكون وزارة الخارجية هي المعنية بالملف .. ومصر لا تريد للسودان أن يخرج من ربقتها وينطلق في الفضاء كما ينبغي أن ينطلق ؛ وتبذل كل ما لديها من قدرة لكسر جناحيه..

* وتكشف زيارة اللواء عباس كامل للخرطوم ، في الإسبوع الماضي ، عن ضيق القاهرة من العملية السياسية الجارية في السودا بينالقوتين ، المدنية والعسكرية ، تحت رعاية الآلية الثلاثية ومتابعة الآلية الرباعية دون أن تكون هي شريكةً في العملية من ألِفِها إلى يائها ؛ وترى أن انسحاب البرهان المحتمل من المشهد السياسي السوداني سوف يضر بجُمْلة المصالح المصرية في السودان..

* لذلك كان لا بد من زيارة عباس كامل لفرض مشاركة الكيانات الممالئة للبرهان في العملية السياسية الجارية ، وهي مجموعة يساندها السيد محمد عثمان الميرغني الذي ترتبط مصالحه الأسرية مع المصالح المصرية ، بينما ترفض مركزية قحت إغراق العملية السياسية بتلك الكيانات المشكوك ولاؤها للخطوات التي تؤدي إلى دولة مدنية ديمقراطية فى السودان..

* لقد أتى عباس كامل برسالة شفوية من السيسي إلى البرهان .. وذكر إعلام المجلس السيادي أن الرسالة “تتعلق بالعلاقات الثنائية ، وسبل دعمها وتطويرها وترقية التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات”.. ولم يتطرق إعلام المجلس إلى الغرض الأساسي من الزيارة..
* لكن رئيس المخابرات العامة المصرية ، عباس كامل ، كشف الغرض منها عند اجتماعه بالقادة السياسيين ، حيث
قال أن مصر حريصة على إنجاح العملية السياسية في السودان ، وأعرب عن استعدادها لعمل كل ما في الإمكان لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المتصارعة..

* و(تقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية المتصارعة) هذه هي الكلمة المفتاحية لغرض زيارة عباس كامل للسودان ، إذ دعا تلك الأطراف للسفر إلى القاهرة للتفاوض حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية في البلد .. بل وطالب بتسريع الوصول لاتفاق نهائي يتضمَّن توسيع قاعدة المشاركة السياسية..

* ورؤية توسيع قاعدة المشاركة السياسية ، التي دعا إليها عباس كامل ، هي نفس الرؤية التي تبناها البرهان منذ بدأ التفاوض مع قحت ، ولا يزال يتبناها .. والهدف هو ضم الفلول وأشباه الفلول وجماعة (ما بنرجع آلا البيان يطلع) ، ولما طلع البيان في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ، وقفوا مع إنقلاب  البرهان وصاروا إنقلابيين أكثر من البرهان نفسه..

* أيها الناس ، إن دعوة عباس كامل أولئك السياسيين للتفاوض في القاهرة لا تختلف عن دعوة الثعلب للدَيَكة المتصارعة للتفاوض في وِجارِهِ الكائن تحت الأرض! .

حاشية:-

– قد يعتقد البعض أن بين مصر والكيزان عداوة مستحكمة ، ويستحيل أن تتعاون معهم لإفشال قيام حكومة مدنية كاملة في السودان .. وقد يقول آخرون أن البرهان يعمل حالياً ضد بني كوز ، فأقول لهذا وذاك أن البرهان لا يعادي الكيزان وهو الذي ، بجرة قلم ، أعادهم إلى مواقعهم في الخدمة العامة .. وأعاد أموالهم العينية والنقدية المنهوبة.. وهكذا داس أهداف الثورة (دوسات)! .
– وأقول لهم أن مصر تكره الكيزان فعلاً ، لكنها لا تخاف كيزان السودان ، بدليل احتضانها لكبار قادة المؤتمر الوطني من أمثال صلاح قوش ومحمد الطاهر ايلا وآخرين..
– وعباس كامل ، رئيس الإستخبارات المصرية جرئ بالغ الجرأة .. يتدخل في شئوننا الداخلية ، بوقاحة ، وهو يبتسم! لا تلوموه ، فهو يعمل لصالح بلده ، مصر ، وعليكم أن تلوموا قادتنا الذين لا يعملون لصالح السودان…

‫4 تعليقات

  1. اقتباس:
    (وعباس كامل ، رئيس الإستخبارات المصرية جرئ بالغ الجرأة .. يتدخل في شئوننا الداخلية ، بوقاحة ، وهو يبتسم! لا تلوموه ، فهو يعمل لصالح بلده ، مصر ، وعليكم أن تلوموا قادتنا الذين لا يعملون لصالح السودان… ).
    تعليق:
    يا استاذ/ عثمان.
    تحية طيبة.
    كان المفروض بدل عن كل هذا اللف والدوران عن المخابرات المصرية في السودان، ان توجه كلامك في المقال مباشرة للسلطة الحاكمة في الخرطوم وليس للمخابرات المصرية التي استحوذت علي (٩٠%) من حجم المقال!!، كان المفروض ان تقوم بنقد تصرفات واسلوب واداء حكومة البرهان تجاه التعامل مع الملف السوداني- المصري، ان تكتب عن ضعف اعضاء مجلس السيادة بشقيه العسكري والمدني وكيف انهم بسبب عدم خبرتهم في العمل السياسي فتحوا مجالات واسعة للاجانب بالتدخل في الشآن السوداني بدء من امريكا والمجلس الاوروبي ومرورآ بروسيا والصين، وانتهاء بالصومال وجيبوتي، وافيدك علمآ يا سيد عثمان ان عدد الدول التي تدخلت في الشآن السوداني وصل عددها الي (٤٤) دولة، و(٢١) منظمات عالمية… وايضآ كل مخابرات الدنيا بما فيها (الموساد الاسرائيلي)!!، ولا اقول كلامي هذا دفاع عن مصر ومخابراتها، ولكن لان موضوعك اشتمل علي هجوم مفروض ان يوجه بالدرجة الاولي للقابعين في رئاسة الجمهورية في الخرطوم بلا عمل ولا مشغلة.

    لك كل المودة.

    1. 1- “بدل عن كل هذا اللف والدوران عن المخابرات المصرية في السودان، ان توجه كلامك في المقال مباشرة للسلطة الحاكمة في الخرطوم وليس للمخابرات المصرية..” Was your word!
      2- لم يكن الهدف من المقال مخاطبة سلطة هي في حكم الميت، ولو كانت سلطة حية، لصح تعليقك.. فالمقال، كما هو واضح لكل ذي بصيرة، تأكيد بأن مصر وراء الكثير من أزماتنا الماضية والحالية والمستقبلية..
      Is my word!

  2. “إذ دعا تلك الأطراف للسفر إلى القاهرة للتفاوض حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية في البلد”
    هذه الدعوة هي مربط الفرس، فقد عرفت مصر باستضافة السياسيين العرب المناهضين لحكوماتهم ومن ثم ابتزازهم بتصوير بعضهم في مواضع مخلة بالآداب مع بعض المشاهير من فنانات مصر. حدث ذلك مع القيادات اليمنية التي استجارت بالقاهرة اثناء خلافهم مع الرئيس السلال. اغدقت عليهم المخابرات بحفلات المجون والدعارة وتم تصوير كل تلك اللحظات وعندما اراد القوم الرجوع لليمن بعد حل المشكلة مع السلال حاولت الاستخبارات منعهم من ذلك وهددتهم بنشر ما لديها من صور. ابو يمن لم تخيفه تلك الصور بل كان فرحا بها وطلب من الاستخبارات منحها لهم لينشرونها بأنفسهم. لاحظ الرائد مامون عوض أبوزيد اثناء اول زيارة له مع عدد من أعضاء مجلس ثورة مايو ١٩٦٩ ان القصر الذي كان يستضيفهم يمتلئ في المساء بإعداد كبيرة من الممثلات والفنانات المصريات. كرجل استخبارات استرابه الامر وبتفتيش القصر بعين رجل الاستخبارات الفاحصة اكتشف ما توقعه، عدد من الكاميرات سوفيتية الصنع التي كانت تراقبهم. السودانيون حسب وصف المصريين شعب طيب ويقصدون بذلك ساذج. وانا على قناعة ان ذات الامر حدث مع قيادات التجمع الوطني الديمقراطي اثناء تواجدهم هناك وكذا الامر مع قوش وايلا وغيرهم من قيادات المؤتمر الوطني. فاذا ذهبتم هناك ووقعتم في حبائل الاستخبارات المصرية فكون رجالا واركزوا مالم يكن في الامر ممارسات مثليين.

  3. المشكلة ان الموقعين على الاطاري أقلية ضعيفة ولا يمكن أن تنجح دون توسيع قاعدة المشاركة.. ارجو الا يضيعوا زمن البلد في الفاضي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..