ميسي بين أهله ضرب من الحطب

عندما تعاقد برشلونة مع اليافع ابن الـ14 عاما كان اهله يعانون من جراء الازمة الاقتصادية التي ضربت الارجنتين ، وقد دفع النادي الكتالوني اقل من مليون دولار لاستجلاب هذه الموهبة بناء على توصية الكشافين التابعين للنادي والمنتشرين في شتى بقاع المعمورة. حزم حقائبه بصحبة والده ووالدته وبقية الاسرة ثم انضم إلى المدرسة الملحقة بالنادي ، وتدرج حتى وصل إلى الفريق الاول مع زملائه انيستا وغيرهم ، الا ان فرنك ريكارد اوصى بالتخلص من الثنائي ميسي وانيستا ودفعهم مجانا إلى نادي سيلتيك الاسكتلندي ، لكن لحسن حظ النادي الكتالوني ، تم الاستغناء عن المدرب مما اضطر الادارة للإبقاء على الثنائي. واستمر مع المدرب جراديولا تلميذ الهولندي الطائر كرويف وقام بتوظيف هذه المجموعة التي حققت الكثير من الارقام القياسية والبطولات.
ونقول أن ميسي كان محظوظا لأنه وجد فرصة للالتحاق بهذا النادي الاسباني العملاق الذي وقر الكثير منن الامكانيات والفرص حتى يفجر طاقاته ويمتع الجماهير في شتى انحاء الكون. لأنه هناك الكثير من المواهب في شتى ضروب الرياضة والفن والعلوم ، كان بامكانهم تفجير طاقاتهم لكن حظهم العاثر اوجدهم في مجتمعات اما غير قادرة او فقيرة او لايعجبها النجاح ، وتموت غيرة وحسدا من نجاح الاخرين.
السودان هذا البلد الجميل المترامي الاطراف الذي يحتوى على الكثير من الاجناس والقبائل والسحنات ، يحتوي على الكثير من المواهب والعباقرة في شتى ضروب الاداب والعلوم والفن والرياضة ، لكن حظهم العاثر منحهم حكام لايقدرون و لايفهمون ماذا تعني موهبة . فقد ضاع الكثير من الموهبين اما بالاهمال او بعدم التقدير او بالتدمير المنظم . حيث توقفت بنا الحياة في ازمان سحيقة واصبحنا محلك سر ، ولاحول ولاقوة لنا ، بسبب هؤلاء .
نحن اول دولة استقلت من الاستعمار في القارة الافريقية ، ونحن من أسس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي كان اول تجمع لأهل القارة السمراء ، وكان نواة لكل تجمع في القارة . ونحن من كنا غدوة للكثير من الشعوب أن تنتفض وتثور من اجل الاستقلال. كما دعمناها ماديا ومعنويا ، ويشهد لنا بذلك الجميع.
هناك الكثير من الكتاب والادباء السودانيين ضاعوا وضاعت اعمالهم بسبب الاهمال وعدم الاهتمام الرسمي ، وقد تشتتنا وتبعثرنا واصبح كلنا منا يبحث له عن ملاذ ، وبلدنا سكنها الطير واتي اليه اناس لايشبهونا خلقة واخلاقا وحملوا جوازاتنا ولم يكرموها ولم يقدروها.
هناك الكثير من دول العالم تبحث عن المواهب والمبدعين وتمنحهم جوازاتها وتقدرهم وتتيح لهم الفرصة للابداع وتحقيق ما عجزوا ان يقوموا به في بلادهم التعيسة. وهناك الكثير من الدول مثل الهند التي منحت الكثير من رجال الاعمال والمبدعين من اهلها خارج الحدود لقب وزير ، وكرمتهم وتدعوهم للادلاء بأرآهم في كل ما يخص بلادهم. كما تفتح لهم قنوات كثيرة للاستثمار داخل بلادهم ومنحهم التسهيلات المطلوبة ،بدلا من وضع العثرات في طريقهم .
في السودان لم تعيين الراحلة الدكتورة ليلى زكريا وزيرة للزراعة وتم تعيين اشخاص في الزراعة لايدرون ماهو الفرق بين الفلقة الواحدة والفلقتين ، مما ادى إلى ضياع الزراعة التي كانت تمثل عصب الحياة للسودان ، كما أن الدكتور محمد فتحي ابراهيم لم يتم استدعاؤه للاستفادة منه في معالجة مشاكل البلد ، ولم يمنح اي وظيفة حتى شرفية يمكن الاستفادة من استثماراته وافكاره في تطوير البلاد. كما لم يتم تعيين الاديب الراحل الطيب صالح وزيرا للثقافة في الحكومة السودانية في اي عصر من العصور. والصادق المهدى حل وزارة كاملة حتى يتخلص من الراحل الدكتور محمد يوسف ابو حريرة الذي لوتركه كان سيظل في الحكم الي يومنا هذا، والتعيين في السودان دائما يتم بصورة غير علمية او منطقية او من الممكن ان نقول ساذجة.
والوزراء في السودان دائما من غير الاذكياء حيث أنه لم نسمع بوزير قام بحل مشاكل السودان ضمن صلاحيته ، ولم يستخدم خياله في تحقيق التقدم والرخاء للبلاد. وليس كل مشكلة يمكن ان تحل بالمال ، وكل وزير اول يتسلم يبحث عن كيفية جمع المالي والسودان واهله في ستين داهية. ووزراء الكيزان كانوا افضل نموذج للوزير اللص الذي يسعى لكنس اكبر قدر من المال والاراضي والنساء . حيث ان معظم وزراء الانقاذ تزوجوا مثنى وثلاث ورباع.
والعود بين اهله ضرب من الحطب.
[email][email protected][/email]
كنا قدوة وليس غدوة
كنا قدوة وليس غدوة