أبيي صرّة الحزام ومدخل الوحدة

بشفافية

أبيي صرّة الحزام ومدخل الوحدة

حيدر المكاشفي

إذا كانت لمناطق الحزام الجغرافي الممتد من أم دافوق غرباً وحتى الكرمك شرقاً وخاصةً تلك التي تربط ولا أقول (تفصل) الجنوب بالشمال في حركة تداخل وتعايش وتبادل منافع لا تعترف بالجغرافيا ولا تعرف الحدود، إذا كانت لهذه المناطق أهمية خاصة ـ وهي فعلاً كذلك ـ فإن لأبيي ولا شك أهمية أكثر خصوصية، ليس لوضعها الخاص فحسب، بل علاوة على ذلك لأنها تمثل (صُرة) هذا الحزام وباب وحدة السودان على رأي صديقنا نقولويط الذي قال إن لم تبدأ الوحدة من أبيي فمن أين تبدأ إذن، وزاد بالاستغراب من كون أن الحكومة ممثلة في رئاسة الجمهورية التي يحتل فيها سلفاكير موقع النائب الأول تترك ما تحت يدها وإدارتها المباشرة نهباً للنقائص والمنغصات وتذهب بعيداً للبحث عن الوحدة، ولصديقنا نقولويط هذا الذي لم نتشرف بلقائه إلا عبر الايميلات قصة طريفة وضعتني بسبب اجادته للكتابة بالعربية موضع المتهم بإنتحال و(نجر) هذا الاسم للتخفي وراءه دون اسمي الحقيقي عندما أكتب عن بعض قضايا الجنوب وشؤونه، ولم تجد كل دفوعاتي في اقناع الأخوين رئيس ومدير التحرير الا عندما أريتهما رسائله على بريدي الاليكتروني، والحقيقة التي قد تغيب عن البعض هي أن عدداً مقدراً من اخوتنا من جنوب السودان وخاصةً الولايات والمناطق المحاددة لشماله يجيدون العربية تحدثاً وكتابةً بأكثر وأجود وأبلغ مما يفعل بعض مدعي العروبة وقد زاملنا بعضهم في مراحل الدراسة المختلفة ورأينا كيف أنهم من الناطقين بها وليس الناطقين بغيرها التي انطبقت على آخرين يظنون أنها لغتهم الأم التي لا يعرفون غيرها..
صحيح أن مؤتمر أويل الذي انعقد مؤخرا خصيصاً لمناقشة قضايا ومشاكل هذا الحزام المهم، كان غاية في الأهمية، لأهمية ان يستقر هذا الحزام الغني بموارده الطبيعية والبشرية والحيوانية وضرورة أن يبقى أهله وسكانه من الطرفين متواصلين ومتداخلين ومتعايشين ومتعاونين في كل الأحوال، وحدة أو إنفصال، ولكن الصحيح جداً أن منطقة أبيي ذات أهمية مضاعفة وتحتاج لجهد مضاعف، مرة لأنها جزء من هذا الحزام الذي يجد الآن الاهتمام، ومرة ثانية لخصوصيتها كقضية قائمة بذاتها، ولهذا فإن الوضع بهذه المنطقة يحتاج الى معالجات عاجلة لإزالة التوتر الذي يكتنفها بما يفضي الى إشاعة الإطمئنان بين مكوناتها الإثنية ويرسي الحقوق بينها حسبما أقره بروتوكولها الخاص، خاصةً بعد تواتر الحديث عن إنفلاتات وتحرشات هنا وهناك، ثم من بعد ذلك، بعد إرساء دعائم الأمن والأمان وذرع الطمأنينة في النفوس، وإطمئنان الأهالي بعضهم لبعض، أن ينخرط الجميع ـ القواعد قبل القيادات ـ ليبحثوا ويتدارسوا قضية التعايش والتعاون والعمل المشترك، هذا جانب، وهناك أيضاً جانب آخر لا يقل أهمية أشار اليه صديقنا نقولويط دوت فيوت نقولويط في رسالته إلينا وهو ما يتصل بالتنمية التي يقول إن المنطقة لاتزال تفتقر لأبسط مقوماتها رغم تبعيتها رأساً لرئاسة الجمهورية التي لم تولها ما تستحق من عناية بها والاهتمام بمشاكلها، ويضيف صديقنا نقولويط بأن أهل المنطقة لايزالون يعانون من الآثار السيئة التي خلّفتها أحداث عام (8002) التي فقدوا فيها ممتلكاتهم والتي لم يجدوا عليها تعويضاً ورغم ذلك ارتضوا الوضع وباشروا عملهم، ولكن بلغ السوء بالعاملين منهم في الجهاز الحكومي درجة أن لا يحصلوا على مرتباتهم، ولو كان الأمر عاماً لقلنا المساواة في الظلم عدالة، أما أن يجد قادة الإدارة المحلية وأعضاء المجلس التشريعي المحلي ليس مرتباتهم وعرباتهم فقط بل ونثرياتهم أيضاً فذلك ظلم لابد أن يسارع المسؤولون لرفعه بأعجل ما تيسر..

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..