نهاية (المشروع الحضاري)

القراية أم دق
محمد عبد الماجد
(1)
ليت الرئيس المخلوع الذي كان يسخر من حكومة الصادق المهدي في كبرى (السنجكاية) ينظر الى (مشروعهم الحضاري) الذي كانوا يبشرون به وتجسد عندهم في تلك السلوكيات التى بدأت من غرس مسمار في رأس الدكتور علي فضل ووصلت حتى اختطاف مجهولين الجمعة، ابنة الأمين العام للجنة إزالة التمكين الطيب عثمان من أمام منزلها بالمعمورة واعتدوا عليها قبل إطلاق سراحها جوار كبري المنشية بالخرطوم.
الوضاعة مهما تراجعت لن تتخيل ان تصل بهم الى هذا الحد… فقد قال والد الضحية “الطيب عثمان” لدارفور24 ان مجهولين اختطفوا ابنته البالغة من العمر “15” عاماً وتدرس بالمرحلة الثانوية من امام المنزل، وقد تم العثور عليها نهار الجمعة بكبري المنشية وهى بحالة يرثى لها. وأضاف الطيب ان الخاطفين اعتدوا على ابنته وحملوها رسالة بقولهم “قولى لأبيك نحن قادرون ان نصل اليه” معرباً عن حزنه العميق لهذا الاسلوب الذي اعتبره تصفية للخصومة السياسية.
انتم اضعف من ان تواجهوا والد الضحية، عن أي قدرة تتحثدون؟
هل التعدي على (طفلة) في هذه السن وبتلك الطريقة (رجولة)؟ .. هذا الانتقام يرد عليكم وليس على الضحية.
انتم (الضحايا).. فقد شوهت سيرتكم اكثر مما فيها من تشويه .. ربما لا يكون ذلك الجرم غريباً عليكم.
لم يكن الامر يحتاج ان تحمل الضحية (رسالة) من الذين اختطفوها لوالدها – الرسالة وصلت قبل ذلك .. كما ان الحديث عن (مجهولين) اختطفوا ابنة الأمين العام للجنة إزالة التمكين الطيب عثمان غير دقيق.. لأنهم بهذه الجريمة عرفوا انفسهم وأعلنوا عنها، فهذا سلوك عرف عنهم .. لهذا قلنا ان الامر لم يكن يحتاج لرسالة الى والد الضحية.
الرسالة التى وصلت.. هي تأكيد سقوطكم الاخلاقي.
(2)
جريمة الانقاذ لم تكن في الانقلاب الذي اعترف به البشير وتحمل مسؤوليته كاملة وهو يحاكم عليه الآن بعد الادانة بحيازة البشير لعملات صعبة وهو رئيس للجمهورية .. جريمة الانقاذ في السلوكيات والأخلاقيات التى لم يكن يعرفها اهل السودان حتى مع الاعداء ووصلت بالوطن الى الحضيض من خلال التصرفات التى حدثت فى السجون والسفارات وأمانة الحزب.
الانهيار الذي حدث في الثلاثين سنة التى حكمت فيها الانقاذ لم يكن فقط على النطاق السياسي او الاقتصادي او الثقافي او الاجتماعي او الرياضي.. الانهيار المخيف هو الذي حدث في الجانب (الاخلاقي) .. لهذا حق علينا ان نبكي على وطن ونتحسر عليه لا ان نتحسر على كبري (السنجكاية) الذي تم تشييده في حكومة الصادق المهدي.
(3)
اعلام الانقاذ ومخلفات النظام البائد الاعلامية الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كانت تعترض على محاكمات قيادات ورموز النظام البائد وكانت تعتبر ان مصادرة (99) قطعة يمتلكها منسق للدفاع الشعبي امراً غير قانوني، رغم ان ذلك كان يتم عبر نيابة لجنة تفكيك نظام انقلاب 1989م.
حيازة كيلو متر على شاطئ النيل وألف دكان في موقف جاكسون .. عندهم امر عادي لا غضاضة فيه ولا شبهة … مصادرة 183 قطعة ارض وألف فدان شيء معيب .. الجريمة كانت عندهم في ان تتم مصادرة هذه الثروات التى امتلكها شخص جاء للسلطة راجلاً لا يملك خمسين قرشاً وخرج وهو يمتلك كل هذه الثروات التى حولت بنك السودان المركزي بما فيه من اموال وقروض وودائع الى محفظة خاصة بهم.
حرموا على لجنة ازالة التمكين ممارسة (قانونية) جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة وحللوا لأنفسهم ان ينهبوا ويقتلوا ويخربوا اقتصاد البلاد ويضربوا امنها واستقرارها.
الفلول كانوا يرتعدون.. هربوا واختفوا في جحورهم بعد سقوط نظام البشير لم نسمع لهم صوتاً إلّا بعد انقلاب 25 اكتوبر لتعود لهم الجرأة من جديد بعد ان انكروا الانتماء للمؤتمر الوطني وتخلصوا من كل مظاهر (الكوز) بما في ذلك اللحية وكل شيء لله.
حينما اختطف مجهولون الجمعة، ابنة الأمين العام للجنة إزالة التمكين الطيب عثمان من أمام منزله بالمعمورة واعتدوا عليها قبل إطلاق سراحها جوار كبري المنشية بالخرطوم.
(4)
من بعد هذا دعونا نقول ان هذه الجريمة كانت نتيجة طبيعة للفوضى التى تعيش فيها البلاد والتفلتات التى تضرب استقرار الوطن في وجود حكومة لا يهمها من السودان إلّا فرض جبايات ورسوم جديدة على المواطنين.
طبيعي ان تحدث هذه الجريمة في ظل الوجود (العسكري) الكثيف في الخرطوم.
الشرطة السودانية مع هذه الجرائم المتكررة والشنيعة ما زالت تطارد بالرصاص والغاز المسيل للدموع في المواكب السلمية التى تطالب بالحرية والسلام والعدالة.
(5)
تعليقاً على الاعتداء على ابنة الرائد “الطيب عثمان” عضو لجنة ازالة التمكين، كتب الأستاذ صلاح مناع مقرر اللجنة على حسابه بتويتر: ما حدث لاحد افرد اسرة عضو في لجنة ازالة التمكين مع بداية الورشة التمهيدية للتفكيك، يعتبر تحولاً خطيراً في الصراع ضد المؤتمر الوطني والامن الشعبي ورسالتهم وصلت بان قرار المواجهة والاستهداف الشخصي قد تم اتخاذه. وأضاف في تغريدة أخرى: “ضاعت النخوة والرجولة في بلادي و اصبح الاعتداء على الاطفال والنساء منذ انقلاب ١٩٨٩ اسلوباً حقيراً ادخله الاسلام السياسي ضد خصومه وكانت حرب الابادة في دارفور وجبال النوبة خير دليل على ذلك ، وضد ثوار ديسمبر وفض الاعتصام واليوم ضد طفلة بنت ١٥ عاماً ، السبب ان والدها عضو في لجنة التفكيك.” وختم مناع تغريداته موضحاً: “الرائد معاش الطيب عثمان يوسف والد الضحية من اشجع وانبل الوطنيين الخلص في هذا الوطن ، عرفته في داخل سور لجنة التفكيك ، ابلى بلاءً حسناً بأيد نظيفة، وهامة عالية لا تعرف الانكسار ، فلن تنالوا منه شعرة يا معشر الجبناء والخونة واللصوص.”
نحن في حاجة الى تفكيك (اخلاقيات) النظام البائد التى ضرب بها المجتمع السوداني ..فككوا تلك الشعارات الخداعة التى كانوا يتخفون تحتها من اجل الانقضاض على الفريسة.
الوطن كله كان (فريسة) في ايديهم.
اما حكومة الانقلاب فهي اسوأ من حكومة الانقاذ.
(6)
بغم
لم تظهر شجاعتهم وبسالتهم وفراستهم وتهديداتهم إلا على (طفلة) … عمرها (15) عاماً.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
الانتباهة




يا اخوانا كبروا عقولكم شوية وتذكروا أن كلامكم يمكن ان يقرأه من هو ليس من القطيع.
انصح نفسك اول يا نصيح ولا تستحق الاسم ان كانت هذه اخلاقك!
الرسالة التى وصلت.. هي تأكيد سقوطكم الاخلاقي.
هذا ما حدث بالظبط.. المفترض أن يتبرأ الكيزان من بعضهم البعض بعد هذا الفعل الشنيع لقد وصلوا الحضيض ولا يمكن ان يتقبلهم الشعب على الاطلاق بعد هذا
ارجع الى الكيزان فى اخلاقهم وتمعن فيها فهم اما ابناء سفاح او تربوا بالحرام او نتائج الى جناع منغير طهارة .
شيئ ربما لم يلتفت اليه الكثيرين فقد قال الرائد الطيب عثمان انه اخذ بنته لموقف المواصلات لتركب احدى الحافلات لتاخذها الى مدرستها بينما هو سيركب حافلة اخرى لتاخذه الى مكان عمله هذا و بالرغم من الاوصاف التي اطلقها الكيزان بان اعضاء لجنة التمكين لصوص حولوا كل الاموال و المقتنيات المصادرة لمصلحتهم اثبت هذا العضو انه لا يملك حتى سيارة ليترحل عليها هو و بنته.
يا استاذ محمد: اذا انت بتفتكر انه دة اقصى ما يمكن ان يصل اليه الكيزان من حيث الانحطاط والسفالة فأرجو ان اختلف معك. الكيزان كما قال شهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه يفوقوا سوء الظن العريض. هذه ليست النهاية ولن يتعلموا منها. غدا سيرتكبوا جريمة افظع من هذه. لن يترددوا ان اتيحت لهم الفرصة من ممارسة اغتصاب جماعي لاطفال اى من اعضاء لجنة التمكين. هؤلاء حثالة يتأفف منهم اوسخ برميل قمامة على وجه البسيطة. وقناعتي الشخصية انهم سيرتكبون الحماقة او الخطيئة الكبرى الاخيرة التي تكون فيها نهايتهم الماحقة بإذن الله. الشىء المفجع والمحزن ان يخرج مجموعة ممن يدعون بأنهم “محامين” ويبرزوا عضلاتهم – بدلا من ادانة هذه الجريمة البشعة – ليهددوا صلاح مناع واى شخص يسىء حسب تقديرهم للحركة الاسلامية ويكيل لها اتهامات من غير دليل. وكأن على الشعب السوداني ان ينتظر مجرمين مثل السفلة الذين اغتصبوا ابنة عضو لجنة التمكين تصويرهم وبجانبهم احد اعضاء الحركة الاسلامية لاثبات التهمة عليهم. من اين اتى هؤلاء الاوباش؟ نسأل الله ان ينزل بأسه وبطشه على بني الكيزان اللصوص القتلة المنحرفين الشواذ فاقدي الضمير وعديمي الاخلاق.
تكسب سياسي، بحجم وقيمة بولة حمار صغير اعياه المرض، في عروض وأرواح السودانيين. كفى أيها البؤساء سماسرة السياسية والارزقية تجار الحروب والدماء والدمار والتشرد والتمرد والشؤم الماضي والمستمر والقادم لامحالة طالما انتم جاثمين على صدر الشعب السوداني وليست لكم غير هذه الوسائل الاجرامية لتتكسبوا بها