مقالات سياسية

قطار الإتفاق هل تجاوز الكتلة!!

أطياف

صباح محمد الحسن

تصريحان تميزاً بثقالة الوزن، يحتاجا لوقفة أكبر وقراءة بعمق لأن الألسنة القائلة أحياناً يخرسها القول الذي لا يتبعه العمل ، فإن صدق الجنرال ونائبه فيمكن أن التصريحين يساهما في تغيير المشهد السياسي ولربما يساعدا في تقريب وجهات نظر بعض الرافضين للإتفاق والموقعين عليه ، ألقى بهما القائد الإنقلابي ونائبه ، قال البرهان إن القوات المسلحة السودانية ستخضع لإمرة السلطة المدنية بموجب الاتفاق الإطاري الذي وقع الشهر الماضي وهدفنا تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي في السودان من دون تدخل من المؤسسة العسكرية.

وقال دقلو إنه يوافق على دمج الدعم السريع في الجيش وأعلن التزامهم بخروج العسكريين من الحكم والسياسة ودمج الدعم السريع في الجيش كما كشف عن التفرغ لمهمة القوات المسلحة الأساسية .

والناظر لهذين التصريحين لا يفوت عليه أن ( قوة دفع ) قوية دفعت كلاهما الى منصة الهواء الطلق ليبوحا دون ان يتردد كل واحد منهما في كلمة ، إلتزما طوعاً بتحقيق ما يدور في خلد كل الذين ينشدون التغيير ، فهذين التصريحين لا يمكن أن يجود البرهان وحميدتي بهما بهذه البساطة وينفذ كل واحد شروط ومطالب المدنية ( فجأة كده ) ، تلك المطالب التي راحت عشرات الارواح فداء لتحقيقها فكم شهيد زهقت روحه وهو يهتف (الجيش جيش السودان الجيش ما جيش برهان والعسكر للثكنات والجنجويد يتحل ) وهنا لا اعني ما ينص عليه الاتفاق الإطاري ، اعني ما قاله البرهان بعد التوقيع ان المؤسسة العسكرية لن تخضع للاصلاح لكن يبدو ان ثمة طارئ قد طرأ فالمجتمع الدولي الذي ( يشد الحبل ) هذه الايام عبر فولكر هو الذي جعل خطوات العسكريين نحو المدنية تتسارع وربما يصاحبها خفقان في القلب ، للحد الذي يجعلهم يقدمون لها التنازلات تباعا ، لكن رغم ذلك يبدو ان ما يطلبه الشارع اكبر لأنه قابلها بذات الرفض.

كما ان للتصريحات دلالات اخرى اهمها أن لغة البرهان وحميدتي تجاوزت العبارات على شاكلة ضرورة ( إشراك الجميع ) و( عدم الاقصاء ) وهذا يعني أن العسكريين كأنهم تجاوزوا الكتلة الديمقراطية ، وعزفوا عن التعاطف معها واستبدل البرهان لغة التهديد بلغة ناعمة (نأمل أن نرى قريبا حكومة مدنية تقود البلاد في المرحلة الانتقالية) .

فبداية التقرب ذراعا نحو المدنية من قبل العسكريين وصلت مرحلة (الهرولة) وهذا هو الذي جعل الكتلة الديمقراطية تفتح النار على أطراف الاتفاق ، وهاجم القيادي في الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية، الهادي عجب الدور تدشين المرحلة الثانية للاتفاق الإطاري بسبب أنه يقود للإقصاء والشمولية، ووصفه بأنه حفلة من حفلات الموسم السياسي المأزوم ، هذا بجانب غضب مناوي .

فهل حقا قطار الاتفاق السياسي تجاوز محطات الكتلة الديمقراطية ام ان اللحاق به مازال ممكنا، اللحاق لا الإغراق.

طيف أخير:

الإعلام(الرمادي) مازال يسيطر على قاعة الأحداث في وثبة البشير وانقلاب البرهان واتفاق قحت الإطاري.

الجريدة

 

‫6 تعليقات

  1. يا سمحه ما تقولينه غير صحيح تمام .. حميدتي قال الدعم السريع جزء لا يتجزأ من الجيش .. ليه الحلو وعبد الواحد ممانعيين .

  2. ( تجاوزت العبارات على شاكلة ضرورة ( إشراك الجميع ) و( عدم الاقصاء ) وهذا يعني أن العسكريين كأنهم تجاوزوا الكتلة الديمقراطية)
    المشكلة كنا متصورين ان الغباء صفة كيزانية بحتة ولكن اتضح أن الجميع يتنافسون في الغباء
    لو نظرنا للموضوع من منظور وطني مخلص للسودان فإن تجاوز “اشراك الجميع” لا يمكن ابدا ان يكون “قود نيوز”. هذا دليل كامل شامل بأن العملية السياسية تحمل بذور فنائها بداخلها مش لو وقف وراءها فولكر لو وقف معها كل الجن والانس في العالم!
    يجب تجاوز هذه العقلية عقلية اننا فقط من يجب أن يمثل السودان ومن يحكم السودان أو يمثل الشعب.. الجميع سودانيون لهم نفس الحقوق والواجبات ومن حقهم الاشتراك في اي عملية سياسية بدل انتاج مصطلحات في غاية البلادة مثل اغراق العملية السياسية: تغرقها بمن ، ومن اعطاك انت الحق لقبول هذا ومنع ذاك؟!!!!!!!
    المشكلة انك ممكن تكمل العملية السياسية بمن حضر ولكن لما تبدأ تتحرك هناك شركاء في الوطن يعملون على سحبك للخلف بكل الوسائل لأنك اقصيتهم!!!!!!! والله شي مخجل انك تقصي ناس تعرف تماما انهم سيكونوا لك بالمرصاد عشان البلد تواصل في جوعها وفقرها ومرضها وانهيارها في الصحة والتعليم وكل المجالات.. انها عقلية التار التي تجسد الفهم المتخلف في اسوأ صوره
    المشكلة ما في خيال ابدا.. مثلا حكومة حمدوك كان ممكن تكون دفعة قوية في التوجه للامام ولكن ما حدث من شد وجذب واقصاء وتلاعب وأخذ القانون باليد بواسطة لجنة التمكين والمهاترات ولغة الكراهية كل ذلك انهى حياة حكومة كنا جميعا نظنها ستكون الاكثر استدامة وقوة وتنتشل السودان من الواقع المؤلم!
    جنوب افريقيا ورواندا كانوا اذكى وتجاوزوا هذه النقطة واشركوا الجميع رغم المرارات ونفذوا القانون على الجميع!
    أما ان نعادي شريحة من الشعب بهذا الحجم – بل وحتى لو كانت شريحة صغيرة- ونفرح بأننا سنستبعدهم فهذا قمة قمة قمة قمة البلادة التي ليس بعدها بلادة!

    1. الشريحه البتقصدهاا اركب فيها من مدني للخرطوم عشان تغطس حجرك في اي لفه كان النوبه ولا عوج الدرب يا شاطر المساله كلها 24 شهر والحشاش يملي شبكتو في واحد قال انو الاتفاق قال غير كده اذن الاقصاء التي تقوم به الكتله الديمقراطيه ماهو هو الا خلاف من اجل الخلاف وعسكوري قالها واضحه لا لبس فيها ويكرر في عبارات الشريق الهندي نحن ضدها ولو كانت مبرأه
      من كل عيب أهكذا تدار السياسه.كل مافي الامر ان كل من في الكتله التي تسمي نفسها ديمقراطيه وصارت تتحدث عن الشهداء بقدرة قادر مستحيه تفارق عسكوري واردول والتوم هجو
      وماشاكلهم مما من الراز والنطيح وما اكل السبع لانهم ناصروهم في اعتصام الموز ليس إلا يعني رد عرفات ولا مراعاة لولقع السودان.

  3. اهه
    هل تجاوز الكتلة دلالة على ان امور السودان ماشة في الاتجاه الصحيح؟
    الله ينقذ البلد

  4. والله يا صباح أكره ما أكره الكيزان، لكن اي عملية سياسية قائمة على الاقصاء لا تمثل وصفة حكيمة للمشكلة السياسية السودانية. الاقصاء سيقابله الاخصاء! وسيتم اخصاء الحكومة الجديدة حتى تلف حول نفسها صينية وتفشل وهذا شي لا جدال حوله ومن باب السياسة اتاحة الفرصة للجميع واشراكهم .
    الاقصاء اذا كان هناك من يدعمه من الداخل او الخارج معناه ان هذه الجهة او تلك لا تريد خيرا للسودان ولذلك يجب على السياسيين ان لا يبنوا قبدصور رمال في عملية سياسية محكوم عليها بالفشل.

  5. وبعد قطار الاتفاق يتحرك بسلامته ويتجاوز الكتلة حايروح وييين؟!!
    الكتلة حاتقيف في المحطة تنتظر قطار اخر بقوة دفع محلية وافليمية ودولية اخرى.. والبلد بكون فيها قطاربن واحد ماش وراء وواحد ماش قدام وتتعمق العداوات والخصومات والخلافات والنزاعات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..