اصطفاف اليمين الكاذب وفريّة اليسار المصطنع

حسناً فعل السيد رئيس الجمهورية بإطلاقة لبرنامج الوثبة ليصطف اليمين الكاذب معاً، وفيما يبدو فان هذه الجولة تحتوى على تنازلات مغرية جعلت قوى اليمين الطائفي والمتوالي والحديث تتنافس فيما بينها على قسمة لابد أنها ضيزى. فما الذي جعل السادة الصادق والترابي يستجيبون معاً وفي هذا الوقت بالذات ، لابد أنها قسمة تشمل الكرسي والخزانة وحرية الشعب السوداني ، وتمهد لهذا المشروع صحافة تتهم وتصنف كل من لا يندغم او يتدغمس بقوى اليسار.
هؤلاء السادة يعلمون بأن السواد الاعظم من شعبنا لا ينضوي وغير منتظم حزبياً ، ويعلمون أيضاً كيف يحصلون على أصوات يواصلون بها دائرة العسكر والحرامية الخبيثة، ويعلمون أيضاً ان هذا الشعب قادر على صنع الثورات ولكنه فاشل في المحافظة عليها.
ولكن يظل الرهان قائماً على الشخصيات الكارزمية الشجاعة التي صنعت وتواصل الحفاظ على الشرارة التى أوقدها شهداء هبة سبتمبر المجيدة ، ويبقى الأمل معقوداً على توحد كل الشباب تحت الرايات الحديثة القادرة على هدم الأوثان ، الرايات التي تمجد العلم وتثمن العمل.
ان الرفض الشعبي الهادر لهذه المؤاة الجديدة ينتظر توحد كل قوى الخير تحت مظلة رافضة لاتعنى بالضرورة ان تكون يسارية او ذات أي توجه ، تحت راية تشمل كل القوى الحديثة من مؤتمر سوداني وحركة إتحادية وشباب ديمقراطي وحركات رافضة مصادمة مثل حركة ابينا وقرفنا ومرقنا ،لقد تجاوزنا الآن ما يسمى بتحالف قوى الاجماع الوطني ، الذي ينتظر بسذاجه ما سيفسر عنه حوار الوطني والشعبي.
[email][email protected][/email]
ما أقعد المعارضة وجعلها بهذه الصورة الهزيلة التي صارت فيها غير قادرة علي منازلة اضعف نظام وأفسد نظام في التاريخ هي مايسمي بقوي الأجماع الوطني الذي بدلاَ أن يتوجه بكلياته الي الشعب يقرا نبضه ويعبر عن تطلعاته.. ويحمل اشواقه بدلاَ من ذلك طفق يستجدي هذه القوي التافهة من مؤتمر شعبي وسيدين وغيرهما من ائمة التخلف وطلاب السلطة وادعياء السيادة .. ولن تكون المعارضة حقيقية حتي تنتصب في الميادين العامة وفي اطراف المدن والقري والنجوع تبشر بفجر جديد .. وكيان وسطي جديد بعيد عن هيمنة اي من القوي التي تتشدق حالياَ بالدفاع عن الشعب وهي ابعد ماتكون عن ذلك
لا حوار ولا اصلاح دون وقف الحرب .. اي حوار خارج نطاق وقف الحرب فهو عبث يحاول المتحاورين توزيع الثروة والسلطة فيما بيهم وآن الاوان على الشعب السودان أن يتحمل مسئوليته وليشعلها مظاهرات ضد ما يسمى بالحوار بين الشركاء في الجريمة وكان ثمنها ضياع الوطن والمواطن فلا فرق بين الترابي او البشير والصادق المهدي والميرغني وغازي صلاح الدين فمن كان شريك في الجرية لايمكن ان يكون جزء من الحل.
مظاهرات تعم جميع المدن لايقاف هذه الحرب اللعينة والحكومة هي الجهة الوحيدة المسئولة امامنا لايقاف هذه الحرب وهي الجهة التي ندفع لها مرتبات ومخصصات وامتيازات ثمناً لإدارة شئوننا وحماية مجتمعنا والتخطيط لمستقبله وتحقيق رفاهيته وليس لاشعال الحرب داخل الوطن مهما كانت المبررات .. لا علاقة لمواطني المدن بالجبهة الثورية فلا سلطة لنا عليهم وهم ليس بمسئولين عنا لهم اهدافهم وقناعاتهم وهم مسئولين عنها وسوف يحكم عليهم او لهم التاريخ واهل الهامش
هذه الحرب لن تخرج لنا ابطال كما يروج اعلام الحكومة والمرضى من الاسلاميين والمغيبين انما تخرج مرضى ومجرمين خطرين ليمارسون القتل والنهب والاغتصاب في جميع مدن السودان انتشروا وسوف ينتشرون كالسرطان في المستقبل