بدل الماء.. بيبسي

في دار الوثائق القومية قرأت في الصفحة الأولى لصحيفة “الرأي العام” الصادرة في سبتمبر عام ١٩٦٥ خبراً عجيباً.. أشاركك فيه:
((مدينة القضارف تواجه أزمة حادة في المياه.. الشخص الواحد ينفق ٢٠ قرشاً لشراء البيبسي والفانتا ليروي ظمأه..)).
ربما هو خبر قريب من القصة التاريخية الشهيرة للملكة أنطوانيت التي عندما اشتكى لها الشعب من عدم توفر الخبز إجابتهم بمُنتهى البراءة ولماذا لا تأكلوا (كيك)، لكن ليس هذا ما أقصده.
في عام ١٩٦٥ القضارف تُعاني من مشكلة مياه الشرب.. في العام ٢٠١٦ تنضم إليها غَالبية أحياء العاصمة الخرطوم.. ولا حاجة لسرد قوائم المدن الأخرى.. بحساب بسيط نقرأ فنجان مُستقبلنا.. لنكتشف أنّ هذه المُتوالية تقودنا الى آخر قطرة من أملنا في وطن مُنعم بالحقوق الأساسية للمواطن.. حق الحصول على ماء الشرب.. لا أكثر.
لكن المصيبة ليست في (يبقي الحال على ما هو عليه) مع مزيد من التدهور.. بل المصيبة في (البرنامج المصاحب).. أتعلمون ما هو (البرنامج المصاحب)..
خلال الأيام الماضية قلبت صفحات الصحف بدايةً من العام ١٩٦٥ حتى آخر ١٩٦٧.. والله لو استضفنا رجلاً من الفضاء الخارجي وعرضنا عليه هذه الصحف لأقسم أنّ هذا البلد هو الأغنى وشعبها الأكثر سعادةً.. كل الأخبار تحكي عن معارك الأحزاب حول أي شيء إلاّ مصالح الشعب.. تَصريحات وأخرى مضادة وسيوف تلمع ودماء (معركة في خشم القربة خلال انتخابات 1965 قتل فيها العشرات) ولا كلمة واحدة عن التنمية أو أي مشروع في أي مجال.. وطن الساسة مخترع بالسياسة التي تدور في خواء مشبع بالهواء.
ما أشبه الحال اليوم بالحال.. تصريحات تنطح تصريحات وأحزاب تفتك بها أحزاب.. وزعامات تفصل من أحزاب.. وبين الشهيق والزفير لا شيء غير الهواء المبثوث في الهواء.. وربما الحال كان أفضل في الماضي، فعلى الأقل سكان القضارف كانوا قادرين على شراء البيبسي بدل الماء المعدوم.
لا أبكي على وطن لا يتغيّر.. لكني أتحسّر على شعب أصبحت أغلى أمانيه أن يصحو صباحاً ليجد الشمس وقد اشرقت من الشرق.. ونفخ الصور لإعلان النهاية.
التيار
يعنى عاوز تقول المشاكل قديمة والكيزان ما سبب المشاكل طيب نسألك هل كان فى امكان اشخاص ان يدخلوا مكتبك ويعتدوا عليك بالضرب قبل الانقاذ المشئوم ويفلتوا من العقاب؟
اقتباس:
****
ما أشبه الحال اليوم بالحال!!
تعليقات:
****
لا يا عثمان!!، شتان ما بين حال وحال…
ما أشبه الحال اليوم بالحال.. إلا فى حالة واحدة
بيبسي ناس القضارف ده زى ماء الصحة البستحموا بيه ناس نمرة 2 كما ذكرت الأخت سهير عبدالرحيم …
لكن ليت الزمن الجميل يعود يوما لنخبره بمافعل التتار …
صدقت يا عثمان .. أصبحنا الشعب الوحيد الذي يحلم يوميا بمغادرة الوطن ولا يهم الى أين
العوير عمر بشير سنة ١٩٨٩ قال ( بعد عشرة سنين السودان سيصبح
زي امريكا) ثم استدرك قائلا ( ويمكن احسن من امريكا ). في ذلك
الزمان كان عثمان ميرغني كوزا كامل الدسم،فلماذاتوعدونا بامريكا
وبعد ٢٧ سنة تقولوا مشكلة الموية مزمنة ولا حل لها وينسى الكوز
شعار الاسلام هو الحل والتوجه الحضاري والايادي المتوضئة والدين ايمان.
يجب ان توجه نقدك لحكومة الكيزان التي قال قادتها انهم جاؤوا ليدخلونا
معهم الجنة ولم يأتوا لتوفير ماء او غذاء او دواء.
والله صدقت أخى الحبيب باشمهندس عثمان ميرغنى ,,فعلا شعب أصبحت أغلى أمانيه أن يصحو ليجد الشمس وقد اشرقت من الغرب.. ونفخ الصور لإعلان النهاية.
بيبسي ولا ميسي؟…
عينك في ميسي وتطعن في البيبسي؟ ماااا تخجل
البلد دا مابتفوم لبهو قائمة ليوم الدين بوجود هذه الاحزاب النجسة اي واحد مارضيان بالتاني وهاك يا مكايدات ومحاصصات والبلقى فرصة في اقل وقت يكبر كومو والضائع هو الشعب المسكين الذي كتب عليه الشقاء والتعاسة محروم من ابسط مقومات الحياة .. كلهم منافقين وفاسدين قلوبهم ليست على بلدهم وانما تهمهم مصالحهم بالدرجة الاولى..اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسالك اللطف فيه وان تولي علينا من يخافك ويرحمنا يارب العالمين..آمييييين
الافلاس و السفسطية هى ما جعلنا نوصى بالعكاز لكى نحترس من الكلاب
الى اين يقودنا او يريد ان يقودونا هؤلاء المتنطعين الذين ينبشونا الماضى دون التعبر او حتى أحساس الجميع بأن الكلاب صارت تنهش حتى العظام الرميم و لا حتى كلمة او نصيحة لنا كما نصحنا جدى رحمه الله بأن الكاز يعنى الكرامة و حماية العرض و الكلام كثير عن أهمبة العكاز فى هذا الزمن الضليم الظليم
ستشرق الشمس من الغرب ويعقبها نفخ الصور.افقر شعب يعيش فوق اغنى ارض بسبب فشل كل النخب التي حكمت.
الصحفي يجب ان يقدم القضية بالطريقة التي تقود لحلها نحنا ما محتاجين زيادة مشّاطات