بين ايلا واستقالة الحلو..واكتمال وقوع محمد النصري وأمجد صابر في الفخ الاسلاموي

بسم الله الرحمن الرحيم
*مقالان مهمان دفع بهما الأستاذ كمال الجزولي عن معاداة قانون النظام العام للغناء والنساء.. مفنداً بنوده بخلفيته القانونية وفقاً لاختصاصه ..وما لا يقل أهمية وفقاً لموقفه الفكري ..في تبيان خلفياته كونها تمثل قمة تمظهرات الفكر الاسلاموى الاقصائي المسيطر على المركز المستعرب في السودان.. والواقع ان الاسلامويين لم ينتظروا صدور القانون لتطبيق الكثير مما جاء فيه..كل في موقعه وفقاً لرؤيته الشخصية..فلئن جعل مدير الشرطة وفقاً للمقالين ..الخرطوم دولة يجب ألا يأتيها من هو معارض للقانون من الأقاليم ..فإن الطيب مصطفى عندما كان مديراً للتلفزيون..قد قال ضمن رثائه لابنه الذي قضى في الجنوب.. أنه كان ينصحه لاصلاح بعض مظاهر الخلل في التلفزيون من ملابس النساء من موقعه كـ(مجاهد) دون أي صفة تخوله بذلك..فتأمل وقس على ذلك!!
*الكل يذكر كيف أوقفت الأغاني العاطفية في الإذاعة والتلفزيون وفرض ما سميت الأناشيد الجهادية..وقد بالغت إحدى هذه الفرق حيث حاولت إحياء حفل زواج لمنسوب لقوات الدفاع الشعبي بترديد نشيدهم ( النار بدارك شبت) فطردهم والد العريس.. وقد أفرج عن الأغنيات العاطفية تدريجياً لفك حالة الاحتقان وتيقنهم أنها قد تؤدي بالقطع إلى انفجار لا تحمد عقباه في وجوههم..ولكن هل استسلموا ؟ بالطبع لا..فقد تم دعم ٌإعلامي مكثف لفرق المديح الشبابية..باعتبار أن المستعمر هو من قصد تعطيل تطوره لحساب الغناء العاطفي..وتمت الاستعاضة بهذه الفرق في الاحتفالات الرسمية ودخلت تدريجياً في إحياء حفلات الزواج لمنسوبيهم ولطالبي الظهور كمتسقين مع التوجه..وأصبح افرادها يقدمون دون استخدام الدف كآلة إيقاعية ظلت تصاحب المديح الموروث واستبدل بالأورغن الكهربائي وبزي افرنجي شبابي فاخر طوراً..وبالجلباب السوداني من أفخر الأقمشة أطواراً أخرى..ثم بالصديريات والطواقي والمراكيب في صورة تستلهم الزي الإعرابي البدوي .. بإيقاع الدلوكة والسيرة وتكون العرضة هي الرقصة الرسمية يؤديها الرئيس في كل خطاباته ويقلده الولاة والمعتمدون حتى رؤساء اللجان الشعبية.. مع تغييب كامل لكل الايقاعات والرقصات الأخرى والراقصات في المسارح.
*وتحضرني هنا عبارة قالها الراحل على المك..فقد وجد ترباس انتقادات واسعة من النقاد في بداياته..حتى قال الراحل ما معناه( في غمرة تقليعة الهجوم على ترباس..نسي النقاد أنه أول من أعطى الكورس دوراً مناصفاً في الغناء)..فاحترم الناس قول الخبير بالحقيبة..ولك أن تسائل عزيزي القارئ عن آخر مرة غنى فيها ترباس بالكورس..وعن سبب غيابه..ربما نعرض لذلك في نهاية المقال..لكني أستلف من قول الراحل علي المك..وأقول : في غمرة الهجوم على ايلا..ومهرجاناته..نسي الناس انه أول وال رمى بعداء العصبة الاسلاموية للغناء والرقص والنساء عرض الحائط.. عبر هذه المهرجانات.. فعلى سبيل المثال قدمت ليلة للفن النوبي قبل سنوات ..فشابه المشهد في استاد الثغر ..حفلات الأعراس في ثمانينيات القرن الماضي ..كل يرقص على سجيته مع من يراقصه رجلاً كان أو امرأة ..إلى ذلك تهاجم ندى وصويحباتها في مسدار النصيحة..وتغني بأريحية في استاد بورتسودان فيعرض أهل السلطة ! فهل من جامع ؟.
*حتى تكتمل أمامنا الصورة..نعرج على الشمال النيلي.. لأهم رمزين للغناء الشعبي فيهما ..يتمثلان في محمد النصري لغناء الشايقية..وأمجد صابر للغناء النوبي..مع آخرين لكل لون بالطبع..فهل من وجه للشبه ؟ يجتهد الشوايقة والنوبيون لتقديم هذين الرمزين بصورة يرونها تليق بهما..ويشترك الاثنان في أنهما يغنيان بصحبة راقصين استعراضيين..يغيب عند النصري العنصر النسائي بالكامل..وهذا يختلف عما قدمه فطاحلة غناء الطمبور سابقاً..فعلى ما أذكر..كان عثمان اليمني أول من اهتم بوجود راقصين مع الكورس..لكنه اضطر في السبعينيات لاضافة راقصة محترفة إلى الفرقة..فهل اهتم النصري ومقدموه بهذا أم انصاعوا لعوامل تغييب العنصر النسائي في الرقص استجابة لجملة الشروط الاسلاموية ؟ وربما يبدو الوضع بالنسبة لأمجد صابر مختلفاً ..إذ تصاحب أحياناً راقصات على إيقاع الطار..لكن الأهم ..ما ألاحظه من تغييب كامل لرقصة النساء الفردية مع الطمبور..وهي قريبة لرقصة النساء بإيقاع الدليب..وها نحن مرة أخرى أمام تغييب للون من الرقص النسائي..وقارن يا رعاك الله إن وجدت فارقاً ما بين أزياء الراقصين في الفرقتين مع صورة أعضاء فرق المديح..فهل تختلف صديريات فرقة النصري عن الصحوة ؟إن احتفاظ النصري بالطمبور شكلي فقط..بإيجاز لأن الشروط الموضوعية في المركز رسمت صورة لمغن يؤدي مديحاً أكان أم غناء ..حوله راقصون شباب بأفخر الثياب لخلب الألباب..وجمهور مستمع قد يتجاوب علي كراسيه وتغييب كامل للنساء.. ورجوع ربما للآلات الموسيقية حتى بكل ملابس وعمم ترباس وليت الأمر توقف عند ذلك..فالمركز لا يصبر شكل جديد ياتي من الهامش..فيصر على إخضاعه لشكل الغناء فيه الخالي من الرقص المصاحب المختلط..هل تذكرون ما حل بأغنية ( حلاتا زينوبة)؟ المعبر ة عن جبال النوبة ..لقد حولت ببساطة لغناء لا اشتراط لوجود النساء فيه ..وماذا عن أغنية حليمة من النيل الأزرق ؟ هل تؤدى في المركز كما تؤدى في النيل الأزرق ..وقل ما شئت عن أغنيات البجة..وإيقاع المردوم الذي أصبح مجرد فقرة في الأوبريتات..وأين منه الآن عبد القادر سالم وعمر إحساس..وأين تفردهما..
أخلص إلى أن ما حل بهذه الفنون السودانية المختلفة عبر الاستجابة لمحددات وشروط وتصورات العقلية المتحكمة في الدولة في كل المناحي.. جعلت من المركز ثقباً أسود يبتلع كل ما يقترب منه من الهامش في كل المجالات..عبر آليات إعلامية ..وانشطة اقتصادية وانعكاسات إجتماعية.
ونختم بسؤال ..في ظل هذا الواقع ..هل يستغرب أن تكون استقالة الحلو التي دفع بها..مبنية على مرافعة تطالب بحق تقرير المصير لجبال النوبة.؟.ومهاجمة الاستعانة في قضيتها لمن ليس منها ..والتقارب من قوى المركز خوف ابتلاع الثقب الأسود لثقافة الهامش..وعدم ثقته في تغيير حقيقي يأتي عبر انتفاضة أو ثورة لم تأت سابقاتهما بغير تبديل ديكتاتورية عسكرية بأخرى مدنية ؟ كون أن الجاك ..لن يهدم منزله كما جاء في خطابه..أترك لك الإجابة عزيزي القارئ.
[email][email protected][/email]
الحلو بطريقة او أخرى يخدم اجندة المؤتمر الوطني التي تريد ان تعزز روح القبلية والعنصرية بين أبناء الشعب ، إن الحلو مثله مثل سلفاكير الذي ذهب جنوبا وانفصل وخلق دولة فاشلة بإمتياز بسبب غبائه وضيف افقه ، إن نظام الأبارتيد في جنوب افريقيا مارس كافة أنواع العنصرية والتفرقة في حق جنوب افريقيا ومع ذلك عندما خرج المعلم نيلسون مانديلا من السجن دعا الشعب للتسامح مع جلاديه وذلك ايثارا لمصالح وطنه العليا ولم يدعو للإنتقام ، إن عقلية الحلو عفا عليها الزمن وهو كافر بالنضال السلمي المدني والذي هو امضى من النضال المسلح ، كما ان منطقة جبال النوبة ليست كجنوب السودان فقبائل جبال النوبة تعد من القبائل التي لها امتداد داخل السودان من خلال التمازج والتزاوج مع المجموعات العربية في المنطقة مثلهم مثل اهل دارفور والوسط والشمال إن قصة تقرير المصير لأهلنا النوبةغير مقبولة والا فإنه ستكون لدينا دولة ثالثة فاشلة ولكم في جنوب السودان اسوة يا اولو الألباب
ليست استقالة عبد العزيز، وإنما انشقاقه.
أثار الحلو قضايا صحيحة في خطاب إعلان انشقاقه، ولكنه خلص إلى نتيجة خاطئة مناقضة لفحوى الخطاب.
الحلو بطريقة او أخرى يخدم اجندة المؤتمر الوطني التي تريد ان تعزز روح القبلية والعنصرية بين أبناء الشعب ، إن الحلو مثله مثل سلفاكير الذي ذهب جنوبا وانفصل وخلق دولة فاشلة بإمتياز بسبب غبائه وضيف افقه ، إن نظام الأبارتيد في جنوب افريقيا مارس كافة أنواع العنصرية والتفرقة في حق جنوب افريقيا ومع ذلك عندما خرج المعلم نيلسون مانديلا من السجن دعا الشعب للتسامح مع جلاديه وذلك ايثارا لمصالح وطنه العليا ولم يدعو للإنتقام ، إن عقلية الحلو عفا عليها الزمن وهو كافر بالنضال السلمي المدني والذي هو امضى من النضال المسلح ، كما ان منطقة جبال النوبة ليست كجنوب السودان فقبائل جبال النوبة تعد من القبائل التي لها امتداد داخل السودان من خلال التمازج والتزاوج مع المجموعات العربية في المنطقة مثلهم مثل اهل دارفور والوسط والشمال إن قصة تقرير المصير لأهلنا النوبةغير مقبولة والا فإنه ستكون لدينا دولة ثالثة فاشلة ولكم في جنوب السودان اسوة يا اولو الألباب
ليست استقالة عبد العزيز، وإنما انشقاقه.
أثار الحلو قضايا صحيحة في خطاب إعلان انشقاقه، ولكنه خلص إلى نتيجة خاطئة مناقضة لفحوى الخطاب.