أيلا .. هوب !!

@ جاء في الأخبار أن سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم كان قد إقترح لدي لقائه بمكتبه ، والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا، قيام مؤتمر استثماري لتنمية ولاية الجزيرة بالقاهرة ، يشارك فيه رجال أعمال سودانيين ومصريين تطرح فيه كل الأفكار والمشاريع المطلوبة لتنمية وبناء الولاية وتطويرها . هذا الخبر انتشر في ولاية الجزيرة بشكل مقلق جدا لجهة أن وجود والي الجزيرة إيلا في مصر في زيارة لم يعلن عنها ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الاحتمالات والتوقعات و ابرزها أن الوالي بدأ يستشعر بأن الانقاذ ألقته مكتوفا في يم ولاية الجزيرة ولا تريده أن يغرق .
@ لعل خيارات الدكتور محمد طاهر إيلا القوية والأكثر إحتمالا هي فتح الابواب للشركات المصرية لإحداث حراك في ولاية الجزيرة مثل ما فعل في عند توليه ولاية البحر الاحمر و أقام انجازات علي صعيد ترقية المظهر الحضري لمدينة بورتسودان دون أن يستصحب ذلك بناء قاعدة انتاجية تفتح فرص للتشغيل وخلق وظائف والبحر الاحمر ولاية يحاصر أهلها الفقر و المرض و الجهل ومشاكل متعلقة بالمياه .إعادة تجربة البحر الاحمر في ولاية الجزيرة تصبح شبه مستحيلة خاصة بعد أن كشف الوالي الحالي للبحر الاحمر حجم المديونية التي تركها أيلا والتي تقدر بترليون وستمائة مليار جنيه .
@ ولاية الجزيرة ليست كالبحر الاحمر الولاية التي تعرف بالمدينة الواحدة بورتسودان بعكس ولاية الجزيرة التي تكتظ بمدن داخل مدن مثل الحصاحيصا التي بداخلها عدة مدن ،طابت ، المسلمية ، ابوعشر ، المحيريبا ، ابوقوته ..الخ هذا خلافا للوعي و الاستنارة والقاعدة الاقتصادية المتمثلة في مشروع الجزيرة العملاق والصناعات التحويلية التي ارتبطت به . انسان الجزيرة سقف طموحاته بلا حدود ولن يرضي بالفتات والقشور و ما يتمثل في الانترلوك والكربستون و دهان الحوائط وانارة الشوارع و انسان الجزيرة أقام مشروع الجزيرة الظاهرة الكونية الفريدة ويكفي فقط ادارة الخدمات الاجتماعية التي قدمت انجازات ضخمة ساهمت في رفع الوعي و توفير المتطلبات الضرورية في الصحة والتعليم والثقافة والرياضة .
@ ما يؤخذ علي الوالي إيلا أنه ينفرد بقراراته ولا يشرك فيها أحد (سي السيد) وإن فعل فذلك لأنه يضمن سريانها بلا معارضة او رأي آخر لجهة أن طاقمه و أركانحربه يتقاسمون المشتركات العظمي في حداثة التجربة وعدم الخبرة بالاضافة الي (البهرة) بالهالة الاعلامية التي سبقته و كأنه يحمل عصاة موسي فلا صوت يعلو علي صوت أيلا الذي لم يعين نائبا له بصلاحيات معروفة كسائر نواب الولاة ليكلف من يشاء في كل مرة . حتي هذه اللحظة التي سافر فيها الي القاهرة لا أحد يعلم عن فحوي هذه (السفرية ) وكيف لوالي في ولاية زاخرة بالقضايا الجوهرية والمشاكل المتعلقة بأكثر من 6 ملايين نسمة في 8 محليات لم يلتق حتي هذه اللحظة بمواطنيها ولم يتعرف علي مشاكلهم ولم يتلمس احتياجاتهم .
@ ما جاء علي لسان سفيرنا في مصر ما كان له أن يصبح مقترحا لو لا أنه في سياق الحديث مع الوالي أيلا جاء التعبير عن رغبة أكيدة ،سكت علي أثرها أيلا والسكات علامة الرضاء .قيام مؤتمر لتنمية ولاية الجزيرة يجب أن ينطلق من ولاية الجزيرة وليس القاهرة لان أهل مكة أدري بشعابها ولا يعرف الجزيرة غير أهلها والجزيرة لا تحتاج لمنظرين وشيل حال أكثر مما هي عليه . كل مطلوبات تنمية الجزيرة موجودة بوفرة و تتمثل في مشروعها العملاق الذي كفل كل السودان بما فيه البحر الاحمر . كل الدراسات العلمية موجودة لإعادته سيرة افضل والمال بوجود بكثرة ويتمثل في ملايين الاطنان من الذهب وصناديق التمويل والضمان ، فقط المطلوب الارادة السياسية لرئاسة الجمهورية والتي تمتلك قرار تنمية ولاية الجزيرة وليس القاهرة . الوالي أيلا عليه أن يركز جهوده في إقناع الرئاسة بتحرير الارادة السياسية لمصلحة لأن تنمية الجزيرة من تنمية مشروعها وهذه الحقيقة التي بدونها ستصبح مهمة أيلا في ولاية الجزيرة ، مستحيلة .
يا كمال النقر ..لن تعيدوه سيرته .. سيعيدكم سيرته !!
[email][email protected][/email]
يا حسن وراق موية شنو وفقر شنو وصحة شتو وانتاج شنو وخلق وظايف شنو اهم حاجة هى السياحة والترفيه يعنى الانسان ممكن يستغنى عن المياه النظيفة المتوفرة والصحة العامة والتعليم العام وحتى عن الغذاء المتكامل والوجبات الثلاثة لكن ما ممكن يستغنى عن السياحة والترفيه والغناء والطرب واكان مكضبنى اسال ناس بورتسودان!!!!
كسرة:ارجو من الاخوة المعلقين ان يفهموا مغزى تعليقى هذا!!!!!
خم وصر يا وراق الم تقل من قبل ان مصر خط احمر بالنسبه لك,,,
مشروع الجزيره حاول المصريون منع قيامه ولكن لم يعيرهم الانجليز أي التفاته وحاولوا تملك الأراضي فيه ومنعهم البريطانيون من ذلك,,و
مشروع الجزيره كان كشوكة الحوت في حلقوم مصر حاولوا القضاء عليه بكل السبل منذ استقلال بلادنا الي ان استولي سفلة الإنقاذ علي السلطه وحققوا الحلم المصري بتدمير مشروع الجزيره وهاهو سفير الإنقاذ في القاهره يسعي الي ادخال المصريين في إدارة المشروع واتخاذ القرار واذا تم ذلك فعلي الدنيا السلام,,و
وضح جليا ان أي قرار سياسي اقتصادي في سودان هذا الزمن الاغبر يتم صياغته في مصر ولا يتم إنجازه الا بموافقة القاهره ,,والدوام لله يا بلادي,,,
الاستاذ حسن الوراق
تحية طيبة
قد وصفتك قبل هذا بالحصيف و الان اريد ان استرد بضاعتي فاذن لي
لقد تمعنت في كلما تكتبه عن الدكتور ايلا ولم اجد فيه ما يعيب الرجل بل وجدت ان كل ما كتبت يصب في خانة الانواط و النياشين علي صدر الرجل …
كيف؟
1- انت تقول ان ايلا لا يملك عصي موسي وايلا نفسه قال انا لا املك عصا موسي .بل قال اعينوني
2- انت تقول بانه لم يجلس مع انسان الجزيرة اصلا ليعرف مشاكله و انا اقول لك انه زار بيوت اهل الجزيرة بيتا بيتا و عندما اقول بيتا بيتا اعني انه زار كبار رجالات الجزيرة و شيوخها فمثلا زار طيبة الشيخ عبدالباقي و جلس مع الشيخ عبدالله ازرق طيبة،وزار الختمية و جلس مع رجالاتهم و زار الانصار و جلس مع آل شقدي و زار السناب و جلس مع اولاد مدني السني و زار القري و الدساكر و البيوت العريقة الفقيرة و جلس مع اهلها و سألهم و سألوه بل لم يكتفي بذلك فكلما شعر بانه يريد معلومة فهو لا يميز بين مؤتمر وطني و لا شيوعي بل يسأل الجميع من اقصي اليمين الي اقصي اليسار ليصل للمعلومة التي يريدها ثم
3- انت تقول بانه ذهب للقاهر ليجلب الجزيرة و مشروعها بضاعة مزجاة ،ولعلك لا تدري بانه قد زار السعودية و الكويت و قطر و الامارات و اليابان قبل ان يزور القاهرة و لعل زيارته للقاهرة ليست ليجلب المشروع و لكنك ربما تدري كنهها فيما بعد.
4- ثم ان الجزيرة قد جلس علي عرشها عدد من الولاة كلهم من ابناء الجزيرة ولم يفعلوا لها شئيا غير تولية اقاربهم و مريوديهم ثم بنو الشركات و الصالات و سجلوا الاراضي الزراعية و السكنية في اسماء حاشيتهم و اسماء اقاربهم و لم اسمعك تكتب عن احد منهم لا عن الاولين و لا عن الاخرين
5- اما الان و قد جاء ايلا وفتح الملفات القديمة للفساد و نفض عنها الغبار و بدأ المحاسبة و بالقانون اراك تتصدي له بين الفينة و الفينة انت و من هو علي شاكلتك ممن هم يرون بعين واحدة وكأن ايلا جاء من الكناري او جزر الباهاما.
6- خفو عن الرجل فهو لم يجلس علي الكرسي حتي الان وهو يتلمس طريقه من اجل انسان الجزيرة
7- ولعلمك انا لست من اهل الحكم و لست من الجبهجية و لست من المؤتمر الوطني بل و علي خلاف علي كل سياساته فهو الذي دمر الجزيرة عن قصد و دمر المشروع بايدي غبية امثال النقر و غيره من ضيقي الافق و انا ارباء بك يا استاذ ان تكون مثلهم ضيق الافق..
ايلا ايلا هيلا هوب نحنا معاك و يعين الرب
بالله مشروع الجزيرة(كفل كل السودان بما فيه البحر الاحمر)دى جديدة !!!!!
هل يستطيع العطار اصلاح ما أفسده الدهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال كانت حكايته ان امرأة جميلة وبالطبع مع تقدم العمر فقدت الكثير من هذه الصفة وذهبت للعطار علها تجد عنده علاج يعيد لها جمالها فقال أحد الشعراء في ذلك
عَجوزٌ تُرجّى أنْ تَكونَ فَتيَّةً — وَ قَد نَحَلَ الجَنبانُ و احدَودَبَ الظَّهرُ تَدُسُّ إلى العَطّارِ تَبغي شَبابَها — وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
فقد كتبت هذا المقال من قبل في نفس هذا المعنى عندما تولى امر الولاية الوالي محمد يوسف وكان الناس يأملون ان يحدث هذا الرجل تغيرا في الولاية بصفة عامة والمشروع بصفة خاصة هذا العملاق الذي حمل السودان على اكتافه عشرات السنين نهل من خيره الكل ولكنه تحول الى قزم بسبب تدخل السياسة في لب العمل الفني والإداري وفي هذا المقام اردت ان اربط بين ما ورد عن العطار والمرأة الجميلة وبين ما هو واقع اليوم في ولايتنا الحبيبة ولاية الجزيرة التي اضحت اخبارها مانشتات الاعلام منذ فترة وحتى اليوم وهنا نحور السؤال ونقول هل يستطيع الوالي ايلا بما عرف عنه في ولاية البحر الاحمر ان يصلح ما أفسده من تولوا أمر الولاية وليس الدهر كما ورد في حالة المرأة لان الحالة الأولى هي حالة طبيعية تتغير مع تقدم السن ولكن الحالة الثانية حالة الولاية أو غيرها فهي حالة تقبل الاحتمالين مع مرور الوقت (الدهر) اما أن تفسد أو تزداد صلاح وجمال لان هذه الحالة مردها البشر وليست الدهر كما هو في الحالة الاولى.
فالناظر لولايتنا بعين الفاحص المتتبع لمسيرتها منذ ان كانت ضمن مديرية النيل الازرق التي كانت تضم ولايات الوسط الثلاث الجزيرة والنيل الابيض والنيل الازرق وبالذات الجزء الذي اصبح الآن هو ولاية الجزيرة وعلى الرغم من قلة المرافق التعليمية والصحية والخدمية الآخرى في ذلك الزمان إلا انها مقارنة مع غيرها من أجزاء السودان الاخرى كانت تعتبر في المقدمة وكانت اكثر مناطق السودان استقرارا وقد كان لمشروع الجزيرة دور كبير في ذلك حيث كان يمثل هذا العملاق صمام الامان لاقتصاد السودان عامة والجزيرة على وجه الخصوص مما جعل هذه الرقعة المباركة وجهة لكل اهل السودان بالذات في موسم جني القطن ومستقر للثروة الحيوانية القادمة من منطقة البطانة وغيرها لعدة شهور من العام فكان ذلك كله يحرك دولاب الاقتصاد ويجعل المواطن يعيش حياة افضل من غيره ولكن للأسف انقلبت الموازين الآن وذلك بسبب التدهور الذي حدث لعملاق الاقتصاد السوداني في الماضي ولم يكن السبب من الدهر كما هو الحال مع المرأة وإنما السبب من البشر الذين جعلوا هذه الجميلة الحسناء الخضراء التي كانت تحد من اسباب التلوث بخضرتها والتي تقوم بعملية التمثيل الغذائي لصنع غذائها وذلك باستخدام طاقة الشمس فتمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج غاز الأكسجين وهو غاز لازم للتنفس لكافة أشكال الحياة على سطح الأرض وكذلك منع ظاهرة الاحتباس الحراري كما أن الغطاء النباتي يخلص الجو من الغازات السامة والغبار والمعلقات الضارة الآخرى ويحافظ على درجة الحرارة المناسبة ويقلص الفارق بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً ويتسبب بعد قدرة الله في المحافظة على دورة العناصر المعدنية والعضوية في التربة وكذلك على رطوبة التربة ومنع الانجراف والتعرية ويساعد في تنظيم حركة الرياح والسحب والأمطار ويوفر للإنسان موارد الغذاء والكساء والدواء وغيرها من النعم . ولكنها للأسف اليوم اضحت من اكثر الاماكن تلوثا مما قاد لظهور الامراض التي فتكت بحياة الانسان وللأسف السبب ايضا هم البشر عموما مسئولين ومزارعين ومن خلال ذلك العملاق صاروا يبثون سموم المبيدات التي تستخدم بصورة عشوائية بعيدة عن العلمية والحاجة الفعلية لاستخدامها ومن هنا نناشد الوالي السيد ايلا وكذلك محافظ المشروع السيد سمساعة ونقول لهما يمكن اعادة الجمال لهذه الحسناء الخضراء ان اجتهدنا ووضعنا المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الآخرى وأصبحنا على قلب رجل واحد بعيدا عن التحزب والتشرذم والولاءات العمياء التي تسببت في ما حدث في الماضي من بعد الاستقلال وحتى وقتنا هذا بنسب متفاوتة ولكنها شريكة في ذلك فان ابعدنا كل ذلك ووضعنا في المقدمة مصلحة الوطن والمواطن وبدأنا في اصلاح المشروع برؤية علمية يتحدث فيه فقط اهل العلم ويبتعد تماما اهل السياسة فإصلاح المشروع ليس امرا مستحيل إذا توفرت الارادة وأتيحت الامكانيات المادية والبشرية ومشاكل المشروع مشخصة والحلول لها محددة فقط تريد تنفيذ أمين يتولاه اهل العلم والأمانة وان تساندهم السلطة بالقانون لتنفيذ الجوانب الفنية في المشروع من دورة زراعية وغيرها والالتزام بكل النواحي الفنية فيما يخص الري بحيث يتم معالجة الخلل الذي حدث في القنوات الفرعية مما ادى لتراكم الطمي باستمرار وعدم وصوله لداخل الحواشات وذلك يقود للحاجة للتطهير المستمر وقلة خصوبة التربة والحاجة المستمرة لاستخدام السماد الكيمائي كذلك من الامور الهامة لمعالجة الوضع بالمشروع وضع استراتيجية لمكافحة الآفات لكي نتحاشى الاستخدام المكثف للمبيدات ويجب ان تبنى هذه الاستراتيجية على الطريقة المثلى التي يمكن استخدامها مثل استخدام المكافحة المتكاملة التي تشمل الجوانب الزراعية من اصناف مقاومة ومواعيد زراعة والعمليات الزراعية الاخرى بصورة علمية وان نسعى لجعل المكافحة الكيمائية في نطاق ضيق وان تصدر قوانين وبأسرع ما يمكن لتنظيم تداول المبيدات وكذلك تنظيم محلات بيع المبيدات التي تبث السموم وسط الاسواق وبين محلات المواد الغذائية كذلك علينا تفعيل دور الارشاد الزراعي وسط المزارعين حتى يكون حلقة وصل بينهم وبين الباحثين وفي قمة الاولويات التي تحتاجها الولاية هي ان يتولى امرها في كل المجالات اهل العلم والمعرفة والدراية الادارية وفوق هذا وذاك من يخشون الله حق خشيته ويضعون الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون نصب اعينهم ويكون هدفهم فقط مصلحة الوطن ورفاهية المواطن ونسأل الله ان نرى الجزيرة افضل مما كانت عليه في كل العهود والله ولي التوفيق.
هل يستطيع العطار اصلاح ما أفسده الدهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا السؤال كانت حكايته ان امرأة جميلة وبالطبع مع تقدم العمر فقدت الكثير من هذه الصفة وذهبت للعطار علها تجد عنده علاج يعيد لها جمالها فقال أحد الشعراء في ذلك
عَجوزٌ تُرجّى أنْ تَكونَ فَتيَّةً — وَ قَد نَحَلَ الجَنبانُ و احدَودَبَ الظَّهرُ تَدُسُّ إلى العَطّارِ تَبغي شَبابَها — وَ هَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
فقد كتبت هذا المقال من قبل في نفس هذا المعنى عندما تولى امر الولاية الوالي محمد يوسف وكان الناس يأملون ان يحدث هذا الرجل تغيرا في الولاية بصفة عامة والمشروع بصفة خاصة هذا العملاق الذي حمل السودان على اكتافه عشرات السنين نهل من خيره الكل ولكنه تحول الى قزم بسبب تدخل السياسة في لب العمل الفني والإداري وفي هذا المقام اردت ان اربط بين ما ورد عن العطار والمرأة الجميلة وبين ما هو واقع اليوم في ولايتنا الحبيبة ولاية الجزيرة التي اضحت اخبارها مانشتات الاعلام منذ فترة وحتى اليوم وهنا نحور السؤال ونقول هل يستطيع الوالي ايلا بما عرف عنه في ولاية البحر الاحمر ان يصلح ما أفسده من تولوا أمر الولاية وليس الدهر كما ورد في حالة المرأة لان الحالة الأولى هي حالة طبيعية تتغير مع تقدم السن ولكن الحالة الثانية حالة الولاية أو غيرها فهي حالة تقبل الاحتمالين مع مرور الوقت (الدهر) اما أن تفسد أو تزداد صلاح وجمال لان هذه الحالة مردها البشر وليست الدهر كما هو في الحالة الاولى.
فالناظر لولايتنا بعين الفاحص المتتبع لمسيرتها منذ ان كانت ضمن مديرية النيل الازرق التي كانت تضم ولايات الوسط الثلاث الجزيرة والنيل الابيض والنيل الازرق وبالذات الجزء الذي اصبح الآن هو ولاية الجزيرة وعلى الرغم من قلة المرافق التعليمية والصحية والخدمية الآخرى في ذلك الزمان إلا انها مقارنة مع غيرها من أجزاء السودان الاخرى كانت تعتبر في المقدمة وكانت اكثر مناطق السودان استقرارا وقد كان لمشروع الجزيرة دور كبير في ذلك حيث كان يمثل هذا العملاق صمام الامان لاقتصاد السودان عامة والجزيرة على وجه الخصوص مما جعل هذه الرقعة المباركة وجهة لكل اهل السودان بالذات في موسم جني القطن ومستقر للثروة الحيوانية القادمة من منطقة البطانة وغيرها لعدة شهور من العام فكان ذلك كله يحرك دولاب الاقتصاد ويجعل المواطن يعيش حياة افضل من غيره ولكن للأسف انقلبت الموازين الآن وذلك بسبب التدهور الذي حدث لعملاق الاقتصاد السوداني في الماضي ولم يكن السبب من الدهر كما هو الحال مع المرأة وإنما السبب من البشر الذين جعلوا هذه الجميلة الحسناء الخضراء التي كانت تحد من اسباب التلوث بخضرتها والتي تقوم بعملية التمثيل الغذائي لصنع غذائها وذلك باستخدام طاقة الشمس فتمتص ثاني أكسيد الكربون وتنتج غاز الأكسجين وهو غاز لازم للتنفس لكافة أشكال الحياة على سطح الأرض وكذلك منع ظاهرة الاحتباس الحراري كما أن الغطاء النباتي يخلص الجو من الغازات السامة والغبار والمعلقات الضارة الآخرى ويحافظ على درجة الحرارة المناسبة ويقلص الفارق بين درجات الحرارة ليلاً ونهاراً ويتسبب بعد قدرة الله في المحافظة على دورة العناصر المعدنية والعضوية في التربة وكذلك على رطوبة التربة ومنع الانجراف والتعرية ويساعد في تنظيم حركة الرياح والسحب والأمطار ويوفر للإنسان موارد الغذاء والكساء والدواء وغيرها من النعم . ولكنها للأسف اليوم اضحت من اكثر الاماكن تلوثا مما قاد لظهور الامراض التي فتكت بحياة الانسان وللأسف السبب ايضا هم البشر عموما مسئولين ومزارعين ومن خلال ذلك العملاق صاروا يبثون سموم المبيدات التي تستخدم بصورة عشوائية بعيدة عن العلمية والحاجة الفعلية لاستخدامها ومن هنا نناشد الوالي السيد ايلا وكذلك محافظ المشروع السيد سمساعة ونقول لهما يمكن اعادة الجمال لهذه الحسناء الخضراء ان اجتهدنا ووضعنا المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الآخرى وأصبحنا على قلب رجل واحد بعيدا عن التحزب والتشرذم والولاءات العمياء التي تسببت في ما حدث في الماضي من بعد الاستقلال وحتى وقتنا هذا بنسب متفاوتة ولكنها شريكة في ذلك فان ابعدنا كل ذلك ووضعنا في المقدمة مصلحة الوطن والمواطن وبدأنا في اصلاح المشروع برؤية علمية يتحدث فيه فقط اهل العلم ويبتعد تماما اهل السياسة فإصلاح المشروع ليس امرا مستحيل إذا توفرت الارادة وأتيحت الامكانيات المادية والبشرية ومشاكل المشروع مشخصة والحلول لها محددة فقط تريد تنفيذ أمين يتولاه اهل العلم والأمانة وان تساندهم السلطة بالقانون لتنفيذ الجوانب الفنية في المشروع من دورة زراعية وغيرها والالتزام بكل النواحي الفنية فيما يخص الري بحيث يتم معالجة الخلل الذي حدث في القنوات الفرعية مما ادى لتراكم الطمي باستمرار وعدم وصوله لداخل الحواشات وذلك يقود للحاجة للتطهير المستمر وقلة خصوبة التربة والحاجة المستمرة لاستخدام السماد الكيمائي كذلك من الامور الهامة لمعالجة الوضع بالمشروع وضع استراتيجية لمكافحة الآفات لكي نتحاشى الاستخدام المكثف للمبيدات ويجب ان تبنى هذه الاستراتيجية على الطريقة المثلى التي يمكن استخدامها مثل استخدام المكافحة المتكاملة التي تشمل الجوانب الزراعية من اصناف مقاومة ومواعيد زراعة والعمليات الزراعية الاخرى بصورة علمية وان نسعى لجعل المكافحة الكيمائية في نطاق ضيق وان تصدر قوانين وبأسرع ما يمكن لتنظيم تداول المبيدات وكذلك تنظيم محلات بيع المبيدات التي تبث السموم وسط الاسواق وبين محلات المواد الغذائية كذلك علينا تفعيل دور الارشاد الزراعي وسط المزارعين حتى يكون حلقة وصل بينهم وبين الباحثين وفي قمة الاولويات التي تحتاجها الولاية هي ان يتولى امرها في كل المجالات اهل العلم والمعرفة والدراية الادارية وفوق هذا وذاك من يخشون الله حق خشيته ويضعون الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون نصب اعينهم ويكون هدفهم فقط مصلحة الوطن ورفاهية المواطن ونسأل الله ان نرى الجزيرة افضل مما كانت عليه في كل العهود والله ولي التوفيق.