الأساسي طبعاً..اا

العصب السابع

الأساسي طبعاً..!

شمائل النور

عامل فقير وبسيط قاده الحظ لأن يعمل في مؤسسة تتبع للرئاسة مباشرةً، وبعد إجراء المعاينة والفحص الطبي كشف له المسؤول عن الراتب المغري الذي ينتظره وما أن نطق له بالمبلغ البالغ 800 جنيه حتى ذُهل العامل البسيط، واصل المسؤول فقال له هذا هو الراتب الأساسي، ولديك بدل كذا وبدل كذا، سوف يصبح راتبك أكثر من 1000 جنيه، وصل الذهول ذروته، فقال له المسؤول، هل تعلم أنّ الوزير هنا يتقاضى 2500 جنيها، عندها اشتعل ذكاء العامل البسيط وقال له مستدركاً، الأساسي طبعا. في ساعات طغت عليها الشفافية، أو هكذا يُفهم ظاهرها، أعلن نائب الرئيس عن راتبه الذي يتقاضاه شهرياً كموظف دولة والبالغ 7 آلاف جنيه وهذا المبلغ هو الـ (Take-Home) دون شراشف تذكر، وذلك بعد استقطاع التأمين الاجتماعي وضريبة الدخل الشخصي ومخصص الصندوق الخيري للعاملين إن وُجد، وقال إنّ السيّد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر يتقاضى أكبر من راتب النائب، فأمّا الرئيس فيتقاضى مبلغ دون الـ 9 آلاف جنيه سوداني، ويُمكننا القول أنّ اللواء طبيب شقيق الرئيس الذي يتقاضى 8.500 آلاف جنيه والذي اشتكى لنا قبل أيام شظف العيش وحاجته لقيمة تذكرة طائرة تقله إلى لندن يتقاضى راتب شهري مثل أخيه الرئيس رأساً برأس. الأرقام أعلاه وإن كان برأسنا عدد لا يُستهان به من (القنابير) لا يُمكن أن تدخل رأسنا، وإن فُتحت رؤوسنا وأُدخلت هذه الأرقام جراحياً لن تجد لها مستقر، وقد يكون العيب منّا نحن لسوء في طويتنا.. ثمّ أنّه من قال لهم إننا نسأل عن رواتبهم الشهرية، فلم تكن الرواتب الشهرية المكتوبة على الورق مثار تساؤلات عندنا، ولا مصدر للفضول وليست من اهتمامات المواطن البسيط وإلا فإننا استحققنا لقب أغبى شعب، إن كان هناك تساؤلات وشكوك تعترينا فما هي إلا في المخصصات والامتيازات المهولة والتسهيلات غير المصدقة لكل المسؤولين والتي لا تتناسب بالمرة مع الوضع الذي يعيشه غالب شعب السودان.. ما نريده قبل كل شيء هذه هو احترام عقولنا بالقدر الذي ينبغي، نعم قد تكون هذه رواتب شهرية مسجلة رسمياً في كشوفات الرواتب لكن ألم يكن من الأجدى للنائب ألا يتجاوز الامتيازات والصلاحيات التي هي أهم من الراتب الأساسي، بل كان ينبغي أن يكشف لنا عن الامتيازات الأخرى والمخصصات ويغض الطرف عن الراتب الشهري، وإن لم تكن هناك امتيازات أخرى حق لنا أن نقول لهم من أين لكم هذا؟ حالة ذهول تصيب الشعب المصري هذه الأيام بعد أن كشفت الثورة المصرية أنّ (البرنس) كان يأكل يومياً كيلو من اللحم، اللحم الذي لا يُحظى به أغلب الشعب المصري، إضافة إلى دجاجة كاملة وزبادي ومربى، في حين أنّ عامل التموين أحمد شحاتة الذي يأتي من بيته ليطعم (البرنس) كان يأكل سندوتش من أقرب عربة فول، إلى الذين لم يتشرفوا بمعرفة (البرنس) فإنّه الكلب المدلل للرئيس المخلوع حسني مبارك… إنّ في الثورة المصرية أكثر من عبر لعلّكم تهتدون.

التيار

تعليق واحد

  1. (وإن كان برأسنا عدد لا يُستهان به من (القنابير) لا يُمكن أن تدخل رأسنا، وإن فُتحت رؤوسنا وأُدخلت هذه الأرقام جراحياً لن تجد لها مستقر)

    والله دي بالغتى فيه يابت أمى.

  2. يا اخت شمايل

    قتابير وبس…ده نحنا بقى عندنا فى خلال العشرين سنة الفاتت دى…قنابير وقوب وقمل وضبوب وشيب وصلع.وفى ناس كتار لقطوا ورق ولو الحالة إستمرت كده..حا يكون كل الشعب يلقط ورق…

  3. مساء الخير عليكم جميعا الراكوبة وناسها
    بقر عبد المحمود وصل وين بقا برقر ول لسه فى حاجة اسمها الواقع وفى الخيال المريض هسع السيارات بتاعت المنتخب وبقرات الريس ديل بصرفوهم من ياتو بند بتاع امتيازات والبقر لاحم ول حلوب او بقر محرات وسواقى ساي لقد تشابه علينا البقر
    تصبحوا على وطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..