بعد البيان بالإعلان..من نصدق ؟ الإمام… أم من دافعوا عنه؟

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد زوال النظام المايوي بانتفاضة ابريل المجيدة .. كانت التيارات المختلفة تطرح نفسها للاختبار الديمقراطي .. وكان حزب الامة.. كما اظهرت نتائج الانتخابات لاحقاً .. اكثر الاحزاب المرشحة للفوز لاعتبارات كثيرة ليس هذا مجال ذكرها ..لكن شخصية الصادق المهدي كمفكر وبتبنيه شعارات الانتفاضة وبرنامج الصحوة وحضوره الاعلامي اللافت كانت من العوامل المهمة .. وكانت الحرية التي اتيحت لوجود الشخصيات الحزبية بعيدا عن وصف النظام المايوي لها.. فرصة لمعرفتها علي الاقل عبر التلفاز..وقد لاحظت عند بث التلفزيون لاستقبال الصادق المهدي للمهنئين بافتتاح دار حزب الامة الحالية ..بعد الحديث عن المبلغ الخرافي وقتها للسعر .. لاحظت ملاحظة صغيرة ولكنها مهمة لكشف جانب من شخصية زعيم الحزب .. فقد كان اثناء تلقيه ضيوفه الكبار بذراعه التي لاتمسك بالعصا .. منشغلاً بالنظر بطرف خفي الي كاميرا التلفزيون .. حينها تكونت لدي فكرة شخصية عن مدي ضعفه امام الاضواء ترسخت مع مرور الايام والمواقف .. فبالرغم من ان عوامل ابجابية عديدة ومتعددة تثير الاعجاب وتوجب الاحترام وتجعله في البؤرة من العدسات ..الا ان جانبا شخصيا في تكوينه يجعله باحثا عن الاضواء اين كانت في اعتقادي.. ولا احد يعيبه عليه كشخص .. فما من كامل غير خالق الانام. لكن الاهتمام ينصب في تأثيره علي سلوكه السياسي بحكم انه بغض النظرعن اتفاق الناس او اختلافهم معه ..يظل من ضمن الارقام الاصعب في السياسة السودانية وليس هو بكل تاكيد ممثلاً لنفسه فقط .. بل رمز لكيان عظيم وحزب كبير .
ولست هنا في مجال تعداد المواقف واكتفي بقبوله الوسام وبيانه عقب ردود الأفعال ومدي تطابقه مع تعليلات من دافعوا عن قبوله التكريم .
إنا ازعم وقد أكون مخطئا في ذلك ..إن قبوله للوسام فيه جانب مما أسلفت .. فلئن كانت صورة التلفزيون وقتها غير متاحة للجميع ..فان صورته اثناء تقليده الأخير تملأ الاسافير والصحف .. فهل تدل تعابير وجهه علي شخص متفاجئ كما جاء في البيان… ام عن شخص في كامل الرضي والارتياح والانبساط ؟ فقط قارنوا بين وقفة الفنان محمد الامين والامام للتاكد من الفارق . رغم ان الفنان محمد الامين مشروعه الاساسي فني وليس سياسي .ويستحق تكريم الدولة أنى كانت .
اما البيان فليته لم يصدره .. فقد كان جملة من المغالطات وتمجيد الذات وتضخيمها .. فلئن جاء ترديد الصفات من مؤيديه فلا تثريب .. اما منه ففيه ما يعيب شخصية سياسية ودينية في حجمه . واغرب ما جاء في البيان .. كان عن الحقد والحسد ..في اعتقادي المتواضع ..ان كل الرافضين لقبوله التكريم ان حسدوه علي أي شيء.فانهم ابعد ان يكونون من ذلك في هذا الموقف.. وفي النهاية فان الكلام عن الحسد لا يجوز في حديث السياسة ..فالحسد صفة بين الأشخاص في ظني .
بهذا البيان سقطت كل دفوعات مؤيديه عن ثبات الموقف من النظام الجديد الذي يدعو اليه وتضرره عند رفض قبول التكريم واعتراف التكريم بكسبه وما الي ذلك.
ختاما فان المنتقدين لقبول التكريم لم يكونوا بالناظرين الى لحظة التكريم الا في اطار الانتقاد لجملة المواقف الحقيقية من النظام .. وانه اعلى تجلياته .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. إن كان السيد الصادق المهدي ـ رئيس وزرائنا الشرعي ـ يبحث عن الأوسمة ، فقد منحه وقلده الشعب السوداني ، ارفع الاوسمه عندما
    اوكل اليه قيادة هذا البلد مرتين ، في انظف عملية ديمقراطية بالمنطقه اثارت اعجاب العالم المتحضّر اولاً ، وكادت ان تؤدي بنا الى
    ان ندخل ناديه الرحب الحر المتمّدن ، لولا فشل من اوكلت اليه المهمه وعدم جدارته و تقاعسه البائن وتفريطه الواضح في (( الأمانه )) .
    واليوم يأتي الإمام ليكمل دوره التقاعسي ، ويتسلّم من (السفاح) وساماً ، هو في غناً عنه ، هذا بعد ان وضع من قبل يده في يد مجرمي الحرب وقاتلي المواطنين الذين
    حملوه دون غيره لرئاسة الوزراء .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..