الخروج من عنق الزجاجة!!

٭ حشر الشعب السوداني في عنق زجاجة.. منذ زمن طويل.. عنق زجاجة تم حشره فيه بالقوة حيناً وبالخدعة أحياناً وبالحيلة والكذب أحياناً أخرى، وداخل هذه المساحة الضيقة تباينت التفاعلات.. قطاعات صغيرة وأحياناً كبيرة تحاول التحرك والخروج من هذه المساحة الضيقة الخانقة.. وهناك الذين يحاولون وينادون بكسر الزجاجة وتهشيم عنقها والخروج للهواء الطلق.
٭ في فترات عديدة من التاريخ مرت السياسة السودانية بأزمات متفاوتة.. ولكن الأزمة الحالية التي تمر بها السياسة السودانية لم يسبق أن عاشها إنسان السودان.. إنها أزمة مركبة.
٭ إنسان السودان الذي عرف وخبر التعامل مع كل أنواع مشكلات السياسة وأزماتها ومشكلات الحكم وتعقيداتها.. وفي كل العهود.. عهود الاستعمار والقهر وعهود الديمقراطية الغبشاء.. وديمقراطية الغرب وعهود الهبات والثورات والانتفاضات لم يسبق له أن وجد نفسه في حالة مثل التي يغرق فيها الآن.
٭ إنسان السودان اليوم منه الذي يعاني من التوهان.. التوهان الكامل.. تختلط أمامه الدروب.. يتلفت الى الأحزاب.. الأحزاب كلها بيسارها ويمينها ووسطها.. إلى حكومة الإنقاذ بسياساتها الاقتصادية والاجتماعية.. إلى حركات دارفور المسلحة.. الى النيل الازرق.. الى جنوب كردفان.. الى أبيي.. الى الشرق .. الى أزمة المياه.. الى أزمة العيش.. والدواء والسكن والتعليم.. الى غول الأسعار.. الى آخر المنغصات ولا يدري ماذا يفعل سوى التلفت الحائر العاجز.
٭ إنسان سودان اليوم منه المهتز المتردد الذي تتبدل مواقفه وأقواله مع مطلع شمس كل يوم أو مع تحرك الأحداث.
٭ إنسان سودان اليوم منه الانتهازي الذي يبحث عن فرصة الخطف والنهب والنصب والاحتيال والغش.
٭ إنسان سودان اليوم منه الذي ينتظر قدوم الامريكان أو أية قوات أجنبية في أبيي أو في غيرها ولا يهمه شيء ويردد في طرب (دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شلية).
٭ ولكن مع كل هذا إنسان سودان اليوم منه الذي لم تفارقه الحكمة والبصيرة، وهو الذي يفهم جيداً أن الوطن يمر بمرحلة الخطر.. مرحلة أن يظل موحداً وآمناً أو يذهب مع مع الريح تمزقاً واحتراباً.
٭ هذا حال أهل السودان داخل عنق الزجاجة، والأزمة نعيشها وتحاصرنا من كل الجهات، ولا نحتاج لشرحها وتفصيلها في زمان التمدد الآحادي الغاشم والعولمة الظالمة.. وأيضاً لا نحتاج إلى شرحها من منطق بعض أهل الإنقاذ الذي مازال يصر على أن تحل الأمور على يدهم وبرؤيتهم، مع حديثهم عن التعددية والحرية والديمقراطية.
٭ ولم يبق أمامنا إلا أن نلتف حول أهل الحكمة والبصيرة وندفعهم إلى أن يقودوا السفينة وسط هذه الأهوال ويبحروا بها نحو المرافئ الآمنة، وإلا ضاع السودان بكامله، ولن يجد الإسلاميون أو غيرهم ما يتصارعون حوله أو من أجله.. الوقت أزف.. الوقت أزف ومواجهة الذات أعلى درجات النضال.. إنه الجهاد الأكبر.
هذا مع تحياتي وشكري.
الصحافة
لك منا كل الشكر والتقدير على هذا المقال الصائب وننتظر المزيد ….
آمال عباس من رموز نظام مايو وكانت من اكبر اعداء الديمقراطيه آنذاك..
اليوم عامله فيها معارضه للنظام الانقاذ الانقلابي ومعتمده علي ذاكرة السودانيين الخربه في التجاوز عن اعداء الحريه..
اختشي ياخ فالتاريخ لا يموت يا سدنه
ولا صحيح الاختشوا ماتوا
الاستاذة امال عباس اسم لامع في سماء الحرية والديمقراطية وسودانية اصيلة ولا تخشي في كلمة الحق لومة لائم فالي الامام متعك الله بالصحة والعافية وطولت العمر ، ولا نامت اعين الجبناء والفاسدين والمنافقين وتجار الدين 0