مقالات وآراء

القضارف .. التنافس القبلي وازمة المياه

الكورباج

عبدالرحيم محمد سليمان

 

لم اجد تفسيرا منطقيا لازمة مياه ولاية القضارف سوى تفسير اهل الولاية الذي يؤكد بصورة قاطعة ان هناك رموزا تسعى الى افشال اي مبادرة من شأنها ايجاد الحلول المستدامة للمشكلة .

اما ماهى دوافع تلك الرموز؟ .. فتشير الاراء المتداولة الى ان السبب يعود الى التنافس الحاد بين مكونات المجتمع المحلي، حيث يسعى كل طرف قبلي بشكل منفصل، الى اثبات احقيته التاريخية فى اعتبار الولاية وطنا متوارثا عن اجداده، وهو ذات السبب الذي يقف حائلا امام تعيين شخصيات مرموقة وذات كفاءة عالية من مواليد الولاية فى مناصب وزارية فى حكومة الولاية، رغم ما يتمتعون به من مؤهلات وخبرات تؤهلهم لتولى هذه المناصب.. فهذه العنصرية لم يقتصر تأثيرها على مجالات العمل العام فحسب، بل امتده ايضا ليشمل التركيبة النفسية للمواطن الذي شهد هو الاخر تحولا سلبيا تجلى فى ردود افعاله تجاه النازحين الذين اجبرتهم ظروف الحرب القاسية للانتقال الى القضارف.

 

فمكونات الولاية بحاجة للاتفاق حول اعتبار الولاية كيانا قوميا منفصلا عن الانتماءات القومية والقبلية المحدودة . كما انهم بحاجة الى ادراك ان ولايتهم تتذيل قوائم التنمية وتفتقر للبنية التحتية الاساسية، مما يجعلها تشبه الاحياء الشعبية الفقيرة اكثر من كونها مدينة تتباهى بمكانتها الاقتصادية.

 

وقبل كل ذلك يجب على الحكومة ومكونات الولاية ان تدرك ان المياه ليست رفاهية، بل هي حق مشروع وعصب الحياة، لذلك يتعين على الجميع التعامل مع قضيتها بجدية، لان الوضع العام في الولاية في ظل انعدام المياه مثيرا للاشمئزاز ويشير الى الجهل والتخلف.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..