هيئة شئون الأنصار : حكم و مشروعية الانتخابات

هيئة شئون الأنصار
حكم و مشروعية الانتخابات

أن قضية الحكم تعتبر من أهم القضايا التي شغلت قديماً و حاضراً بال المسلمين فمنذ أن وقف ذلك الرجل المسمى عبد الله بن المقفع مخطباً الخليفة معاوية قائلاً (أمير المؤمنين هذا و أشار الى معاوية فإن مات فهذا و أشار لابنه يزيد ومن أبى فهذا و أشار الى السيف) . منذ ذلك الحين غابت فرائض الإسلام السياسية والشورى و العدل و الحرية و الكرامة و الانسانية وصار الحكم ملكاً عضوضا وسادت بلاد المسلمين أنظمة شمولية قُتل في ظل حكمها الملايين من الشرفاء الذين رفضوا الاستبداد و قاوموه وحاولت بعض الانظمة الشمولية ترقيع حكمها بأجراء انتخابات مزيفة كي تكتب لها عمراً جديداً و للأسف بعض الناس ساندوا تلك الأنظمة البعض منهم خوفا وأخرون طمعاً في ما عند السلطان و أخرون ظلوا ينعقون مع كل ناعق وهولاء هم الذين عناهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما قال الناس ثلاث عالم رباني و متعلم علي سبيل النجاة و همج رعاع ينعقون مع كل ناعق يميلون حيث تميل الريح. ونسى هؤلاء أن ما قاموا به من مواقف مضر بمصلحة الأوطان و الإسلام .

أن المفهوم الشرعي للانتخابات أنها وسيلة لتحقيق الشورى و التداول السلمي للسلطة وهي الطريق الوحيد لنيل مشروعية الحكم ،و الانتخابات بهذا المفهوم تعتبر شهادة بمعنى أنه يجب على المرء الأحتراز في أعطاء اي مشروعية لشخص لا يستحق أو هو غير مؤهل حتى لا يقع في شهادة الزور التي عدها الإسلام من أحدى الكبائر قال (ص) عدلت شهادة الزور الشرك بالله ، و تلا قوله تعالى (﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) و الانتخابات أمانة قال تعالى (نَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّايَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.) و قال (ص) (مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ) .الانتخابات بيعه و البيعه لابد ان تتم برضا الأغلبية و إلا كانت باطلة ، قال أمير المؤمنين عمر من بايع أميراً من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له هو و لا الذي بايعه .

ولكي تتحقق هذه المقاصد يتطلب مسرح أي انتخابات بيئة معافاة صالحة لممارسة هذا الحق وإلا كانت بيعة من غير مشورة و ضياع الأمانة في غير موضعها و لعمري فأن بيئة السودان اليوم مأزومة و غير معافاة و ليست بصالحة لممارسة هذا الحق و تحقيق مقاصده المتمثلة في مشروعية الحكم و تحقيق الوحدة و الأمن و الأستقرار ومحاربة الفاسد والمحافظة على المال العام. فكيف نحقق هذه الانتخابات مقاصدها و هي تجري في ظل نظام حكم يتحكم في السلطة وفي كل مؤسسات الدولة وفوق ذلك السودان اليوم فيه أكثر من ثلاث جبهات قتال والملايين من سكانه إما نازحون أو لاجئون ،و الصف الوطني غير متفق علي إجرائها في هذا الوقت بل كثير من القوى الوطنية مقاطعة لها لان نتائجها معلومة لكل من كان له مثقال ذرة من عقل وهي بهذا ستكون كسابقاتها من الانتخابات التي أجريت في هذا العهد نتائجها معلومة للناس و محسومة لصالح الحزب الحاكم او المؤتمرالوطني – لذا فان أهل السودان الأولوية عندهم لجمع كلمة أهل السودان بمختلف إنتماءاتهم لوقف الحرب و لمحاربة الفساد الذي أزكم الانوف و اصلاح علاقات السودان مع المجتمع الدولي و لمحاربة الفقر، فما ينفق على هذه الانتخابات الأولى أن يوجه لإطعام الجوعى و علاج المرضى و كفالة اليتامى و رعاية الأرامل و سد حاجات المحرومين .

النظام يتحدث عن انتخابات وعن الديمقراطية وفي نفس الوقت يتضايق ولا يتحمل الرأي الأخر من الأحزاب المعارضة فما حدث بسنار و دنقلا واخيراً الأبيض من مضايقات ومنع للانشطة السلمية التي يكفلها الدستور والقانون يعد ذلك انتهاكاً صريحاً للحريات وتعدي على حرية الرأي والتعبير و مخالفة الدستور و القانون السائد اليوم ، ويؤكد أن النظام لازال بعيداً عن الديمقراطية و استحقاقاتها المتمثلة في حرية التعبير والأحتكام للدستور و القانون . لذا فان الانتخابات المزمع عقدها ستكون كسابقاتها لن تحل أزمة بل ستعقد الأمور و تزيدها تدهوراً . و المطلوب ترجيح المصلحة الوطنية التي تجعل الانتخابات تجرى في ظل أجوا و ببئة صالحة ولا يتم ذلك إلا في ظل حكومة قومية ومفوضية محايدة و وقف الحرب والاتفاق على دستور جديد.
نسأل الله أن يجنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

محمد الحوار محمد
أمين الدعوة و الأرشاد بهيئة شئون الأنصار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياشيخ محمد الحوار هيئة شئون الانصار بتاعتك دى طردت الشباب الثائر من جامع و د نوباوى وقالت ليهم الجامع محل عبادة وليس مكان سياسة على لسان عضو مجمع علماء السلطان عبد المحمود ابو وزاد امامكم الطين بلة بقوله ان حزبه ليس طرفا فى هذا الحراك ولم يتخذ قرارا مركزيا بالمشاركة فيه ومعروف ان الامام يعتاش على اتاوات الانقاذ تحت بند التعويضات – امشوا يا زبالات يوجد انصار ولا يوجد قادة انصار . انا ود انصار وكنت مخدوع عمرى كله لكن مسرحيات الابناء فى القصر والاب المخادع فى المعارضة فتحت عيونى المغمضة طظ فيكم

  2. الاخ/ كلامك جميل وممتاز ومتفقين معاهو.. ولكن الانصار فات عليكم الفوات فإنتم السبب في كل ما حصل نحن انتخبناكم وانتخبنا الصادق المهدي في انتخابات شرعية عام1986م ولكنه فرط في الحكم وانقلب هؤلاء الناس عليه واستلم الحكم منه بكل سهولة.

    ولكنه لم يفعل شئ ليرد الامانة الينا وسكت وهرب الى ارترتيا وهادن النظام وسكت على فظائعه والنظام ا شتغل فينا قرف فصل من الخدمة وتمكين وتعذيب .. والانصار اصحاب الوجعة واصحاب الحكومة المنتخبة ساكتين.

    وحتى الان نحن نعتبر الحكومة الشرعية الوحيدة هي حكومة الصادق واي حكومةجات بعدها مهما كانت هي غير شرعية حتى لو عملوا مائة انتخابات

    الشئ الذي يعمل فيهو الصادق المهدي الان المفروض يعمله قبل 25 عام وكانت معه الشرعية وهو الحكومة الشرعية.

    الاخوان المسلمين الآن واقفين للسيسي في حلقه وذهبوا الى تركياوعملوا برلمان شرعي ويقاتلون السيسي بحجة انهم شرعيين.. ولو كان الصادق عمل زيهم كدا لما حصل ما حصل ونحن قاعدين نتفرج على الكيزان وكل يوم يتمكنوا ويتحدثوا باسم السودان وحكومتهم غير شرعية.. جاء الكيزان والخلايا النائمة من كل الدول بعد نجاح الانقلاب والان لا توجد وزارة او امن او جهة سيادية الا ومسيطرين عليها الاخوان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..