همسة في أذن معالي وزير المالية: بلاش إعانة البطالة في السودان!
أسامة ضي النعيم محمد

أعادني حديث معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم البدوي إلي سبعينات القرن الماضي ونحن شلة من الرفاق نتجادل في حضن احدي الجامعات البريطانية عن مدي جدوي تطبيق إعانة البطالة التي تمنح في بريطانيا للعاطلين عن العمل ويدلي الزملاء من بلاد متعددة ذات التجربة وميل المواطن في دول العالم الثالث إلي التراخي في العمل عند وجود ما يسد ابسط الحاجات الأساسية عنده ونية معالي الوزير في حديثه الصحفي تصب في ذات الجدل .
وهمستي في أذن معالي الوزير أن يترك البحر رهوا ولا يجلب من ورائه تجارب أوربا وأمريكا في إعانة المواطن في السودان عبر منحة شهرية تكفل له أساسيات الحياة فما نحتاجه في السودان هو استنهاض الهمم بالعمل الجماعي ولدينا خميرة ذلك في تجربة التعاونيات فإحياء الجمعيات التعاونية يسهم في حشد قوة العمل الفردي وتوجيههة للبناء ويسهل علي الدولة إرشاده فنيا بتقديم ما يرفع القدرات من مهارات أو بالتمويل عبر الجمعيات التعاونية ويدخل في عداد الجمعيات تجمعات النفير التي ينظمها الأهالي في القري لزراعة أراضي بعضهم البعض وحصادها أيضا وربما أصبح للنفير ديمومة توظف في مجالات أخري ورعاية النفير تسهل عبر النظار والعمد والمشائخ وبذلك يمكن إبقاء حركة النفير في القرية أو الحي آلية عمل جماعي دائمة الحضور تدعمها الدولة عبر الإعانات بدلا من صرف تلك المنح لأشخاص ربما استمرؤوا الركون إلي تلك الإعانة وحسبوا أن البطالة وظيفة.
تمتد همستي لمعالي الوزير لتوفير أدوات الإنتاج وأهمها اليوم تواصل التيار الكهربائي بلا انقطاع وجلب تجارب دول في الاستفادة من الطاقة الشمسية ربما أسهم في رفع القدرات الإنتاجية في القرى والماء حضور دائم هو أيضا من أسس معادلة الإنتاج فسقيا بورتسودان والابيض من ماء النيل يرفع الإنتاج ويغنينا عن التفكير في منح العطالة أموالا تزيد في ضمور قدراتهم الإنتاجية وهذه – سيدي معالي الوزير—أسأل عنها خبير وأعني أي مغترب من طرف فسيحدثك عن ماله الذي أرسله لوالده لكي يشتري به قطعة أرض فإذا المال يتحول إلي زوجة أخري لوالده وذاك العم الذي سجل البيت باسمه بدلا عن المغترب ابن أخيه صاحب الدراهم الحلال وتلك تجارب أهمس بها في إذنكم ربما لم تسعفكم تجربتكم الإحاطة بها .
همسة أخري من تجارب د. محمد يونس في بنغلاديش فهو تفرد في تطبيق تجربته لأنه غزل خيوطها من شعر بنقلاديش وحركة المجتمع في سبل كسب العيش واخرج للعالم تجربة التمويل الأصغر التي حصل من خلالها د. يونس علي جائزة نوبل.
في الختام – سيدي معالي الوزير— استلهام تجربة السودان في تمويل الأفراد والمجتمعات يجب أن تأخذ تكوينات المجتمع في جمعياته التعاونية وتجمعاته في النفيروالمدارس والجامعات وروابط المهنيين والشباب وخلاوي القران المنتشرة وتجمعات المرأة ومحاولة عجم تلك الأعواد وتمويلها وتوفير أدوات الإنتاج الأساسية كالماء والكهرباء لاطلاق قاطرة الإنتاج ولكن لا أنصحكم بنقل تجارب منح العطالة أمولا نقدية فذلك زيت علي نار التبطل المتقدة عندنا أصلا !
وتقبلوا أطيب تحياتي
أسامة ضي النعيم محمد
شكرا ده الدايرنوا يرحمك الله