أخبار السياسة الدولية

تقرير أمريكي: على بايدن الاستعداد للأسوأ في إثيوبيا

أطلق الاتحاد الأفريقي محاولة أخيرة لإنهاء الحرب الأهلية في إثيوبيا، والتي يمكن وصفها بأنها الصراع الجاري الأكثر دموية في العالم, بينما يتواجد ممثلون عن الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي، المعارضة، في بريتوريا عاصمة جنوب أفريقيا لإجراء مفاوضات بوساطة ثلاثة من الشخصيات البارزة في القارة، الرئيس النيجيري السابق أولوسيجان أوباسانجو، والرئيس الكيني السابق أوهوروا كينياتا، ونائب رئيس جنوب أفريقيا السابق فومزيل ملامبو نجوكا. كما يشارك ممثلون عن الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بصفة مراقبين.

ويقول الكاتب الأمريكي بوبي جوش في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن المفاوضات قد تشكل نقطة تحول بالنسبة لإثيوبيا، ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، والتي كانت يوما ما ثاني أكبر اقتصاد واعد بالقارة.

وتتوقف نتائج المحادثات على ما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مستعدا للتخلي عما حققته قواته منذ استئناف القتال في شهر أغسطس الماضي. ويقول جوش إن على الولايات المتحدة، التي ساعدت في الوساطة للتوصل لهدنة، مواصلة الضغط على آبي أحمد ليوافق على هدنة آخرى.ويتعين عليها في الوقت نفسه الاستعداد للسيناريو الأسوأ، أي حدوث أزمة إنسانية تضاهي أسوأ الكوارث التي شهدتها أفريقيا خلال القرن الماضي.

ويرى جوش أن سجل الاتحاد الأفريقي كوسيط في هذا الصراع، الذي يحتدم بالقرب من المقر الرئيسي للاتحاد في العاصمة الإثيوبية، لا يسمح بقدر كبير من التفاؤل، فقد أظهر الاتحاد الأفريقي قدرا ضئيلا من الاعتماد على رئيس الوزراء الإثيوبي الحاصل على جائزة نوبل للسلام، بل لم يحمل مرآة ليرى فيها آبي أحمد جرائم الحرب المروعة التي يُلقى فيها بالمسؤولية على قواته.

وعلى سبيل التحسب، منحت أمريكا وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين المقيمين على أراضيها، حيث يحق لهم التقدم بطلبات للحصول على تصاريح عمل، وإرجاء الترحيل إلى خارج الولايات المتحدة. ولكن حال واصلت القوات الإثيوبية والإريترية طريقها إلى تيجراي، سوف يحاول الملايين الفرار من المنطقة، ليذهب معظمهم باتجاه السودان.

ويقول جوش إنه يتعين على واشنطن حشد الجهود الدولية لدعم السودان بالوسائل التي تمكنهم من استضافة هؤلاء مؤقتا، وتوفير الغذاء لهم. كما يجب عليها أن تضع عبء سلامتهم على الاتحاد الأفريقي، ليتحمل مسؤولية توفير الحماية لهم، إذا لم يفلح في تحقيق السلام.

كما يجب برأيه على أمريكا إخضاع القادة العسكريين الإثيوبيين والإريتريين، المسؤولين عن جرائم الحرب والانتهاكات لنفس النوع من العقوبات المفروضة على القادة والمسؤولين من روسيا وبيلاروس الذين اقترفوا جرائم مماثلة في أوكرانيا. وتم فرض عقوبات على إريتريين الخريف الماضي، ولكن إدارة بايدن لم ترغب في استهداف كبار المسؤولين الإثيوبيين، ربما أملا في أن يشجع مثل هذا التسامح آبي أحمد على السعي لإحلال السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..