أخبار السودان

شماليو الحركة..هل راحو ( شمال ) في مرقة ..؟ا

شماليو الحركة…

هل راحو ( شمال ) في مرقة ..

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

العودة الطوعية للقادة الجنوبيين الذين عادوا الي حظيرة الحركة الشعبية ابان انعقاد مؤتمر الأحزاب الأخير في جوبا .. سواء الذين ذهبوا وراء لافتات أحزابهم القائمة أصلا والتي نبتت جذورها في ارضيات مختلفة داخل البلاد وخارجها أو.. اولئك الذين انسلخوا من المؤتمر الوطني الحاكم ..ربما تشكل وضعا طبيعيا لساسيين استشعروا حساسية المرحلة بالنسبة لاقليمهم المقبل علي استحقاق يتطلب درجة عالية من الأستعداد بتضافر جهود كل مواطن جنوبي بالدرجة الأولي …هذا من المنظور العام ..وبالتالي فالأمر يشكل بالنسبة لهم من الزاوية الشخصية منعطفا يتشكل فيه مستقبل الأقليم ..ان كان سيخرج مستمرا في لحمته مع الشمال أو متخذا لنفسه دولة قائمة بذاتها يقتضي بناؤها ان يجد كل مواطن جنوبي لاسيما النخبة السياسية موطيء قدم له كحق أصيل وواجب مقدم علي أي بدائل مهما كانت درجة اغرائه أو المكاسب الذاتية التي قد يجنيها السياسي الجنوبي في الشمال..وتلك خطوة موفقة قلنا في مقال سابق انها تشكل هدفا قويا سبق به الأخوة الساسة الجنوبيون ساستنا في الشمال خلال معمعة الأستقطاب الحالية في الجنوب والشمال ..استثمرها ساسة الجنوب بينما احزابنا في شمال الوطن تراوح مكانها بالوقوف علي مدرجات التفرج علي فرفرة المذبوح التي يعانيها المؤتمر الوطني بعد أن حاصرت عنقه سكين الزمن فوجد نفسه وحيدا في قفض التاريخ متهما اقر واعترف بمسئؤليته الكاملة عن ضياع الوطن جراء الغرور الشمولي والطموح المحطم للامساك بدفة الحكم لسنوات طويلة منفردا وعبر مشاركات التشظية وشراكة كان مبتداها خبالا سياسيا قاد شريكيها الي فخ ذهبا اليه باعين اعشتها هزيمة كل منهما في حسم الحرب المتبادلة طويلا لصالحه..وخبرها بالطبع سيكون وبالا اذا ما اختار اهل الجنوب فرز العيشة بابغض الحلال…

بالطبع حينما تباينت الكيمان في مراحل سابقة من عمر مشكلة الجنوب الطويل ولكون السودان وطنا واحدا رغم تبادل مراحل الحروب في ذلك الجزء منه باختلاف قادتها في الجنوب وتنوع حكوماتها في الشمال وتباين الدوافع السياسية والعسكرية والايدلوجية في كل مرحلة ..لم تكن هناك غضاضة في ان ينضم اي مواطن الي اي فريق بغض النظر ان كان جنوبيا عمل والتحق بفريق شمالي او شمالي راى ان يناضل وفق قناعاته الوطنية مع حركة جنوبية ..لاسيما وان ملامح توجه الحركات الجنوبية المختلفة التي رفعت السلاح في وجه حكومة المركز نحو فكرة الانفصال او حتي المطالبة بحق تقرير المصير لم تكن واضحة..مما يوجد الدافع القوي والوطني أمام اي شمالي للالتحاق بالحركات الجنوبية املا في المزيد من الدفع في عجلة تحركها نحو سودان موحد وفق رؤي جديدة.تبعا لما جاء في منفستو الحركة الشعبية منذ انطلاقها بقيادة الراحل جون قرنق والي مرحلة ماقبل توقيع اتفاقية نيفاشا.. علي سبيل المثال..كل ذلك يبدو جميلا ونحن نأخذ الامور بحسن النية في ظواهرها من منطلق ( عين الرضا عن كل عيب كليلة ) ولكن الان وقد بدأت الخطوط تتباين واتضحت رغبة الحركة الجلية نحو الانفصال وان ذلك سيحدث ويعلق علي شماعة ارادة المواطن الجنوبي الذي ننتظر من ارداة المولي عز وجل ان تتاح له الفرصة كاملة ليمارس حقه بشفافية ودون عصي توجه الي رأسه وهو مقبل علي صندوق الاستحقاق المفصلي والتاريخي الحاسم..فقد حسم عدد كبير من القادة الجنوبيين امرهم وحزموا حقائبهم وعزماتهم جنوبا ولعل البقية ستحذو حذوهم حتي اولئك الذين يشكلون ارقاما مهمة في الحكومة المركزية اوالحكومات الولائية او حتي القادة المنضويين تحت لواء المؤتمر الوطني نفسه..من منطق ان العرجاء لن تتدرج محمية الا وسط المراح الذي يشبهها..علي احسن تقدير.. أو بالارتكان الي الشطط في التعبير قد نقول لايأكل الذئب الا القاصية من الغنم.. حيال كل ذلك والسؤال موجه الي القادة من شماليي الحركة الشعبية ماذا هم فاعلون ..هل سيبقون اممين في الجارة الشقيقة مثلما شارك شى جيفارا في حكم كوبا بعد انتصار ثورة كاسترو علي الدكتاتور باتيستا.. قبل ان ينطلق الثائر الأرجنتيني حالما باندياح ثورته الي أجزاء اخري بدءا من بوليفيا التي لقي مصرعه فيها ليموت معه ذلك الحلم..أم ان اولئك الساسة الشماليون سيعودون الي حضن الوطن الام ليشكلوا كيانا يسعي لاعادة لحمة الوطن كما يفعل ( صباع أمير ) في الصحن المكسور وان طال المسير وشقت المهمة..وقد تكون مستحيلة بالطبع مع تكالب الطامعين في الاستفراد بالجنوب مستقلا عن الشمال ..وفي خضم عدم تماسك القوي الشمالية المتنافرة الرؤي اصلا والتي قد تنشغل كثيرا باشتعال جراحات اخري في جسد الوطن النازفة منها والتي قد تستجد لا قدر الله ..لاسيما اذا تشبث المؤتمر الوطني بتلابيب السلطة متمسكا بمشروعاته التي نعاها الزمن..فيكون نصيب اخوتنا شماليي الحركة كغيرهم… انهم راحو ( شمال ) في مرقة الغد التي قد تتوه فيها صنارات كثيرة وان كانت خيوطها طويلة التيلة ….والله من وراء القصد..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..