الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله
تعتبر القهوة أو الشاي من أنواع (المكيفات) التي لها نكهة وطعم خاص لدي عدد كبير من السودانيين الذي يحرصون علي تناولها في اوقات معينة خلال اليوم ويطلق عليهم (الكيفيين) حيث لا يعتدل المزاج لديهم إلا بتناول ذلك (الكيف) الخاص بهم سواء كان قهوة أو شاي ويرون أنه يعمل علي ظبط مزاجهم شعورهم بالإرتياح وإزالة الصداع لدي بعضهم،فيما يتناوله البعض دون مزاج وآخرون لايتناوله أبدا.
أسعار مرتفعة
أغلب الذين يتناولون تلك المكيفات هم أصحاب مزاج مختلف يلجأون إلي بائعات (القهوة و الشاي) في الشارع العام أو (الجمبات) في الاحياء لإحتسائها برفقة آخرين أو دونهم للمزيد من ضبط المزاج وخلق مساحة من الهدوء بعيد الضوضاء عكس آخرين لايتذوقون لها طعما الا برفقة الاصدقاء ، لكن علي ما يبدو أتت رياح الغلاء بما لاتشتهي سفينتهم وتسببت في فض سامر (الكيف) الذي كان يسندهم بإعتدال المزاج وتخفيف ضغوطات الحياة ليصبح بعيد المنال لعدم إمتلاك الكثيرين للمبلغ.
تراجع وتنازل
حيث قفز سعر كوب القهوة قفزت سريعة من خمسون إلي مائة وخمسون جنيها فيما بلغ سعر كوب الشاي (السادة) مائة جنيه بعد ان كان سعره خمسون جنيه. كانت الاسعار حتي وقت قريب متاحة للجميع إلا أن الزيادة السريعة والكبيرة جعلت كثير من الزبائن ينسحبون بسبب الغلاء وهو ما أكده كثير من الموظفون وعمال اليوميات الذين يتناولون القهوة والشاي في الشارع العام أو بالقرب من أماكن عملهم ،مؤكدين بأن السعر أصبح غير مناسب معهم وأن الزيادة كبيرة خاصة أن أغلبهم يتناول خلال اليوم كوبين وتزداد الطلبات في حالة وجود زائر ،مشيرين إلي صومهم عن(الكيف) نهائيا أو التقليل منه أو الالتزام بتناوله بعد العودة إلي المنزل.
صوم وضجر
فيما أوضح عدد من المواطنين ل(الراكوبة) بأنهم سيصومون عن الكيف حتي تنفرج الأزمة وتعود الامور لنصابها الطبيعي،فيما أبدي بعضهم تضجره قائلا:( معقولة البيحصل ده..دي الحاجة الوحيدة البتطلعنا من الزهج والقرف الحاصل ، مافي حل غير تصبر علي وجعنا وهمنا ونترك كيفنا)
إضطرار ومناشدة
من جانبهن أكدن عدد من العاملات في مجال بيع القهوة والشاي أنهن أضطررن لتلك الزيادة وأن الأمر ليس بأبيديهن ،مشيرات إلي إرتفاع أسعار السكر والشاي والبن مع إرتفاع أسعار الفحم بعد إنعدام الغاز -حسب قولهن-
فيما أكدن أنهن لايتشددن في البيع بذات السعر خاصة مع زبائنهن حتي لايفقدوهم ولا يحرجن أحد إذا كان لايملك المبلغ كاملا ،مركدات تساهلن معه بإعتبار ان الامر مرتبط ب(الكيف) ، فيما ناشدن الحكومة بضبط السوق والأسعار حتي لايؤثر ذلك علي مهنتهن بفقدان زبائنهن.
