مقالات سياسية

في الذكري 38 لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه

إسماعيل أحمد محمد(فركش)

 

قبل ثلاثة ايام كانت الذكرى 38 لاستشهاد الاستاذ محمود محمد طه شهيد الفكر الحر الاول في السودان والبلاد تمر بمنعطف تاريخي صعب في ظل الوضع المتازم الذي تعاني منه الدولة السودانية..
الوضع الآن أصبح لا يحتمل في ظل الضائقه المعيشية التي يعاني منها المواطن السوداني بسبب الازمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد والتي انعكست علي حياة المواطن السوداني واثرت بشكل مباشر في معاشه..
الشارع السوداني الان يعيش حالة من الغليان بسبب رفضه لسياسات الحكومة الحالية التي تعمل علي اذلال هذا الشعب العظيم الذي أسقط اعتي الانظمة الشمولية التي حكمته سابقا ويستطيع أن يسقط كل من يقف ضد ارادته..
عندما انطلقت ثورة ديسمبر 2018م المجيدة كانت تنادي بالدولة المدنية التي تسع الجميع دولة تسود فيها روح القانون والديمقراطية لان ثورة ديسمبر هي ثورة وعي خاطبت العقل الجمعي لهذا الشعب لذا خرجت فيها جماهير الشعب ضد نظام الاستبداد والفساد هذه الثورة التي قدم فيها الشهداء دمائهم الطاهرة مهرا لتحقيق الدولة المدنية في رأي  هذا الشعب أصبح واعي اكثر من اي وقت مضي والدليل علي ذلك خروجه في مواكب الحرية والكرامة من أجل اسقاط الانقلابين وبناء دولة حديثة باطر وأسس جديدة تستوعب طموحات وتطلعات هذا الشعب العظيم..
في يوم 5 ديسمبر 2022م تم التوقيع علي الاتفاق الاطارئ بين المجلس المركزي لقوي الحرية والتغير وبعض القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكون العسكري ممثل في القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في ظل تباين وسط جماهير الشعب السودانى ما بين مؤيد ورافض لهذا الاتفاق وايضا هناك قوي سياسة وبعض الحركات المسلحة ولجان المقاومة لم توقع علي هذا الاتفاق…
صعد الاستاذ محمود محمد طه الي منشنقة الإعدام وهو راضي عن ما الفه من فكر لامس الحقيقة لانه فكر اتي  لتصحيح المفهوم الصحيح للاسلام … وعندما كشف الغطاء عن وجه الطاهر كان مبتسم  وواقف وقفة الحر الذي لا يهاب الموت في سبيل فكره الحر وعندما سمع الاستاذ أصوات المعتقلين في سجن كوبر وهم يهتفون له إبتسم ابتسامة الرضاء الشئ الذي ادخل الذعر في قلوب جلاديه أعدم الأستاذ وهو في كامل عطائه..
اعدموه وهم يعلمون انه اقوي منهم ولقد هزمهم بالفكر والنقاش في ما يتعلق بمسالة الدين والسياسة وغيرها  الاستاذ كان يعلم مكر وخبث جماعات الهوس الديني لذا كان دائما ينصح تلاميذه بمكر هذه الجماعات وقال الاستاذ كلمته عن جماعة الهوس الديني (انهم يفقون سوء الظن).
الاستاذ محمود محمد طه فدي الجمهوريين بروحه وتحمل المسؤولية بكل ثبات وشجاعة ولقد كان يوم إعدام الأستاذ حدث عالمي تناولته القنوات العالمية والعربية وغيرها وتناولت في خبرها (إعدام المفكر السوداني محمود محمد طه) في رأي دي أكبر جريمة ارتكبها نظام مايو  باعدامه للمفكر الاستاذ محمود محمد طه ظنا منهم بانهم باعدام الاستاذ سوف تنتهي الفكرة الجمهورية وهم لا يعلمون ان الاستاذ يعمل ليل ونهار من أجل نشر الفكرة الجمهورية وسط تلاميذه ووسط أفراد المجتمع السوداني..
عندما تم تعيين الدكتور عمر القراي مديرا لإدارة المناهج والبحث التربوي ظن الاسلاميين بأن الفكر الجمهوري اتي بشكل شرعي ورسمي عبر مدير المناهج وسوف يغيير المناهج وسوف يتم إدخال تعاليم الاستاذ ضمن المنهج وبداوا بتهديد دكتور القراي مع العلم ان دكتور القراي احد تلاميذ الأستاذ لكنه اتي لهذا المنصب بكفاءته ومؤهلاته العلمية ولن يأتي كجمهوري وهو خبير تربوي حاصل علي اعلي الشهادات العلمية .. عندما بداء دكتور القراي في تغيير المناهج مع لجنة فنية متخصصة من وزارة التربية والتعليم ومعه في هذا الأمر وزير التربية والتعليم بروفيسر محمد التوم .. عندما تم طباعة كتاب التاريخ في مرحلة الابتدائي للفصل الرابع بنسخته الجديدة بعد التعديل الذي تم عليه بواسطة اللجنة الفنية حيث كانت هناك لوحة لفنان إيطالي كانت علي غلاف الكتاب شنت جماعات الهوس الديني هجوما عنيفا علي دكتور القراي بوصفه مدير المناهج وقالت هذه الجماعات ان هذه اللوحة مقصود بها الذات الإلهية وحدثت بلبلة كبيرة وتعرض دكتور القراي لمحاولة قتل وحتي أسرته لم تسلم من ذلك حيث أصبحت تعيش جو من التهديد بالقتل وعندها خرج دكتور القراي في مؤتمر صحفي وشرح معني صورة الغلاف وهي بعيده كل البعد عن الذات الإلهية وبعدها استدعي رئيس مجلس الوزراء السيد مدير المناهج والبحث التربوي الي مكتبه وعرض عليه ما جاءت به بعد الجماعات الاسلاميه وبعض قوي اليمين عن رفضهم لهذا الأمر وانه سوف يخلق  تشويه لعقول الطلاب الشي الذي جعل دكتور القراي يقدم استقالته التي كانت بمثابة درس قوي لرئيس الوزراء ولجماعة الهوس الديني..
في رأي ان الفكرة الجمهورية بدات تنتشر بشكل كبير وسط أفراد الشعب السوداني من خلال الندوات الفكرية التي يقيمها مركز الاستاذ محمود محمد طه في مدينة المهدية الثورة الحارة الاولي وايضا من خلال المحاضرات التي يشارك فبها دكتور عبدالله الفكي في بعض الجامعات العربية دكتور عبدالله الفكي له مؤلفات وكتب عن الفكرة الجمهورية وعن المشروع الفكري للأستاذ محمود محمد طه .. الجديد بالزكر هناك طالبة ماجستير في احدي الدول العربية قدمت بحثها عن المفكر السوداني  محمود محمد طه .. الفكرة الجمهورية أنتشرت بشكل واسع داخل وخارج السودان وهذا ما قاله الاستاذ محمود محمد طه حيث قال سوف يأتي يوم والشعب سوف يعرف قيمة الفكرة الجمهورية..
الفكرة الجمهورية تدعو الي طريق محمد صلي الله عليه وسلم وتقليده وايضا تدعو الي حرية الفكر لذا دائما نجد الجمهورين صادقين في طرحهم الفكري والديني وايضا  أتت لتصحيح مفاهيم مغلوطه عن الدين وتنادي بالتجديد وفق التطور المنهجي للفكرة الجمهورية..
الاستاذ محمود محمد طه كان دايما يدعو تلاميذه الي عمل الخير ونشر المحبة والسلام بين افراد المجتمع وتقديم الفكرة بشكل مبسط يسهل للمتلقي فهما عبر كتب الاستاذ ومحاضراته..
في رأي الآن نحن محتاجين للتجديد في الدين وفي الحياة وده ما تحدث عنه الأستاذ في مقالاته ورسائله للبشرية جمعاء في تقديري الاستاذ محمود محمد طه تحدث عن كل شي فيما يخص البشرية والعالم اجمع…
(ضرورة حكومة عالمية توحد الإنسانية) .
العالم في حيرة مطبقة ، لا يخرجه منها إلا مدنية جديدة تنتج من لقاح المادة بالروح عند لقاء المدنية الغربية المادية بالمدنية الشرقية الروحية .. وليس لهذه الأخيرة وجود إلا في المصحف .. وهذه المدنية الجديدة ، بما تمجد من القيم ، ستجعل الإنسان سيدا للآلة التي إخترعها لا خادما لها – سيدا يستخدم الآلة في نفع نفسه ، ونفع الإنسانية ، لا خادما تجره الآلة مسلوب الإرادة ، وتجر الإنسانية معه ، إلى موارد الحتوف .. هذه المدنية الجديدة هي التي ستبطل الحكومات الوطنية العنصرية الحاضرة التي هي السبب المباشر للحروب والشرور ، وتنشئ مكانها حكومة عالمية ، توحد الإنسانية ، وتفيض عليها السلام ، والحرية ، والعدل ، على هدي القانون الأزلي الذي سارت على هداه الحياة من ظلمات العدم السحيق إلى إشراقات الوجود الزاخر بالشعور..

جريدة ((الرأي العام))

‫6 تعليقات

  1. عمر القراي لم يأتي لهذا المنصب عبر القنوات الرسمية ولكن تعيين سياسي فوقي من الوزير الشيوعي محمد الامين التوم بتمكين جديد وكأنما ثرنا ضد التمكين الكيزاني لنأتي بالتمكين اليساري
    القراي كان علي درجة عالية من الوقاحة والاستفزاز وعقلية اركان النقاش والمهاترة في منصب يتطلب الحكمة والوقار مما اجبر حمدوك علي رفته وطرده من المنصب
    القراي حاول تمرير اجندة حزبية خبيثة من خلال المنصب

    1. وتنت مين حتى تحكم على القراي، اهو نحن مشكلتنا النوع دا، بيعطي نفسه حق انتقاد قامات سامقة وهو قزم.

  2. سلام فركش.
    اصدر د. سامي الزيب كتاباً عن الفكرة الجمهورية.
    رسالة دكتوراة عن الفكرة الجمهورية، طالبة اردنية، الاردن.

  3. تحية وسلام عاطر لك استاذ اسماعيل:
    الاستاذ الشهيد محمود تنبأ قبل حوالي نصف قرن بما سيفعله الكيزان بالسودان وشعبه في نبوؤته المشهورة. وانت تعلم غيري ان الكيزان يكرهون الجمهوريين والاستاذ محمود تحديدا لانه عراهم ولذلك تثور ثائرتهم بمجرد ذكر الاستاذ محمود او ذكر اى جمهوري. والان بعض الكيزان يحالون التذاكي. فيكتب من تثور ثارئته ضد الجمهوريين وفي نفس الوقت يضع قليل من “شمار النقد” على الكيزان حتى لا يوحي للناس بأنه كوز. هنالك شىء لا يعرفه هؤلاء الناس وهو ان نسبة مقدرة من الشعب السوداني تكره الكيزان كراهية بالغة بما فعلوه بالسودان. ولو قامت جهة محايدة ومشهود لها بالنزاهة بعمل استبيان وسط السودانيين حول الجمهوريين لاختلف الناس في رأيهم لكني على يقين من ان الغالبية لن يتحدثوا عن الجمهوريين بشىء من الكراهية لانهم لم يروا منهم شىء. الكتابة مسئولية وسوف نسأل يوم القيامة عما نقول وعما نكتب. واقسم بالله لو اني كنت كوز – والعياذ بالله – لانزويت في ركن قصي في السودان وامضيت باقي عمري في الصلاة والصيام والاستغفار عسى الله ان يغفر لي. من اصبح جمهوري اصبح جمهوري بقناعته. لم يوجه احد بندقية لرأس شخص ما ليصبح جمهوري وان تخلى عن الفكرة الجمهورية تخلى عنها بقناعته. الاسلام باق الى ان يرث الله الدنيا وما فيها ومن اجتهد او حال تجديد الفكر الاسلامي فسوف يحاسبه الله لانه وحده يعلم ما تخفي النفوس. استغرب جدا ممن يصبهم الهياج بمجرد ذكر الاستاذ محمود ولا يتحركون مطلقا عندما يتعلق الامر بالترابي!! ثانيا لم ار في حياتي اى شخص يكره ويرفض الجمهوريين غير الكيزان. لذلك اعيد واكرر ان الفكرة الجمهورية ستظل باقية مهما اختلف الناس حولها اما دولة المشروع الحضاري الزائفة فقد انتهت الى مزبلة التاريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..