شما تة الموت ..وتسميد الفتن بالتهكم ..!

من أسوأ سيئات الإنقاذ التي دفنتها في تربة هذا الوطن وهي أشواك مسمومة كثيرة ..هو ذلك الخطاب المشحون بلهيب البغضاء والكراهية و يتجاوز لغة الخلاف الذي هوملح الحياة وتوابلها التي تجعل منها مختلفة المذاقات دون أن ينكر أي طرف على ألاخر حقه في خاصية ذوقه !
لم يعرف تاريخ السودان الحديث أسلوب الإقصاء والعزل الديني ..كما تنامى في هذا العهد الذي أشعل شرارة الفتنة في هشيم الحياة و قد سعى لتجفيف تسامح أهلها وأجداب خصوبة أرحام التلاقح التي عاشت فيها دون أن يطرد الآخر تؤامه المكمل له في الدعوة الى سبيل الحق كلٌ بطريقته التي لا يخرج بها عن خط الثوابت على المحجة البيضاء التي تركنا عليها نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام لنتدرج في فهم ونطبيق مبادي ومثاليات ديننا الحنيف من الكتاب والسنة والإجتهاد وحتى إختلاف الأئمة والعلماء ليكون فيه رحمة طالما أنهم لم يحيدوا في فقههم تفسيرا يتفاوت بين الإعتدال والتسهيل او حتى التشدد عن تلك الأصول والثوابت .
بالأمس رحل المادح صاحب الصوت الندي الشيخ الجيلي الصافي رحمه الله والذي قضى في حادث مروري مؤسف ومشئؤم .. وقدنعاه وبكاه عشاق مدحه الشجي محبة لرسول الله الذي اصطفاه هاديا للبشرية ..بينما شذ الذين يرون في المديح بدعة تستوجب لعنة من يقترب من حلقاته وشماتةً في موت شاب غض الإهاب كالجيلي الصافي ووصفه بالهالك العاطل.. عوضا عن الترحم عليه وطلب المغفرة له إن كان من يقول فيه ذلك القول المنافي لآخلاق الإسلام مسلما يعرف حقوق المسلم تجاه أخيه المسلم طلبا للهداية له في حياته إن كان يرى فيه إعوجاجا والترحم عليه بعد مماته بما هوجائز بغض النظر عن مساحة الخلاف بينهما في طريقة التعبد والتقرب الى الله و التذكير بمناقب و مكارم أخلاق النبي الماحية للضلال !

وبالمقابل حتى لا نتحامل على طرف على حساب الآخر فقد اشتط البعض من قبل في وصف الراحل الشيخ محمد سيد حاج الذي لقى ربه في حادث مماثل منذ عدة سنوات ..بأن نعتوه بالهالك الجاهل ..وهو امر لا يقبله منطق الإنسان السوداني الذي يتناسى خلافاته بكل اشكالها في مثل هذه المواقف العاطفية والإنسانية فتجده يداً واحدة تدفع من ظلمة الحزن عن بعضها وتأخذ باسباب التكافل والتأزر في السراء أيضاً .
نرفض بشدة تسميد هذه الفتن التي نثرها الخطاب السياسي و الديني لهذا النظام وهو يتغذي ويحيا على طحالب المياه العكرة .. ليسود في انشغال الناس بالفرعيات والقشور وتباعد الجهات عن أضلع صدرها و ايقاد حرائق القبلية التي كاد الوعي الجمعي لهذا الإنسان أن يتجاوزها عبورا بأشرعة الديمقراطية التي مزقتها سكاكين الإحن الإنقاذية الساطية كما فتت وحدته التي كانت قابلة للمزيد من التلاحم .
الرحمة لكل الذين لقوا وجه ربهم من كلا الجانبين دون شماتة أو لغة التهكم التي ستصبح زيتاً يزيدمن تلك الحرائق وقد باتت تتوسد دروب الخلافات شاقة طريقها لتتسع في ظل رعاية هذا النظام البغيض مالم ينتبه عقلاء الصوفية ومعتدلو النهج السلفي الى تدارك الأمر درءا لخطورته التي يعمد أهل هذا النظام الى تسميدبذرتها في تربة سلمنا الإجتماعي الآزلي لتنمو حشائشاً تختبي تحتها كل صنوف أفاعي الفتن .. قاتلها الله .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الذين يشمتون في الموت فإنه ملاقيهم لا محالة الجيلي الصافي عليه رحمة الله شيخنا الجليل محمد سيد حاج جعل الله مثواه الجنة فقد ماتوا شهداء وملايين الشعب السوداني ترحم عليهم.

  2. الذين يشمتون في الموت فإنه ملاقيهم لا محالة الجيلي الصافي عليه رحمة الله شيخنا الجليل محمد سيد حاج جعل الله مثواه الجنة فقد ماتوا شهداء وملايين الشعب السوداني ترحم عليهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..