أخبار السودان

الموسم الزراعي.. لا يزال الخطر ماثلاً..!

شهدتْ ندوة (تحديات الموسم الزراعي) ضمن فعاليات المنبر الدوري، المركز القومي للإنتاج الإعلامي، نقاشاً مستفيضاً، وشفافاً، حول قضية الساعة، حيث أجمع المتحدثون على أن مشكلة الجازولين، تعد من أكبر التحديات التي واجهت الموسم الزراعي. وقال وزير الدولة بوزارة النفط مهندس سعد الدين البشرى، خلال حديثه بالندوة: “في ظل الأزمة الحالية كان يفترض أن يفشل الموسم الزراعي تماماً”، وأضاف: “لكن معجزة أدت لإفلاته من الفشل”، وعزا البشرى الأزمة، لتوقف مصفاة الجيلي، وعدم وجود مواعين تخزينية كافية، وعجز بنك السودان المركزي لتوفير المبالغ المطلوبة للبترول، بيد أنه عاد وقال: “إن الدولة تجاوزت الأزمة الآن بطريقة مناسبة”، وأقر بوجود فجوات ببعض الولايات بالقطاع المطري، منوهاً إلى وجود أعمال جارية لاسعافها. من جانبه أشار وزير الدولة بالزراعة الصادق فضل الله، لوجود تحديات تحديات تواجه الموسم تتمثل في التمويل، خاصة لصغار المزارعين بجانب التسويق والتخزين، لكنه نوه لزيادة الإنتاج والإنتاجية، خاصة للمحاصيل النقدية ذات العائد الكبير، مثل القطن والسمسم.
تقرير: محمد سلمان
أزمة وفجوات
أقرَّ وزير الدولة بوزارة النفط والغاز، مهندس سعد الدين البشرى، بمخاطر عصيبة، تواجه الموسم الزراعي الحالي (2018 – 2019)، وأشار إلى أن الموسم قد بدأ في ظل أزمة خانقة في الوقود، وأفاد بأن مشاكل الموارد المالية، والنقل، وعدم التنسيق (بين الولايات الأجهزة ذات الصلة الاتحادية)، مثلت تحديات كبرى، واعترف بوجود مشكلة حقيقية في الإحصائيات، قائلاً: (وزارة الزراعة، والنفط، والبنك الزراعي، والمزارعين، وغيرهم، كل منهم لديه إحصائية مختلفة وخاصة به)، معتبراً ذلك خللا كبيراً من الحكومة، وذكر أن التخزين من أكبر التحديات، مقراً بأن مسؤوليته تقع على الحكومة، وعزا البشرى تجدد الأزمة في جازولين الزراعة إلى قرار بإيقاف تدفق وقود الزراعة، لبعض أعمال المراجعة، لكنه عاد ونبه لقرار صدر باستئناف تدفقات البترول، بعد شكاوى المزارعين. وأوضح أن تقديراتهم للاحتياجات للموسم الزراعي، كانت بنحو (122) ألف متر مكعب من الجزولين، أي نحو (610) آلاف برميل، لمراحل التحضير والكديب والحصاد للقطاع المطري، وقد بدأت ضخ (63) ألف متر مكعب منها، ووصلت لـ(106) آلاف متر مكعب حتى الآن، أي نحو 530 ألف برميل، لافتاً إلى أنه تم استئناف العمل بضخ (17) ألف متر مكعب، لمناطق الفجوات، بعد ورود شكاوى، واستدرك: “بعد التدفق اتضح أن الاحتياج أكبر من ذلك، واستجبنا للاحتياجات”، وتابع الوزير: “توقف مصفاة الجيلي خلق لنا مشكلة كبيرة في توفير الوقود، وكلفنا كثيراً”، وأردف: “بنك السودان ما قادر يوفر المكونات المطلوبة للبترول”، وأشار إلى أن وزارته أولت اهتماماً خاصاً بوقود الموسم الزراعي، ووضعت جازولين الزراعة (خط أحمر)، مؤكداً بأن الدولة تجاوزت الآن الأزمة بنسبة معقولة، مقراً بوجود بعض الفجوات بالولأيات، جاري عمليات معالجتها. وثمن وزير الدولة بوزارة النفط دور جهاز الأمن والمخابرات الوطني في التصدي لأزمة الوقود، والمساهمة في حلها، منوهاً إلى أن جازولين الزراعة يمثل (7%) من الاحتياج الكلي للجازولين، بينما تستهلك الخدمات (57%) من الجازولين، ويذهب (15%) من استهلاك الجازولين للكهرباء، وقال: “الكهرباء تستهلك (1200) طن جازولين يومياً”، أي نحو (72000) برميل جازولين، ونوه إلى أهمية أن تتجه وزارة الكهرباء للطاقات البديلة، بتحويل معداتهم من الجازولين إلى الغاز، وإدخال مصادر الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وغيرها، وفقاً لما تطرحه في برامجها، وذكر أنه رغم الأزمة الاقتصادية إلى أن بلاده تمد إثيوبيا بالبنزين!.
شح الموارد
اعترف وزير الدولة بوزارة الزراعة، مهندس الصادق فضل الله، بشح الموارد المخصصة لولايته، وقال، إن الوزارة لا تجد المال الكافي من التسيير الذي يمكنها حتى من متابعة التقاوي التي تقوم بتوزيعها، وأشار لمساعٍ جارية لتحسين أوضاع العاملين بالزراعة، وأقر بوجود مشاكل في التمويل تواجه صغار المزارعين، بجانب إشكاليات التخزين والتسويق. وأوضح فضل الله، خلال حديثه في ندوة المركز القومي للإنتاج الإعلامي، بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات، أمس، الإثنين، أن وزارته تستهدف الموسم الحالي زراعة (45) مليون فدان، منها (42) مليون فدان بالقطاع المطري، و(ثلاثة) ملايين فدان بالقطاع المروي، لافتاً إلى أن إنتاج الحبوب (ذرة، دخن، قمح) العام الماضي بلغ (5,2) ملايين طن بزيادة (20%) عن الأعوام من (2008 – 2013)، وأن إنتاج القطن ارتفع من (72) ألف طن لـ(144) ألف طن، والسمسم من (521 إلى 861) ألف طن، وأشار إلى وجود لجنة عليا للموسم الزراعي الحالي برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء، ولجنة تنفيذية برئاسة رئيس القطاع الاقتصادي بمجلس الوزراء، وزير الاستثمار، مبارك الفاضل المهدي.
تشوهات وإهمال
أشار مدير المركز القومي للإنتاج الإعلامي، النيل الفاضل، إلى تشوهات أصابت منظومة الإنتاج بالبلاد، وعد أن أزمة الوقود وتوفير المدخلات والآليات والتمويل، تعد تحديات حقيقية تواجه الموسم الزراعي، وتساءل النيل: هل عجزت الدولة عن حماية المنتج ودعمه، وشدد على ضرورة أن تحمي الدولة صغار المزارعين، وتوفر الدعم والمساندة لهم، وأوضح النيل خلال مداخلته في الندوة، أن منبر المركز القومي للإنتاج الإعلامي الدوري، متاح لعكس الحقيقة، لكافة الجهات. من جهته قال رئيس النقابة العامة لعمال الزراعة والثروة الحيوانية، إبراهيم الشاهر محمد: “العمال الزراعيين الآن يواجهون خطراً عظيماً”، ونبه إلى أن عمال الزراعة بالقطاع الحكومي، يتذيلون قائمة العاملين بالدولة في القطاع الاقتصادي، من حيث المخصصات والميزات، وشدد على ضرورة تحسين أوضاع العاملين بالزراعة، نظراً لأهمية القطاع، وما يقومون به من عمل، وذكر أن القطاع المروي يجد اهتماماً من الدولة، أكثر من القطاع المطري. ودعا لضرورة الاهتمام بالأخير، لكونه ينتج محاصيل نقدية ذات عائد عالٍ كـ(القطن، السمسم، حب البطيخ، ..الخ)، فضلاً عن أنه يعد الحاضن الأكبر للثروة الحيوانية بالبلاد.
انفراج ولكن
بعد قرار الدولة باستئناف تدفق وقود الزراعة، يلاحظ انخفاض أصوات المزارعين، وأن استقراراً تدريجياً قد بدأ يعود للموسم الصيفي، لكن يبقى السؤال هل سيستمر التدفق، بالكميات المطلوبة، وبأعجل مما تيسر؟ أم أن تعثرات ومطبات أخرى ستواجه انسياب جازولين الزراعة؟.
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..