مقالات وآراء سياسية

كل شيء وارد مع الاسلام السياسي

عثمان بابكر محجوب

(قالت مصادر لـ “الشرق”  إن  رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك أجرى اتصالاً هاتفياً بالبرهان وحميدتي طالبهما فيه بتجاوز الخلافات ومراعاة مصلحة البلاد) . واتصل ايضا برؤساء الدول المجاورة .
من مهازل القدر هذا الظهور المفاجئ للكيك “الرجل الفارس الفحل” مخاطبا ديوك الحلبة ورؤساء الدول المجاورة ، كأنه  القديس المنقذ وهذا يؤشر الى رغبته في العودة الى الحكم  على حصان الاتفاق الاطاري وكأن تجربته في الحكم خلال  تنفيذ الوثيقة الدستورية كانت ناجحة حيث نسي انه دومس (نام) خلالها وبرهن انه مجرد “افريقي ابيض” . والافريقي الابيض هو اي افريقي سواءا كان زنجيا او مجعد الشعر بعد دراسته في الغرب يندمج في الجزء العنصري من ثقافة الغرب وعند ظهوره في وطنه يرمق اهله بنظرة ملؤها التعالي يخجل العنصري الغربي ان يقلده فيها حتى ان البعض منهم يؤيدون من يخالف اية “ليس كمثله شيء” وتنفرج اساريرهم  عند قراءتهم  بعض الأحاديث التي وصفت الله بأنه على صورة شاب أمرد جعد فيظنون انهم على صورة الخالق ورب السودان حمدوك ليس بغريب عنهم  لكن السودان الجديد لن يولد بالتأكيد على ايدي امثال هؤلاء.
وحول الاحداث الراهنة هناك من يبشرنا بان الاحداث تتجه  نحو  حرب اهلية نقول لهؤلاء :
اقرأ الْتَّارِيْخ إذ فيه العبر ********ضاع قوم ليس يدرون الخبر.
ان للحرب الاهلية شروطا كثيرة منها: من سيمولها ؟ ومن سيتكفل بتمويل اعادة الاعمار بعد انتهائها ؟ ولا يكفي ان تتوفر الظروف الداخلية حتى تشتعل بل يجب ان تتوفر لها شروط اقليمية ودولية . فاذا اخذنا الوضع الدولي نلاحظ ان الاستراتيجية الاميركية المعلنة تهدف الى طرد الروس من افريقيا ويستخدمون وجود  منظمة فاغنر الروسية في عدة دول افريقية كذريعة مباشرة ولا يخفى على أحد العلاقة الوطيدة التي تربط حميدتي بمنظمة فاغنر وبالمقابل فان أمريكا ترضى بالدور التخريبي للاسلام السياسي في نشر الفوضى في بلدان تواجده لكن لم يعد في أجندتها ان يحكم الاسلام السياسي في بلدان تواجده لان تجاربه في الحكم كانت فاشلة ولم تضمن المصالح الاميركية لذلك نجد ان البرهان يميل اكثر للعلاقة مع روسيا وحكاية القاعدة العسكرية الروسية دليل على ذلك رغم ما يعترضها من صعوبات من هنا يبدو ان هناك تماهي ما بين البرهان وحمدتي رغم اختلاف المنطلقات والاهم من كل ذلك لا تعتبر اميركا الساحة السودانية حاليا ذات تأثير حاسم على ميزان القوى في الصراع الدولي المستعر  لدلك لا مصلحة لها في تنشيطها كذلك الامر بالنسبة للروس الذين ليس بمقدورهم حاليا توسيع جبهة الصراع مع الغرب الى ساحات ابعد من اوكرانيا واوروبا الشرقية كحد افصى . اما حول الموقف الاقليمي فابو ظبي التي تعيش فوبيا الاسلام السياسي لم يعد السودان يشكل بؤرة اهتمام اساسية خصوصا بعد سقوط حكم البشير وانسحابها من اليمن لذلك ليس لها أجندة خاصة في السودان حتى تنحاز لاي طرف بشكل حاسم فتمول حربه وما ينطبق على ابوظبي ينطبق على الرياض بفارق بسيط هو الهاجس السعودي من القاعدة البحرية الروسية على البحر الاحمر وحاجة المملكة للجيش السوداني في حرب اليمن واي انفراج في حرب اليمن سينعكس على الموقف السعودي من السودان وباختصار شديد هناك تفويض سعودي اماراتي لمصر في ملف السودان رغم ما يبدو للبعض بان هناك تباينات في المواقف وما يخص الموقف المصري يبدو ان مصر تريد اصابة هدفين بحجر واخد الهدف الاول هو تثبيت نظام سياسي في السودان يلبي مصالح مصر يتشكل من الاحزاب السودانية والحركات المسلحة التي استضافتها مؤخرا قي القاهرة واللجنة الامنية الحاكمة لانها تعتبر التحول الديمقراطي في السودان سيشكل في المستقبل مصدر ازعاج للنظام المصري الحالي والهدف الثاني هو استخدام الاراضي السودانية كعمق استراتيجي في ازمتها مع اثيوبيا الناتجة عن سد النهضة اي ان مصر تريد من الحكم السوداني تامين مصالح مصر باعتبار السودان حديقتها الخلفية وبمعنى اوضح على الحكم في السودان ان يعطي الاولوية للقرابة مع مصر بدل اعطاء الاولوية لمصالحه . مما تقدم يبدو ان الوضع الدولي والاقليمي الحالي لا يؤشر الى رغبة الاطراف الخارجية الفاعلة في اشعال حرب اهلية في السودان وبالتالي لم يظهر على الشاشة ممول للحرب ولا ممول لاعادة الاعمار يبقى العامل الداخلي اي ان يستطبع البرهان ضم الجيش الى لائحة القبائل السودانية وتكون العصبية التي تدعم هذه القبيلة من الفلول واتباع القاهرة كدلك الامر بالنسبة لحميدتي وتكون العصبية التي تؤازره من قحت في هذه الحالة من الممكن ان تشتعل الحرب القبلية وستكون شبيهة بحرب داحس والغبراء لكن من المؤكد ان الشعب السوداني اوعى من ان يجر الى حرب يشعلها من تلطخت اياديهم بدماء الشعب سواءا اكان البرهان او حميدتي لان الاثنان ينتميان الى جوعر واحد مع اختلاق في الصور ووصف تشرشل امثالهما  بقوله : “الحاكم الظالم … أشبه بالراكب على ظهر نمر يقوده بالضرب … لا يستطيع أن يترجل منه ابداً والا افترسه”.
والاثنان لا يريدان ان ينهض الشعب السوداني من محنته  حتى انهما يعملان على  تخويف اهل السودان من الخروج  من النفق المظلم الذي ادخلهم فيه البشير واسلامه السياسي الذي افتى بقتل ثلث الشعب ختى بنصف الشعب  هما يريدان ان تتجسد الطرفة التالية في وجدان الشعب السوداني :”سوداني انشل جوه اصدقاءه يباركون له قالهم اخاف من الفرحه أمشي ثاني”
وحدث ما يشيه هدا  زمن النميري حيث برر الدكتور الترابي اعلان حالة الطوارئ بالفتوى التالية :”حالة الطوارئ  فكرة معروفة في الاسلام هي حالة مماثلة لحالة الوضوء  بالنسبة للصلاة فالوضوء في الماء من الفرائض لكن في حال عدم وجوده يجوز للمسلم الوضوء بالتراب والحجارة ”
فهل التصعيد في مروي هو تمهيد لاعلان حالة الطوارئ ؟.

 

تعليق واحد

  1. شكلك كنت نايم لما جماعة الموز قربوا يقولوا عقد بس في قصة مينا ابو عمامه … وتانيا المرض ما بيضحكوا بيهو بالذات مرض زي دا ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..