مقالات وآراء

الكذبة التي لن تموت

احمد الفكي

كامل إدريس، حسين الحفيان، وحتى عبد الله حمدوك، رغم اختلاف السياقات التي ظهروا فيها، يظلون جميعًا جزءًا من الكذبة الكبرى التي تُروّج لفكرة أن بيننا “خبراء” يملكون حلولًا شافية لمشاكلنا.

 

وما زالت “الحكّامات الإلكترونيات” ممن يصفون أنفسهم بالكتّاب والباحثين، يواصلون التهليل والترحيب بأسماء جديدة، وكأن الخلاص لا يأتي إلا على يد قادم من الخارج، أو ناطق بلغة رصينة ومصطلحات أكاديمية أنيقة.

 

نبحث عن “عِقد الياسمين” في كل غرفة، نغوص في الظلال، ونقلب الرفوف، غافلين عن أنه معلّق أصلًا حول أعناقنا.

 

بعض هؤلاء الحكّامات يضربون دفوفهم وهم يجهلون تمامًا أن “المشاكل خشم بيوت”، كما يقول أهلنا. وأن مشكلات السياسة في وطننا ليست مجرد تحديات تقنية أو فنية، بل معضلات متوحشة مركّبة، لا يحلها إلا الاجتماع الصادق حول هدف واحد: حماية الوطن والمواطن، لا شيء غير ذلك.

 

ولا يحلها “خبير” منفرد، ولا جمع من “الخبراء” تحت قيادة تكنوقراط أو “بروفيسور” يعمل في خدمة البرهان أو يسعى لترميم ما تبقّى من مشروع “الهراء الحضاري”.

 

فهذا المشروع تحديدًا هو من خلق وعمّق أغلب، إن لم يكن كل، أسباب الحرب: الاضطهاد، الإقصاء، القمع، وتشويه كل ما هو غير إسلامي وفق تعريف ضيّق، فاسد، يفتقر لا لفهم الإسلام فحسب، بل أيضًا لفهم الدولة ومؤسساتها.

 

ولان غاية وهدف البرهان هو وجوده في السلطة مهما كان الثمن، فهذا الطريق لا يحل شيئًا، بل يزيد الأمور تعقيدًا. وثمن التعافي من هذا المسار قد يكون فادحًا، وربما ينتهي بضياع السودان نفسه كما نعرفه، وتحوله إلى دويلات فاشلة، تقودها تحالفات الجنرالات، وفلول الحركات، ومرتزقة الإرهاب.

 

والأدهى من ذلك، أن بعضهم يظن أن شهادة من جامعة غربية، أياً كان قدرها، تؤهله تلقائيًا للاستوزار، أو تمنحه حق القيادة. وكأن الفكر يُستورد، والحنكة تُمنح بورقة.

 

خافوا الله في شعبكم.

واسألوا الله أن يُلهمكم شيئًا من التواضع، والقدرة على التساؤل، والرغبة في فهم الآخر.

فقول “لا أعلم” قد يكون بداية الخلاص.

 

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..