“الرجل الكلب”

نشرت صحيفة (الإندبدنت البريطانية) صوراً ولقطات فيديو لامرأة تسير (بلا مبالاة) وهي ترتشف كوباً من القهوة وتجر وراءها رجلاً مربوطاً في سلسلة مثل (الكلاب).
الصحيفة قالت إنه من المحتمل أن يكون هذا المشهد حيلة من حيل العلاقات العامة لإحدى الشركات ولكن كل من شركة (AGENT PROVOCATEUR) ومنظمة (PETA) المشتبه في علاقتهما بالموضوع نفتا أي علاقة لهما أو مشاركة في هذا الأمر.
وفي الحقيقة عندما شاهدت صورة المرأة وهي تقود الرجل كالكلب عبر رسالة في الواتساب، اعتقدت في البدء أن الأمر لا يخلو من مزاح ثقيل ولكن بعد متابعة الخبر في الياهو وأكثر من موقع تأكد لي صدق صور الفيديو والذي أكثر ما أدهشني فيه غير الفكرة الغريبة التي أقدمت عليها تلك المرأة هي استسلام ذلك الرجل لدور الكلب وزحفه على يديه وركبتيه تماماً كالطفل الرضيع الذي يتعلم لتوه أبجديات (الحبو).
وليس ذلك فحسب بل إنه يبدو في كامل هندامه حيث يرتدي بنطالاً أسود وقميصاً أبيض ناصع البياض وربطة عنق أنيقة يلتف حولها طوق (الكلاب) الذي تتدلى منه سلسلة تنتهي في يد المرأة ويظل زاحفاً وراءها في شوارع وأزقة لندن ويعبر أيضاً خلفها من خلال خطوط عبور المشاة ويصادفه رصيف فيعتليه ويرتفع وينخفض مع انحناءات الشارع والغريب في الأمر أنه ورغم هذا الجهد فهو لا يلهث مثل الكلاب بمعنى أنه يحتفظ بلسانه داخل فمه دون أن يتساقط منه اللعاب كالكلاب.
وإذا سلمنا بأن هذا الرجل يذيق هذه المرأة الأمريّن لذا فعلت مافعلت به فإن المنطق لا يقبل الأمر إذ إن الذي يذيق الأمريّن ويحيل حياتها جحيماً لا يُسلم بأي حال من الأحوال عنقه لها حتى لتهمس في أذنه (أحبك) ناهيك أن يسلمها عنقه لتضع طوقاً حوله وتستبدله بكلبها الشخصي.
ومهما بلغت السادية بتلك المرأة فلا أعتقد أنها تجاهر بها بهذا الشكل العدواني حتى ولو أنه يقوم بأفعال مماثلة معها كترويضها في البيت مثل الفيلة والفهود تماماً كما يفعل مدربو الحيوانات في السيرك فلا أعتقد أنها تقدم على مثل هذه الحماقات والأفعال التي لا تمت للإنسانية بشيء وتفعل ذلك وهي ترتشف الكابتشينو الساخن.
وفي الوقت الذي تشكو فيه المرأة السودانية من المجتمع الذكوري الذي يهضم أبسط حقوقها ويجعلها تعاني من الاضطهاد والعنف وتتسول حقوقها وأمنياتها تجد رصيفاتها في أوروبا تخمة من الحقوق والحريات تنقلب معها الآيات فتصبح المرأة هي السادية العنيفة الشرسة والرجل هو الحمل الوديع والكلب المطيع.
يجب أن تتعدل المفاهيم والمطالبات للوصول إلى خارطة طريق يسير فيها الجميع من رجال ونساء على خطى واحدة دون أن يلتف الطوق حول عنق أحدهم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وفي الوقت الذي تشكو فيه المرأة السودانية من المجتمع الذكوري الذي يهضم أبسط حقوقها ويجعلها تعاني من الاضطهاد والعنف وتتسول حقوقها وأمنياتها ….

    الأستاذة الفاضلة/سهير. عذراً فقد إقتطعت سطرين مما ورد في مقالك وعملت نسخ ولصق وذلك ليس إعتباطاً، فقد تناولت ذات الموضوع مع أحد أصدقائى وقلت له يبدو أن هذه المرأة قد نجحت نجاحاً منقطع النظير في التنفيس عن النساء بصورة عامة والمرأة الشرقية بصورة خاصة، وقد تراءى لى أن الكثير من النساء اللواتى يعانين من هضم أو إضطهاد أو عنف لسان حالهن يقول (يستاهل) وأخريات لا يتوارين عن وصف الرجال بأنهم فعلاً (كلاب)، فهل ياترى هذا ما أرادت تلك المرأة ومعها الرجل(الكلب) إيصاله لنا في دراما غريبة قام بالتمثيل فيها الطرفين وبإرادة كاملة منهما هكذا تراءى لى الأمر، ولكن أستاذة سهير لا بد لنا نحن الرجال أن نقول صبراً صبراً!! وأنا موقن بأن هذه المسرحية ستتكرر وبصورة عكسية حتى يقتص الرجل لذكوريته فهل ستصبر حواء على السحب في الشوارع بتلك الطريقة المزرية والمهينة،أنا شخصياً أعتقد أن الاتحادات النسائية ستصرخ ولن تسكت،وأن المنظمات التى تعنى بحقوق المرأة ستصعد الأمر وتشعل الحرب وستجتمع جمعيات حقوق الإنسان ومجلس الأمن والأمم المتحدة وثمانية + واحد، ولكن في حالتنا نحن الرجال حينما رأينا أخاً لنا يجر ويسحب في الشوارع وعلى الأرصفه إكتفينا بالضحك والإبتسامات، فهل بعد هذا يكون للمرأة الحق في أن تشكو الهضم والعنف والتسول….

  2. لو عرفتي موضوع قصة الرجل القايدنوا بسلسلة ومغزاها ستخجلي مدى حياتك انك اتناولتيها
    والمشكلة ياصحفية الهنا نحنا ماحنقدر نشرحا ليك لسبب بسيط لانوا مضمونها جنسي
    كدي تحت تحت كده اسألي ليك واحد ثقة يشرحوا ليك “السادومشست” شنو ونواديهم ومواخيرهم تاريخيا في اوروبا
    اخخخخخخخ الله يطولك ياروح
    قبل ما تتنطعوا تكتبوا قليلا من البحث مفيد عشان ماتخلوا جيلكم اضحوكة

  3. اخالفك بعض الشي ..
    بان حقوق المرأة التي تتكلمي عنها في السودان
    اعتقد اذا قورنت بدول اخري متطورة اكتر مننا
    نجدها متطورة وناضحة – على سبيل المثال لا الحصر
    دول عربية كثيرة ودول اوربية قليلة لا تجد قانون
    لقيادة المرأة السيارة.
    وكذلك دراسة وعمل المرأة مناصفة مع الرجل لا يوجد هذا الشي
    الا في السودان ، مثلا في السعودية ودول الخليج
    لا يوجد اختلاط في الدراسة ولا في العمل
    ولا حتى في المواصلات او أماكن المعاملات الحكومية
    كل شي مفصول تمام لها وكذلك العمل
    والشي المدهش بان في بعض الدول لا يمكن ان تركب
    مركبة مواصلات عامة بين الاحياء لاداء عملها او لعمل زيارة
    او ان تذهب للسوق العام وكذا
    واذا ارادت ان تفعل ذلك فعليها ايجار سيارة خاصة او تكسي
    اما عندنا فحدث ولا حرج
    وفي قديم الزمان تمتعت المرأة السودانية تحديدا
    على كافة دول العالم قاطبة
    هناك الاميرات والكنداكات التي جلسن علي كرسي العرش سنوات عديدة
    وهناك قانون نسائي اجيز قبل اكثر من نصف قرن
    لا توجد دول من حولنا او في محيطنا عملن ذلك
    وهناك الشاعرات والمغنيات ويكفي فقط ما قامن به المناضلات
    امثال مهيرة بت عبود والكنانية وعزة مرورا الي نفيسة الامين وفاطمة محمد ابراهيم
    اعتقد لا توجد من الدول العربية او الافريقية مناضلات اقمن السنين الطوال
    في مجابهة تغير القانونين والنظم القانوينة المستبدة اكثر من نساءنا فلهن التحية والتقدير

    ولكن جيل اليوم ربما يتطلع ان شيء اخر .. مثل مساواتها مع الرجل من ناجية التشكيل ، وهذا بطبيعة الحال غير زابط لسبب وحيد فقط .. لكن جنس اوصاف ومحددات يستطيع القيام بها وهذا طبيعة الكون ورب الكون.ولا بد من ان تنتهي نظرة التملك هذه بوعي كبير ، ومن الجانبين ، لا بد من ان تكون حياة الرجل والمرأة – الزوج والزوجة – الاخ و الاخت فيها شي من الندية والتفهم – وعلينا ترك من القوي الذي يستطيع نسخ الطرف الاخر أو ان يكون طوع بنانه
    مع احترامي وتقديري

  4. هسع الجماعة الطيبين بتاعننا ديل ما رابطننا وجارننا زي الكلاب بل واسوا لانو المرة دي اكيد بتاكل كلبها اقصد راجلا .. ديل هنا مجوعننا وجارننا جر الصوف في الشوك

  5. هذا طبيعي ي بلد الخواجات منذ نهاية الثمانبات
    الرجال المربطين بالحبل أو داخل قفص وتضربه صديقته
    ولأنها صدرت من خواجات أعتبروها تصرف فردي وليس تصرف مجتمع

  6. انا غايتو ضحكت شديد لتعليق اخونا ياسر عبد الوهاب لأنو هو نفس تعليقي تماما ولكن اضيف لك شئ مهم جدا هو ان بالفعل كاتبة وهذا ليس مدح وانما اقول لك ذلك وانا لدي ماجستير في الإعلام مهنيين الاول: دخوللك في الموضوع مباشرة ودا فعل جميل ومهني وكثير من الناس لا يدري كيف يدخل في الموضوع ويبدا مقالته التي يريد ان يكتبها..

    والشي الثاني وهو المهم هو اختيارك للعنوان من كلمة واحدة فقط او كلمتين واختيار العنوان هو الذي يجذب القارئ او يبعده وبهذا يكون هنالك ثلاث اشياء
    الصورة + العنوان + البداية القوية في في الموضوع

    فتهنئتي لك ..

  7. حكمة اليوم:- لايمكن قيادة الراى العام بطوق على الرقبة..
    الناس تموت من المرض والعرض ورداءة العيش ويتحول صحفيونا الى حجايين.بسم الله والصلاة على النبى.

  8. مقالك اليوم بعيد عن المواطن والمواطنة ما في اتجاه هموم الشعب وقضاية الساعة وماهو الجديد في بلادنا الحبيبة يا استاذة ليسة وقت كتابة مثل هذة المقالات في اهما من ذلك

  9. الرجل الكلب عنوان مقالك في حد ذاته إهانة للرجل ولكرامته. يجب ان تقدمي أعتذار للرجل أولاً، ﻷنو معظم الذين يقرأون لك رجال عشان وجهك القمر دا

  10. لاتحلمى برجل سودانى على عنقة سلسلة تجرها امراءة طالما هنالك …جعلييييين فى السودان

  11. طبعا هذا الفيديو انتشر هذه الايام مثل النار في الهشيم
    اول حاجة افتكرتك قاطعه الموضوع من رأسك

  12. الحكاية مستوحاة من قصة الكاتب الكولومبي الغرائبي ماركيز (مائة عام من العزلة) ففيها تاتي احدي الكولومبيات بشاب هولندي مربوط من رقبته بسلسلة وتجره خلفها دائما ولا يدري الا الله هل هما موسوسان بغرائبية مركبز او ماركيث كما يكتبها د. خالد فرح صحيحا ام ان للامر جوانب اخري

  13. (وفي الوقت الذي تشكو فيه المرأة السودانية من المجتمع الذكوري الذي يهضم أبسط حقوقها ويجعلها تعاني من الاضطهاد والعنف وتتسول حقوقها وأمنياتها)

    THAT IS NOT RIGHR

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..