هل تعجلت ام ابطأنا يا جيلي فرح؟

لم يعد الجيلي فرح ذلك الوديع الطيب المثقف المتماسك الانسان يجوس بعينيه الفاحصتين بعمق في كل الاشياء في هذا العالم الذي ظل يتأمله بصبر وموقف لا يعرف المساومة او الوقوق في منعرح اللواء. يهز الجيلي راسه على طريقته تلك ويتحدث عن وجودنا المحفوف بالمخاطر بهدوء ويتحسس المكان الذي يقف فيه وما يفضي اليه كما يتحسس الذي يبحث عن مدافن الالغام طريقه. هذا الباحث الراائد الذي لم يخيب رجاء اهله لم يعد بيننا الى الحد الذي اعلنت فيه الرابطةالنوبية بلندن انهم يتلقون العزاء فيه.
يقول هيجل كبير مؤسسي فلسفة التاريخ كل ما هو واقعي معقول ومع ذلك فاني عجزت عن تعقل ان جيلي قد ظعن الى الابد اذ ليس من عاداته خلف المواعيد. التقيت بالجيلي هذا العام مرتين -الاولى في عزاء الاخت الفقيدة فتحية علي السنوسي اذ سرنا سويا تقودنا السيدة الفضلى فوزية الى حي هاروو في غرب لندن وتوقفنا امام منزل ودوده فضيلي جماع لنتذاكر اياما قديمة وقد ادهشني بيوم لنا بالكلاكلة صنقعت يوم عرسه وتواعدنا ان نلتقي بمنزله لنتامل مليا البوما كاملا لشباب وزمان قد ولى؟ يحمل الالبوم صورا لها اريج وتاريخ وبينها الاحتفال بيوم عقده على السيدة فوزية بالكلالة وكنت هنالك مع الدكتور نجم الدين يماني صادق زميلي في قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم(١٩٨٣) ثم التقينا يوم الثلاثاء السادس عشر من اغسطس الماضي بمطار هيثرو لوداع جثمان فاطمة احمد ابراهيم.
قد اعددت نفسي وقد اخبرت بذلك عزيزنا مجدي حسن بليدز ان لابد من لقاء مورق مع الجيلي في هاروو وفي ليدز وان تكون هنالك ابنة الصديق نجم الدين يماني صادق وهي طبيبة ببريطانيا وان نتحادث مطولا مع نجم الدين ونورالدين وفوزية ولكن ذلك الانسان الوفي الصادق قد عجز عن الوفاء قد غادر على عجل ولم يعد من صناع الثقافة والاحداث وبدلا عن كل ذلك اضحى خبرا من الاخبار