الخرطوم .. الخليج امريكا والقاهرة

+ يبدو ان الخرطوم وبدبلماسية رئاسية مباشرة قد حزمت امرها نهائيا ونحت نحو الاندماج الكلي في الحلف الخليجي الامريكي
+ خطوات الخرطوم المتسارعة بدأتها بتخليها كلية عن حليفها الايراني القديم والذي كانت للعلاقة معه احمال باهظة اوهنت ظهر الخرطوم واجبرتها الى الالتفات ناحية الاقتصادات الخليجية المزدهرة خاصة بعد انفصال الجنوب وتسرب عائدات النفط من بين ايديها وبلوغ اقتصادها حافة الانهيار..
+ افلحت خطوات الحكومة تجاه الخليج في تلين القبضة الامريكية بعض الشيء تكللت بالرفع الجزئي للعقوبات في نهايات فترة اوباما الرئاسية ..
+ وكانت صحف امريكية قد لفتت النظر الى التنامي المتسارع للعلاقة بين السعودية والسودان ..
+ فيما كانت تقارير امريكية قد تحدثت ان بامكان السودان أن يصبح بديلا استراتيجيا للسعودية بدلا عن مصر التي تمر العلاقة بينها والمملكة بحالة فتور باين..
+ كما ولاتخفى على أحد حالة الدفء البادي في العلاقة ما بين واشنطن والخرطوم.. والتي لعبت فيها المملكة ومن خلفها كل دول الخليج الدور الابرز..
+ وبالرغم من أن الرفع كان جزئيا ومشروطا للعقوبات الامريكية ..الا ان بعض المؤشرات تشير الى ان رفع العقوبات سيكون نهائيا في يوليو القادم..
+ تصريحات عدد من الوزراء السودانين ابرزهم وزير المالية بان العقوبات سترفع نهائيا يوليو المقبل تؤكد على ان رفع العقوبات اصبح مسالة وقت ليس الا ..
+ زيارة مدير جهاز الامن السوداني الى واشنطن وتوارد تصريحات عن بناء امريكا لاكبر قاعدة استخباراتية في الخرطوم لمراقبة الارهابين ومهربي البشر كلها امور تشير بوضوح الى التقدم المتسارع في علاقات البلدين ..
+ غير ان هذا التماهي قد صحبته حالة متصاعده من التوتر بين الخرطوم والقاهرة والتي يبدو ان الرفع الجزئي للعقوبات قد فاجئها كما فاجأ كثيرين للسرية والحرفية التي ادير بها…
+ القاهرة لايرضيها ان تكون بعض دول الخليج على علم بسير المفاوضات بين الخرطوم وواشنطن وهي آخر من يعلم..خاصة وانها تعتبر التدخل في الشأن السوداني من قبلها من المسلمات ..
+ بدات تصرفات القاهرة شديدة الارتباك تجاه الخرطوم بداتها اجهزتها الاعلامية بمواقف حادة تجاه الخرطوم كلما توغلت الخرطوم في علاقاتها الخليجة التي توجتها بمشاركتها في عاصفة الحزم التي تمنعت مصر من خوضها الى جانب السعودية وباقي دول الخليج ..
+ ثم توجست مصر من موقف السودان من سد النهضة وبدات في نثر هذا التوجس على الملاء الامر الذي جعل التستر على فتور العلاقة بين البلدين من الصعوبة بمكان ..
+ الخرطوم ايضا لم تخفي تزمرها من تصرفات القاهرة وبدأت بخطوات علنية تبعت حظرها لبعض السلع المصرية من الدخول الى السودان وتوجتها بضرورة تاشيرة الدخول للمصرين الذين يرغبون في زيارة السودان..
+ كما وعبر السودان علنا وعبر وزارة خارجيته عن امتعاضه الشديد من تصرف القاهرة الاخير المطالب بأبقاء العقوبات الاقتصادية على السودان ..
+ المراقب للوضع يلحظ تباطء الخرطوم في الانجرار الى اي استفزاز سواء كان من القاهرة او حتى من الحركة الشعبية شمال حتى تضمن الرفع الكلي للعقوبات الامريكية ، والذي ان حدث فهو بمثابة الاعلان الاسطع على تحول الخرطوم الى لاعب لايمكن تجاوزه في لعبة التكتلات الجارية في المنطقة ، وسيجعل الخرطوم احدى الكواكب الدائرة في الفلك الامريكي ، حينها سيصعب جدا على القاهرة التحرش بها فيما سيكون خسران الحركات التي تحمل السلاح ضد الحكومة لا يعوض ،
+ الايام القادمة ستكشف الى اي مدى يمكن للحكومة ان تتحمل الاذى من عديد الجهات في سبيل ان ترفع عنها العقوبات بشكل نهائي …مقرونا بتقديم تنازلات جدية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتحمل المزيد من بسط الحريات ..اذ ان الانتكاس والعوده الى مربع العقوبات تعني بكل وضوح ان البلاد على مشارف خطر عظيم ..