مقالات سياسية
كيف حال العلاقات السودانية الإسرائيلية اليوم بعد ثلاثة اعوام من لقاء البرهان نتنياهو؟!!

بكري الصائغ
١- عودة الي خبر قديم له علاقة بالمقال :
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم 3 فبراير/شباط 2020م أنه التقى برئيس المجلس السيادي في السودان عبدالفتاح البرهان في العاصمة الأوغندية عنتيبي وأنهما اتفقا على بدء الحوار من أجل “تطبيع العلاقات” بين البلدين. ووصف نتنياهو اللقاء في تغريدة له بأنه “تاريخي”. وحتى فترة قريبة لم يكن من المتوقع أن تجري مثل هذه اللقاءات بين الجانبين . لكن الاطاحة بحكم الرئيس السوداني عمر البشير وسعي السلطة السودانية الحالية إلى الخروج من دائرة العقوبات الامريكية المفروضة على البلاد منذ عدة سنوات عجل في عقد هذا اللقاء. ونقلت إحدى وكالات الأنباء العالمية عن ضابط سوداني رفيع قوله إن الإمارات العربية المتحدة لعبت دور الوسيط في ترتيب اللقاء وهي تسعى أيضاً لدى الإدارة الامريكية إلى رفع العقوبات المفروضة على السودان.- انتهي –
٢- بعد ثلاثة اعوام من هذا اللقاء الذي تم في منتجع عنتيبي في اوغندا عام ٢٠٢٠م، نجد ان الرابح الاول من هذه العلاقة الجديدة بين البلدين هي دولة اسرائيل التي كسبت دولة صديقة كثيرآ ما كانت تحلم بالصداقة معها ، ورغم ان هذه العلاقة لم تحقق الكثير من اهداف وخطط اسرائيل في السودان سوي قبول السودان فتح المجال الجوي امام الطائرات الاسرائيلية اين كان نوعها مدنية اوعسكرية او طائرات تجسس ، وبعد هذا القرار السوداني اصبحت الطائرات الاسرائيلية تعبرالاجواء السودانية بكل ارتياح في طريقها لدول افريقية كثيرة كانت اسرائيل في السابق تعاني من الدخول في اجواءها.
٣- اكبر خاسر من هذه العلاقة بين السودان واسرائيل هو عبدالفتاح البرهان ، وذلك بسبب قيامه سرآ بالزيارة بدون موافقة او استشارة اعضاء مجلس السيادة وحكومة حمدوك، زيارة كان المفروض علي البرهان ان يمهد لها رويدآ رويدا ويخطط لها بدقة ثم يعلن عنها جهارآ للمواطنين كنوع من الاستفتاء الشعبي ، ولكن البرهان تسرع كثيرآ بهذه الزيارة التي دخلت عليه بالساحق الماحق وغضب عارم من السودانيين وكثير من الشعوب العربية والاسلامية ، بل وحتي الشعب الاسرائيلي لم يتقبل الزيارة بروح طيبة علي اعتبار انها تمت بدون استشارة اهل السودان الذين هم اصحاب الكلمة الاولي والاخيرة في مسالة “التطبيع” بين البلدين.
٤- هناك ايضآ رابح كبير من هذه العلاقة التي تمت بين البلدين وهو الجنرال “حميدتي”، فالقراء الذين تابعوا بدقة الاخباروالمقالات التي نشرت في الصحف السودانية والاجنبية وخاصة العربية خلال الفترة من فبراير ٢٠٢٠م وحتي اليوم ، وجدوا ان هذه الصحف قد نشرت الكثير المثير عن خفايا واسرار لقاءات كثيرة سرية وعلنية قد تمت بين ضباط من قوات “الدعم السريع” مع جنرالات “الموساد” الاسرائيلي ومع الحكومة الاسرائيلية ، وان وفود اسرائيلية من “الموساد” جاءت للخرطوم ، وهناك بالمقابل ضباط وجنود من قوات “الدعم السريع” سافرت الي تل ابيب واجرت تدريبات عسكرية علي مستوي عالي من التمرينات ، ولا احد حتي الان يعرف ان كانت هذه الزيارات السودانية والاسرائيلية قد تمت بموافقة البرهان…ام انه كان مجبور علي قبولها؟!! .
٥- هناك ايضآ دولة عربية ربحت كثيرآ من هذا اللقاء الذي تم بين البرهان ونتنياهو وهي دولة الامارات العربية التي كسبت شهرة عالمية واسعة بانها استطاعت ان تكسر الحاجز النفسي عند السودانيين- وذلك بحسب تصريحات مسؤولين اماراتيين-، ان الشعب السوداني قد تقبل “التطبيع” الذي تاخر كثيرآ بين السودان واسرائيل ، وان الخرطوم قد انهت تمامآ “اللاءات الثلاثة” التي ما عادت مقبولة عند غالبية الدول العربية التي اقامت بكامل رضاها علاقات دبلوماسية رفيعة المستوي مع اسرائيل ، ووجود سفارات عربية هناك: -(مصر ، الاردن ، الامارات ، البحرين ، المغرب- مثالآ).
٦- (أ)- هناك فرق كبير بين زيارة الرئيس المصري السابق/ انور الي اسرائيل في يوم ١٩/ نوفمبر ١٩٧٧م ومخاطبة نواب الكنيست الاسرائيلي ، وما بين لقاء البرهان مع نتنياهو ، فالرئيس المصري السادات قبل ان يبادر بالصلح مع اسرائيل ويسافر الي تل ابيب بزمن طويل ، خاطب اولآ نواب الشعب في البرلمان المصري وعرض عليهم فكرة الصلح مع اسرائيل ، وقال للنواب “ان مصرعندما تذهب الي تل ابيب تذهب وهي مرفوعة الراس بعد انتصارها المجيد في حرب اكتوبر ١٩٧٣م”.
(ب)- اما عن البرهان الذي هرول الي منتجع عنتبي للقاء نتنياهو ، فقد كان يامل ان ترضي عنه امريكا بعد هذه الزيارة وتمنحه بركاتها وترفع الحظر الاقتصادي الامريكي الاوروبي المفروض علي السودان منذ عام ١٩٩٧م ، كان البرهان يعتقد ان هذه الزيارة ستنهي معانأة السودانيين ، ويظهرهو كبطل انقذ البلاد من الهلاك والدمار ، ولكن حظ البرهان السيء ان الرئيس الامريكي في ذلك الوقت كان دونالد ترامب ، الذي اعلن صراحة وباصرار شديد ، ان الولايات المتحدة سترفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب بمجرد أن تخصص حكومة الخرطوم مبلغ (٣٣٥) مليون دولار تم الاتفاق على دفعها للأمريكيين من ضحايا هجمات المتشددين … ولم يكن هناك من حل اخر امام البرهان الا ن يقبل الدفع بكل ذلة قبل الغاء المقاطعة التي لم نستفد منها حتي اليوم!! .
٧- في يوم الثلاثاء ٢/ يناير ٢٠٢٣م القادم تجئ ذكري مرور ثلاثة اعوام علي لقاء البرهان ونتنياهو ، وهو كما كتبت اعلاه لقاء لم نستفيد منه ولو بحجم مثقال ذرة ، لا يخفي علي احد، ان المستفيد الوحيد في السودان هو “حميدتي” وضباط وجنود قوات “الدعم السريع” الذين اصبحوا جزء هام في ماكينة “الموساد”، ويتمتعون بقوة مسلحة ضاربة تمتد من ولايات دارفور الخمسة ، ومرورآ بليبيا وتشاد ، ثم الخرطوم ، ومنها الي اليمن واسرائيل!! .
٨- الاجابة علي سؤال العنوان اعلاه : (كيف حال العلاقات السودانية الإسرائيلية اليوم بعد ثلاثة اعوام من لقاء البرهان نتنياهو؟!!) … علاقات سودانية- اسرائيلية متوقفة تمامآ لم تبارح مكانها منذ عام ٢٠٢٠م ، الا عند “حميدتي” وجيشه الخاص فانها تتطور كل يوم بشكل واضح لا يخفي علي احد.
٩- واخيرآ : من تصريحاته الخطيرة: “حميدتي” : نحن نحتاج إلى علاقة مع إسرائيل ولا نخاف من “زول”… المصدر- “إسطنبول” -03.10. 2020م- (دعا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني ، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، إلى طرح خيار “إقامة علاقات” مع إسرائيل على الشعب السوداني ضمن آلية استطلاع للرأي العام. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية أجراها “حميدتي” في مقر إقامته بـ “جوبا”، قال فيها إن بلاده ترغب في إقامة علاقات مع إسرائيل ، وليس تطبيعاً ، وذلك “للاستفادة من إمكانياتها المتطورة”، بحسب قوله. ولفت حميدتي إلى أن قرار إقامة العلاقات مع إسرائيل مرهون برغبة الشارع السوداني ، داعياً إلى إجراء “استطلاع للرأي العام” بهدف معرفة رأي السودانيين ، وأردف قائلاً: “هذه هي الديمقراطية ، والرافضون لإقامة علاقات مع إسرائيل، من فوضهم بذلك؟”. وبرّر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني رغبة بلاده بإقامة علاقات مع إسرائيل بقوله: “إن إسرائيل متطورة ، ونريد معرفة مصالحنا ، كما أن كل العالم يتعامل مع إسرائيل بما فيها الدول العظمى ، وتستفيد منها تقنياً وزراعياً”. وأكّد حميدتي أن حكومته “تحتاج إلى إسرائيل”وبأنها لا تخاف من (زول)، و”ماشية في هذا الخط” بحسب تعبيره.)- انتهي –
ثلاثة رسائل من قراء اعزاء، وكتبوا:
الرسالة الاولي:
البرهان لم يخطئ في محاولة “تطبيع” سوداني مع اسرائيل. لكنه اخطأ خطأ شنيع في تطبيق الطريقة المثلي لكي يكون “تطبيع” مقبول عند كل السودانيين . هذا “التطبيع”اصلآ كان موجود سرآ منذ زمن طويل بطرق شتي وما قصة نقل “الفلاشا” الاثيوبيين من كسلا الي تل ابيب ببعيدة عن الاذهان.
٢-
الرسالة الثانية:
قبل سنوات من سفر الفريق أول/ البرهان الي منتجع عنتيبي والتقي برئيس الوزراء اسرائيل، كانت هناك في زمن الرئيس المخلوع اصوات ارتفعت من داخل حزب المؤتمر الوطني طالبت بالتطبيع واقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل علي اعتبار انه لا توجد عداوة او كراهية معها فاغلب الدول العربية والاسلامية اقامت علاقات سياسية واقتصادية معها، بل حتي الفلسطينيين انفسهم “طبعوا” مع اسرائيل في اتفاقية اوسلو عام 1993.
الرسالة الثالثة:
في دولة اسرائيل حاليآ نحو (8) سوداني يقيمون بصورة شرعية وعندهم اقامات دائمة. اغلبهم دخلوا سرائيل من عبر الاردن ولبنان وبعضهم سرآ من الحدود المصرية . اغلب هؤلاء السودانيين هم من سكان دارفور وكانوا ياملون في السفر الي اوروبا ولما ضاقت احوالهم ومعاناتهم مع السلطات الامنية في هذه البلاد، اضطروا للمجازفة بدخول اسرائيل ونجحوا في الوصول وحاليآ اغلبهم يشغلون وظائف في القطاع الخاص ومنهم من تزوج ورزق باطفال من اسرائيليات.
يناير ٢٠٢٣: واخر خبر عن الجديد
في العلاقات السودانية الاسرائيلية:
اشاد بجهود البرهان… الكشف عن تفاصيل جديدة حول اتصالات اسرائيل مع السودان… https://www.alrakoba.net/31799118/%d8%a7%d8%b4%d8%a7%d8%af-%d8%a8%d8%ac%d9%87%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%87%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d8%ac%d8%af/
أين البرلمان الذي يجيز مثل هذه القرارات المصيرية أو يرفضها؟ هذه فوضى وخطوات مزاجية حتى ترحيل الفلاشا جرى في اتفاق سري بين سيئ الذكر مقطوع الطاري جعفر نميري وآرييل شارون في اجتماعهما بنيروبي ١٣ مايو ١٩٨٢م في غياب مجلس الشعب الكرتوني الذي قال عنه مقطوع الطاري أيام تأسيسه في السبعينيات [إنه عيني التي أرى بها وأذني التي اسمع بها]. المشكلة في جهة اتخاذ القرار: شعبية ممثلة في البرلمان أم دكتاتورية خاضعة لأهواء الدكتاتوريين!!!!!
أين البرلمان الذي يجيز مثل هذه القرارات المصيرية أو يرفضها؟ هذه فوضى وخطوات مزاجية حتى ترحيل الفلاشا جرى في اتفاق سري بين سيئ الذكر مقطوع الطاري جعفر نميري وآرييل شارون في اجتماعهما بنيروبي ١٣ مايو ١٩٨٢م في غياب مجلس الشعب الكرتوني الذي قال عنه مقطوع الطاري أيام تأسيسه في السبعينيات [إنه عيني التي أرى بها وأذني التي اسمع بها]. المشكلة في جهة اتخاذ القرار: شعبية ممثلة في البرلمان أم دكتاتورية خاضعة لأهواء الدكتاتوريين!!!!!