تشوهات الرواتب إلى متى؟ا

تشوهات الرواتب إلى متى؟

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

إذا ما أرادت الإنقاذ أن تخاف الله في شعبها هذا ـ الذي بقي ـ عليها أن تجعل السياسة طاردة وليس جاذبة كما هو الحال، ويبدو أنها جرّبت حكاية الوحدة الجاذبة ولم تجذب فلتجرب جعل السياسة طاردة؟

دافعي لهذا القول الجاف أو «المسيخ» هذا التباين في الأجور أو المرتبات فأعلى راتب في السلم الوظيفي الموحد هو راتب الدرجة الأولى وهو لا يتعدى ألف جنيه، ومن التشوهات غير المريحة التي تتخذها وزارة المالية تهرباً من المعاشات بدلات مثل: بدل وجبة وبدلات أخرى حتى لا تحسب في الراتب الأساسي الذي يحسب عليه المعاش أو التقاعد. هذا التهرُّب خلق خروقاً كثيرة في هيكل الدولة وكل جهة صارت تشرع لنفسها كما تشاء من حوافز وبدلات أخرى وبنود كثيرة مما جعل الأمر غير منضبطٍ البتة «مش أحسن من كلمة فالت».

تخيل الفرق بين الموظف الأول في أي مصلحة حكومية والسياسي الذي فوقه، الفرق في الأجور لا يقل عن عشرة أضعاف مثلاً مدير عام الوزارة الولائية راتبه «المصرح به» ألف جنيه في حين راتب الوزير الولائي لا يقل عن عشرة آلاف جنيه، وكذلك المدير التنفيذي لأي محلية سيكون في الدرجة الأولى والمعتمد الذي فوقه راتبه غير محدد أو ليس متساوياً في كل الولايات كل ولاية شغالة على كيفها.

الإصلاح يجب أن يكون ثورة حقيقية وشفافية عالية تجعل الراتب موحداً ومشهوراً ومنشوراً للقاصي والداني بالدرجات الوظيفية ولا تكون هناك وظيفة سياسية مفتوحة المخصصات على هوى الوالي ومجلسه. وعلى وزارة المالية أن تكون بقدر عالٍ من الشجاعة وتضع كل المسميات تحت اسم راتب شهري الدرجة كذا كذا وانتهى. وسترجع فرق المعاشات الذي هي منه خائفة من هذه المفارقات وهذا «الهبر واللغف» غير المؤسس. في أمريكا ودول الغرب عموما الأمر مؤسس ويعرف كل مواطن راتبه وراتب رئيسه ورئيس رئيسه وليس هناك «خلوها مستورة».

ألم يضرب هذا الشعب المثل في التحامه مع الإنقاذ في أيامها الأولى يوم شرب الشعب كل الشعب الشاي بالتمر؟ يوم أبدت القيادة الزهد وكان شعارًا، ماذا يحدث الآن؟ وكيف وصلنا لهذا؟ هذه أسئلة يجب أن تراجعها أعلى الدوائر وتبحث فيها طويلاً؟

إذا ما أرادت الإنقاذ تجاوز هذه الأزمة المالية بغياب البترول وقبل أن تبحث عن الزراعة كبديل عليها إصلاح الهيكل الوظيفي بلا استثناء ليكون راتب كل سياسي وكل موظف مربوط بدون زوائد ولا اجتهادات ومعروف للجميع وليس هناك ما يستحى منه.

يبدو أن كل من نصح أو حاول أن ينضبط وجد نفسه مطروداً منبوذاً، وعلى الذين لم يتقبلوا النصح أن يتقبلوه الآن وليس هناك بديل غير الشفافية فكل الألعاب البهلوانية في عصر الاتصال معروفة ومفهومة للجميع.

تعليق واحد

  1. يا أستاذنا مالك شطحت بعيد كده في خيالك واسهبت في التغني – بالشفافية – ( كلمة غير ذات معنى للعاملين في دواوين الحكومة بدء بالخفراء وإنتهاء برئيس الدولة ) بالله عليك هل تحلم بأن يخبرك مسؤول حكومي بمرتبه ؟ بالغت عديل كده ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ إذا كان اصغر موظف فى اي دائرة حكومية بعتبرها " ملك حكر " وشركة خاصة بهم وينظر الى تمليك المراجعين المعلومات التى تخص مراجعتهم لدائرته أو مصلحته كأنه إفشاء اسرار أو معلومات عسكرية في غاية الأهمية !!! فكيف بهم أن يفصحوا عن رواتبهم طالما أنهم يعملون في شركاتهم الخاصة والمثل بقول من حكم في مالو ما ظلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. ياعمنا أنت الظاهر عليك خرفت ولا بتأذن في مالطا

    انهم قوم ماتو وشبعو موت (جته وضمير) شوف غيرها

    ومن لا يتقي الله لا يخاف الناس ياعمو

  3. هذا الكاتب كان يغرد خارج السرب ولأن رأس الصوت هبوش عشان كده ،، يا اخي الشعب السوداني كلو عاطل وليس لديه راتب ولا يحزنون ولا يملك ما يقيم اوده أما الموظفون فهم لا يستحقون راتب قدره عشرة جنيهات بالقديم ، لأنهم معينون بالواسطة والمحسوبية علشان كده السودان ماشي للخلف ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..