من يزرع حنظلاً.. لن يحصد جوافة..!

منذ أن ولد ذلك الجنين المشوه من رحم السفاح نتيجة تلك العلاقة الآثمة بين نزق التفلت العسكري المهووس و شهوة تلك اللعوب لطعم السلطة على طبق الدين..وهي المسماة الجبهة المنقبة بالرداء الإسلامي من قبيل الخداع بغرض تغطية نواياها والتدليس على العيون والعقول ..كنا نعلم بطبيعة المخاطر التي ستهدد بنية هذا الوطن أرضاً ومجتمعاً..فالنهج العنصري وإستعداءالمجتمع والإرتكان الى تقسيم أهلة الى أخيار هم من عاموا في تيار الإنقلاب .. واشرار هم من وقفوا ضده وحذروا من عاقبة إستمراره..!
نعم صحيح أن الوطن قد خسر دماءاً غالية روى بها أهل الحكم تربة هذا الوطن الغالية ظناً منهم أن مشروعهم المسمد بتلك الأرواح التي أذهقوها .. سينبت لهم جوافة وعنباً وموزاً .. وهم الذين بذروا على سرابات أوهامهم بسلاليك النفاق والدجل بذرات الحنظل والفقوس وسرطان النجيلة !
وهاهي اليوم مرارة تلك الكائنات تتفجر في حلوقهم ، ليتذوقوا حصاد زرعهم التي لفظته أرضنا من ثنايا الملل متأففةً من رائحة فسادة بعد أن تعفن في أحشائها.. وهاهو مجتمعنا الذي كان وسيظل مضرباً للمثل في سمو الأخلاق وعفة النفس وطول باع المروءة وقوة ذراع النخوة..يرد لهم بضاعتهم بعد أن ظنوا أنهم باعوا له الخنوع والتراخي على الذل ..وجعلوا منه شعباً كالأنعام إذا ما أعلف شكر وإذا ما جاع صبر.. وإذا ما أنهك فتر !
كل الذي زرعته الإنقاذ من الحقد والتفرقة وسورته بإحياء القبيلية والجهوية ، وبخرت غرسه بدخان الحروب ، هاهو يرتد الى نحرها مُدخراً في ميزان سيئاتها الواسع الكفة.. !
فكل ذلك ماولّد لها على مدى زمانها الأغبر الإ إحتقان الضغائن التي لم تعرفها الثورات السابقة ولا هتفت بها حناجر إنتفاضات الماضي !
فمكونات غضب الصدور الفائرة كالمراجل هذه المرة والتي إستوت على لهيب الصبر وأثافي الصمت الطويل ، هي التي ستندلق حارة على رؤوس أهل النظام لتسلخ الأجساد وتمزق الأحشاء وتذيب اللحوم والعظام بكل سوسها !
فمن يزرع التنطع والإذلال واحتقار كرامة البشر لا يتوقع أن يحصد وروداً وقبلات وهو مدفوع بالأقدام ركلاً الى بوابة الخروج..!
ولكن ماذا نقول عن عمى البصيرة والبصر الذي لا يرى صاحبه الإ نفسه في مرآة غروره المُعتمة..وربما لا يشاهد شاشات الفضائيات التي نقلت له العبر ليعتبر من نهايات من عُلق على عود عناده .. أو من تخوزق بعود جنونه ..أو من لا يزال يتدرج في إحتضاره وهو يستنشق سموم براميله الكيماوية التي إدخرها لقتل شعبه فتسربت الى أنفه أولاً .. مثل مصير طباخ السم.. فهل وصل طعم الحنطل الى طرف لسان جماعتنا حقاً ..هذا إن كانت لاتزال في ألسنتهم الجافة من لعاب الكلام الطيب .. بقية من حاسة ذوق.. من الأساس ..!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..