المتخمون

حسن إبراهيم حسن الأفندي
عرضت فضائية الجزيرة حال اللاجئين السوريين المؤلمة في صقيع ومطر فبكى المراسل وبكت المذيعة الأستاذة حياة وبكيت منشدا
المتخمون
ألــــم يــزيــد ومــهـجـة تــتـحـرق … يـالـيـت شــعـري أي حـــزن ألـعـق
قــد عـشـت مـأسـاة أقــاوم مـرها … لــمـا رأيــت عــذاب قــوم مـزقـوا
جـــوع وبـــرد وامـتـطاء مـخـاطر … يـرمـي الـسحاب لـهم بـماء يـدفق
مـــرض ودمـــع لـلـصغار وحـاجـة … تـفضي بـأن الـموت فـيهم يـصدق
يــا رب مــا قـلـبي تـحـمل حـالـهم … والـمـتخمون بـكـل صــوب حـلقوا
مـا عـاش مـن عاش الحياة لنفسه … وبـدت صـنوف الـظلم مـنه تـؤرق
مــن كــل طـاغـية أصــاب بـظلمه … طــفـلا بـريـئـا أو عــجـوزا يـرهـق
يـــا رب مـنـتـقما أتـيـتـك شـاكـيـا … فـاخسف بمن ظلموا لهم أو فرقوا
يـــا رب هـــل عـمـر يـعـود بـعـدله … أم أن تـكـلـنا فــي طـغـاة ضـيـقوا
مـزجـوا لـحـكم ظـالم فـي قـسوة … وأدوا لـبـسـمـتـنا لــشــر أغــدقــوا
بـشـارهم جـلـب الـمـصاعب جـمة … وأقــام ســرداب الأسـى لا يـشفق
ظــنــوا بــــأن الله عـنـهـم غــافـل … يــا ويـحـهم إن جــاء يــوم مـقلق
يـــا رب خـــذ أجـسـادهم لـجـهنم … جــلــدا لأدبــــار وظــهــر يــحـرق
وانصف لمن ذرفوا الدموع بغبنهم … لــــم يـمـلـكوا إلا دمــوعـا تـسـلـق
بــاتـوا بـأطـفـال لـهـم فــي غـربـة … يـتـسـاءلون فــأيـن أيــن الـمـنطق
يــا بــرد كـن دفـئا لـهم لـصغيرهم … وأبـعـد إلـهـي مــن سـحاب يـغرق
وأشـف الـمريض بقدرة رأفت بهم … وبـنـا فــلا نـأسـى عـلـيهم نـشـرق
قـد فـارق الـنوم الـجفون لـما أرى … مــن حـالـهم سـوءا يـضير ويـقلق
يـا رب فـارحم ضـعفهم بـعد الذي … أبـكـى الـصـغير مـع الـكبير يـمزق
ولـيـتـهم مـــن لا يـخـافـك ظـالـما … فـاطـمس بـه أرضـا تـميد وتـرهق
أنـت الـرؤوف يجود حكمك عادلا … فـاصرف لـشر فـي عـبادك يـمحق
فـأمـحق لـكـل الـظـالمين بـظلمهم … وارحــم لـبـسمة طـفـلنا لا تـسـرق
قـد جـئت أبـكي مـن صروف عدة … والــظـلـم غــالـى بـيـنـنا ويـحـلـق
ولـــك الـجـنود إذا أردت سحقتهم … لــم تـبـق مــن أثــر لـهـم يـتـشدق
تـبـكي (حـيـاة) بـالـدموع سخـينة … يــا رب فـامـنحها ســرورا يـصدق