مقالات وآراء

محاكاة الغريم العنف الكامن في حياة السودانيين والحكومة الموازية

طاهر عمر

 

– رينيه جيرارد ودوره في تفسير العنف الكامن في المجتمع البشري منذ ليل الحياة.

– رينيه جيرارد وبول ريكور وإنتصارهم لأفكار الحداثة

– ماكس فيبر وفكرة زوال سحر العالم حيث لم يعد للدين بعد بنيوي في السياسة والإقتصاد والإجتماع وهو إمتداد لأفكار ديفيد هيوم وكانط المتأثر بأفكار هيوم وادم اسمث .

– العالم الآن متساوق حيث يستعد لدخول الصين والهند والنمور الآسيوية الى حيز المجتمعات الحديثة ومفارقة روح الحضارات التقليدية بفضل دخولهم الى عصر ما بعد الثورة الصناعية وبسببه يدخل العالم الغربي في مرحلة ديمقراطية ضد الديمقراطية وسوف يخرج منها نمط الإنتاج الرأسمالي أكثر قوة .

– فكرة الشرط الإنساني أي الفلسفة السياسية التي تنطلق من الفعل الإجتماعي وليس غائية فكرة الإرادة الإلهية ومن هنا تأتي أهمية فهم الإنسانية التاريخية ومفهوم الدين التاريخي وبالتالي تأسيس مجتمع وفقا لقدرة عقلنا البشري في حدود تجربة الإنسان وضمير الوجود .

السودانيون في إنتظار من يخلصهم من أنفسهم وهم في ظل موجة من الإنحطاط الذي يضرب الشعوب بين فترة وأخرى وعليه السودان الآن تحت ظلال ركود سياسي يمنع التأسيس للفعل الإجتماعي الذي يفسر كيفية حركة ظاهرة المجتمع البشري وكله بسبب أن أغلب النخب السودانية تعيش تحت ظلال فكر عابر ومؤقت وهو فكر في العادة لا يزدهر إلا في حقبة التأرجح ما بين ميلاد جديد أو لحظات الميلاد الثاني ولحظة إنحسار الفكر التقليدي القديم التي تسبق لحظة الميلاد الثاني.

كل المؤشرات تشير الى أن العقل التقليدي السوداني الى زوال وأن لحظة الميلاد الثاني على الأبواب وسوف يسبقها تمزق الروح وعذابات الوجدان التي تسبق ميلاد ضمير يواكب روح العصر الحديث في إرتكازه على فرد عقلاني وأخلاقي نضرب مثلا بأن فترة نهاية فلسفة التاريخ التقليدية وبداية فلسفة التاريخ الحديثة كانت هناك حقبة ميلاد العابر والمؤقت من الأفكار وهي أفكار ابنة اللحظات والأزمات العابرة وعلية قد أنجبت تلك اللحظات العابرة والمؤقتة فكر عابر ومؤقت تجسد في النازية والفاشية والشيوعية وكلف البشرية ملايين الضحايا.

لم ينتبه أغلب النخب السودانية بأن العالم تخلص من شرور النازية والفاشية عشية نهاية الحرب العالمية الثانية أما الشيوعية فقد إحتاجت لأربعة عقود بعد نهاية الحرب العالمية الثانية لتلحق منهزمة بكل من النازية والفاشية ونقول مثل هذا القول بأن هناك من نخب العالم النابهة إنتبهت لخطر الشيوعية كلغم مدفون وخطير جدا مثلا نهرو عندما أختار الديمقراطية للهند والعلمانية والتقنية والعلوم الحديثة ولم يختار للهند الشيوعية كان نابه لخطر الشيوعية وعندما سئل لماذا لم يختار الشيوعية للهند كان إجابته بأنه قراء رأس المال لماركس ولم يجد فيه ما يجعله أن يكون ماركسيا.

والمضحك ومحزن أن كلام نهرو ورفضه للشيوعية للهند يتزامن مع لحظة قيام الحزب الشيوعي السوداني وقد خلف لنا نخب عاطلة وعاطبة وخالية الوفاض من كل موهبة تساعد على فهم كيف تستطيع الشعوب أن تشهد لحظة ميلادها الثاني كما فعل نهرو وأقنع المهاتما بهند تقنية علمانية ديمقراطية بدلا من الهند التقليدية التي يحلم بها غاندي.

ومن الملاحظ أن الصين بعد ثلاثة عقود بعد إختيار الهند للديمقراطية والعلمانية ونمط الإنتاج الرأسمالي نجد الصين عام 1978م قد أدخلت نمط الإنتاج الرأسمالي وقد خرجت من وحل الفكر الشيوعي والآن ينتظر الصين إصلاح سياسي قد أصبح كممر إلزامي ينتظر الصين العابرة نحو مستقبلها الذي ينتظرها وستحققه في مقبل الأيام.

أوروبا نفسها كانت قد طورت فكرها لكي تتجاوز لحظة الفكر العابر والمؤقت وقد كتبنا من قبل كيف تخلّصت فرنسا من أفكار الوضعية لكل من ماركس وأوجست كونت من قبل قرن كامل من الزمان على ضؤ أفكار فلاسفة فرنسيين وألمان يندر أن تجد لهم ذكر في كتابات النخب السودانية وخاصة الشيوعيين السودانيين وهم في غوصهم في حتمياتهم ويقينياتهم ووثوقياتهم نتاج فكرهم الغائي الديني الشيوعي المنحدر من غائية الهيغلية.

ومن ضمن من درس رأس المال لماركس لثلاثة عقود ريموند أرون وقال لم أجد فيه ما يجعلك أن تكون ماركسيا وكان بعض الطلاب الفرنسيين يتندرون بأنهم قد ذهبوا لألتوسر يسألونه بعض الأفكار عن الماركسية ويقال أنه نصحهم أن يذهبوا الى خصمهم ريموند أرون وخاصة بأن الطلاب قد كان رائج عندهم وبينهم مقولة من الأفضل أن أكون على خطاء مع سارتر من أن أكون على صواب مع ريموند أرون وهو الموصوف أي ريموند أرون بأنه المثقف غير المنخدع بماركسية ماركس لذلك أستغرب في إصرار الشيوعيين السودانيين على النسخة المتكلسة من الشيوعية السودانية وقد رأينا أن الشيوعية في فرنسا قد إختفت أفكارها مع ثورة الشباب في فرنسا عام 1968م.

ولك أن تتصور ما زال الشيوعي السوداني يتحدث عن ثورة في الثورة الى لحظتنا هذه وكأن هذا الكتاب قد كتبه ريجيس دوبريه اليوم وليس من قبل ما يزيد على الخمسة عقود وأعقبه بكتابه مذكرات برجوازي صغير ولك تتعجب أكثر عن حديث الشيوعي السوداني عن البرجوازية الصغيرة الى لحظتنا هذه وهو غائص في وحل أفكاره الناتجة من نسخته الشيوعية السودانية المتكلسة. ريموند أرون من أفكاره أن ماركس قد فات عليه في فكرة الصراع الطبقي الذي يقود الى دكتاتورية البروليتاريا أنه يتحدث عن مشاكل مجتمع ما قبل الثورة الفرنسية لأن الثورة الفرنسية بشعارها الحرية والمساواة والأخاء بعده لم يكن هناك صراع طبقي بقدر ما أن المجتمع قد أصبح مكوّن من أفراد كل منهم يتصف بالأخلاق والعقلانية ويؤمن بالحرية والمساواة والأخاء.

وبالتالي لم يعد هناك صراع طبقي وهذا ما فات على ماركس وعلى الشيوعي السوداني وبالتالي قد أصبحت معادلة الحرية والعدالة هي التي تفسّر الفعل الإجتماعي والفعل الإنساني لأي مجتمع بشري وهو يمر بالإختناقات الإقتصادية والإختلالات الإقتصادية وعبرهما تمر الديمقراطية بحقبة ديمقراطية ضد الديمقراطية وتخرج منها أكثر قوة وهذا ما جعل ماركس أن يكون أفشل إقتصادي على الإطلاق محاولا تفسير عالمنا الحديث وكأنه عالم ما قبل الثورة الفرنسية ونفس مشكلة ماركس في حمايته وقع فيها أوجس كونت عندما حاول تفسير المجتمع على ضؤ الثورة الصناعية.

أما توكفيل وهو قد تجاوز كل من ماركس وأوجست كونت عندما حاول تفسير ظاهرة المجتمع البشري على ضؤ علاقة الديمقراطية بنمط الإنتاج الرأسمالي حيث تسود العلاقة الطردية بين الديمقراطية وعكسيتها مع الشيوعية لذلك قلنا أن العالم الآن يبدو في حالة إضطراب بأحداث متسارعة في يومنا هذا لأن هناك دول مثل الهند والصين قد أصبحت على وشك أن تدخل الى حيز نمط الإنتاج الرأسمالي وتجسر الفارق بينها وبين الدول الاوروبية وفي المستقبل البعيد كل بقية الشعوب سوف يحصل لها ما حصل للهند والصين وعليه سوف تزيد إضطرابات العالم في العقود القادمة وتحتاج لنخب سودانية متحررة من الفكر الغائي الديني سواء كان فكر أتباع المرشد والامام والختم أو فكر الشيوعية السودانية كفكر غائي وديني نتاج دين بشري.

بمناسبة إضطراب العالم وأحداثه المتسارعة في أيامنا هذه بسبب تهئ دخول الصين والهند الى المجتمعات الصناعية وأصبحت على مستوى الشعوب الاوروبية وهي صاحبة الريادة في مجتمع ما بعد الثورة الصناعية أنظر لما يحدث في السودان اليوم وهو يعيش في رمقه الأخير ولا توصف حالة النخب السودانية الآن غير أنها تحتضر وتريد أن تموت فيها فلسفة التاريخ التقليدية ولكي يولد المجتمع السوداني من جديد ويعلن ميلاده الثاني فلابد من هذا التمزق الوجداني نتاج حرب عبثية بين جيش كيزاني وصنيعته الدعم السريع والأغرب في ظل الكساد الفكري لا تعمل غير نظرية محاكاة الغريم بين نخب سودانية فاشلة ما زالت في حالة إلتباس باين فيما يتعلق بمفهوم الدولة الحديثة وممارسة السلطة في مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية حيث علاقة الرأسمالية الطردية ونمط إنتاجها مع الديمقراطية.

وفي السودان وبين نخبه تعمل فكرة المحاصصة في السلطة وهي مهيّج نظرية محاكاة الغريم والكل يظن بأن الأمور سوف تصفا لصالحه وعليه تكشف هذه النظرية بؤس النخب السودانية حيث يظهر مثقف الشمال الفاشل أما مثقف الهامش فما هو إلا صورة مشوّة لمثقف الشمال الكاسد فكريا لذلك سوف يستمر التشظي السياسي والتشظي الإجتماعي وسوف تكثر الزعازع وأهوال الحروب في غياب شخصية تاريخية تلم هذا الشعث وهو مزمن ممتد على مدى سبعة عقود بعد الإستقلال.

والغريب أن أغلب النخب السودانية تتحدث عن الدائرة الشريرة في السودان وهي مستلفة من حقل التنمية الإقتصادية وتقابلها الدوائر الخبيثة في عرقلة التنمية الإقتصادية إلا أن النخب السودانية لم تحسن توظيفها لا في مجال التنمية الإقتصادية ولا في مجال السياسة بعد إحضارها له من حقل التنمية الإقتصادية لذلك حديث النخب السودانية عن الدائرة الخبيثة حديث ود البلد الذي ليس له علاقة بعصرنا الحديث وهذا بسبب جهله بالفلسفة السياسية والفلسفة الإقتصادية ولذلك سوف يستمر التشظي كما هو منتظر كتفعيل لمحاكاة الغريم أي إعلان حكومة موازية كمحاكاة للغريم.

وهذا لا يفتح إلا على الضياع ونفس مفهوم المركز والهامش إستلفه السياسي السوداني من حقل الإقتصاد وحاول توظيفه في حقل السياسة وكانت النتيجة مثقف الهامش الذي لم يعكس غير صورة مشوهة لمثقف الشمال ولمن يريد التأكد عليه أن يقارن عقار وأردول ومناوي وجبريل ببقية نخب السودان الفاشلة من الشمال.

على أي حال لكي أختم هذا المقال سوف أرجع لعناصره في أعلى المقال وفكرة محاكاة الغريم في فكر رينيه جيرارد وهو فيلسوف وأنثروبولوج فرنسي وبالمناسبة يعتبر فيلسوف مؤمن مثله وبول ريكور إلا أنهما ينتصران لأفكار الحداثة ورينيه جيرارد عندما قدم فكرة محاكاة الغريم وفيها محاولا تفسير العنف الكامن في قاع المجتمع البشري منذ ليل الحياة كان منتقدا من قبل كثير من فلاسفة فرنسا لدرجة أنه وصف بأنه يريد أن يعزم المجتمع على عشاء على شوربة بايتة.

صبر رينيه جيرارد على مشروعه وطوره الى أن إختير كعضو في الأكاديمية الفرنسية وأصبحت أفكاره في تفسير ظاهرة العنف الكامن في قاع المجتمع البشري وفكرة كبش الفداء من أكثر العبارات تداول كل ما مرت فرنسا بأزمة سياسية ولذلك معرفة كيفية تفريغ عنف المجتمع مهمة جدا والآن الشعب السوداني يحتاج الى معرفة كيفية حفر قنوات لإفراغ عنفه عبر هذه القنوات بعيدا عن الفعل الإجتماعي ويعرف كيف يؤسس لمجتمع سوداني يتخلص من العنف الكامن في قاع المجتمع البشري منذ ليل الحياة.

وعند رينيه جيرارد لا يكون التخلص من عنف المجتمع إلا بترسيخ فكرة الدولة الحديثة التي يتساوى في ظلها الكل وعلاقة الفرد فيها مباشرة بالدولة لكي تحقق له فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد وينتقد رينيه جيرارد فكرة العقد الإجتماعي لهوبز ويقول أن عقد هوبز يفتح على نظام حكم شمولي كماركسية ماركس ولذلك يقول رينيه جيرارد أن عقد هوبز الإجتماعي لا يكتمل إلا إذا أضفت له فكرة قيم الجمهورية من فكر توكفيل.

الشعب السوداني يحتاج لأفكار رينيه جيرارد وخاصة فكرة محاكاة الغريم وهي الآن تعمل بقوة وسط النخب السودانية وهي تتنافس على المحاصصة وقد وصلت الى قمة الإنحطاط في تكوين حكومة موازية كنتاج لحرب عبثية بين جيش كيزاني مع صنيعته الدعم السريع والاثنين لا علاقة لهما بأهداف ثورة ديسمبر وشعارها حرية سلام وعدالة وهي ثورة تعلن الميلاد الثاني للشعب السوداني في غياب شخصية تاريخية وللأسف إعلان حكومة موازية يؤكد نظرية محاكاة الغريم. وبالتالي سيزداد العنف الكامن في قاع المجتمع السوداني الى حين إنتباه النخب السودانية الى كيفية تفسير ظاهرة العنف الكامن في قاع المجتمع البشري منذ ليل الحياة.

وهذا لا يكون بغير تجسيد فكرة الدولة الحديثة وتجسيد مفهوم كيفية ممارسة السلطة في مجتمع ما بعد الثورة الصناعية بعيدا عن المحاصصة بين مركز وهامش ونخب مركز فاشلة ونخب هامش ما هم إلا صورة مشوه لنخب المركز في فشلهم الموروث منذ أيام مؤتمر الخريجيين.

النقطة الأخيرة في بداية المقال وهي أن أحداث العالم قد أصبحت متسارعة لأن الهند والصين قد أصبحتا في مستوى الدول الغربية من حيث الإنتاج الصناعي وهذا التهئ لدخول الهند والصين يخلق هذا الإضطراب وسوف يزداد في العقود القادمة لأن دول كثيرة سوف تصبح في مستوى الصين والهند الآن ولذلك سوف يزيد إضطراب العالم ريثما يعيد توازنه من جديد وعليه نقول للنخب السودانية سواء كانت من المركز أو الهامش أين أنتم من عالم متغيير يهدي للبشرية مفهوم الإنسانية التاريخية والإنسان التاريخي؟ .

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. أولا أقول بأن المقال لمس بعض المهام التي لم يتطرق اليها الكثيرون …
    ولكن في إعتقادي وارجو أن يعذرني الكاتب فرايي أن منطلقاته كانت غير موفقة / خاطئة …
    ولنفصل …
    فهل كل (او معظم) المشاكل التي يتعرض لها السودان الآن هي بسبب “محاكاة الغريم”؟ هل عندما قامت الحرب قامت بسبب أن هنالك “تحاكي بين الغرماء”؟ …. أم أن هنالك “اختلافات” حقيقية في الواقع السياسي والاقتصادي والجغرافي والدولي هي التي تحرك الأحداث “بين الغرماء ” الآن؟
    ربع المقال أو أكثر يتكلم عن الشيوعية والشيوعيين السودانيين. وكلنا نعرف الآن ما هو مقدار وجود الحزب الشيوعي (سلبا او إيجابا) فيما يحدث الآن. فمساهماتهم هي الأضعف الآن مقارنة بجميع أطياف النخب السياسية في السودان. ولكن يبدو لي أن الكاتب يملك اسقاطات فكرية يحاول كل مرة وأخرى يكررها في مقالاته الراتبة من دون وعي او بوعي باطني غير نقدي وهي النقطة الثانية في الانطلاقات الخاطئة.
    يركز الكاتب وفي كثير من مقالاته السابقة (وفي هذا المقال أيضا) على نقد الفكر الديني ويحمله مسئولية كبيرة في “تدني” الوعي في البلاد. وقد كان يشيد مرات عدة بعبد العزيز الحلو ونهجه المنادي بالعلمانية. واليوم في هذا المقال ينتقد الحكومة الموازية بكينيا والغريب أن عبد العزيز الحلو جاء على رأس هذه المجموعة الداعية للحكومة الموازية. وهذا المنطلق الخاطئ الثالث ….

  2. كلام مرتبك ملتبس ينضح بافرازات العنف الكامن في لوثة العداء للشيوعية … مخلوطة مع اضطراب الهوس الوساسي القهري بالحزب الشيوعي السوداني.
    معلومة بسيطة الحزب الشيوعي ليس طرفاً من قريب او بعيد في حمي العنف التي تجتاح البلاد وهو عنف بين فصيلين من جيش عقيدته قائمة علي المجازر والمذابح والعنف ومساندي طرفي الصراع من مهوسي الحركة الاسلامية ومخابيل الجنجاويد …

    هون عليك يا ايها الطارئ المستجد علي اسماء الترجمات المغاربية الردئية …
    كونت وفيبر وجيرارد ترددها مثل تلميذ مفتون باسماء ابطال افلام الكرتون …

    واغلب ظني -وبعض الظن اثم- ان الاخ من الفلنقيات -في المصطح جنقو فرنسا- افتتن ببعض المصطلحات ويتوهم ان ترديدها مع شذرات من بهارات وفلفل الاسماء سيجعل منه “متعلم” و”فاهم” وكمان علي الآخر كده “متفلهم” …!!

  3. سلام وتحية أستاذ طاهر عمر
    تقول:(… وهذا ما جعل ماركس أن يكون أفشل اقتصادي على الإطلاق محاولا تفسير عالمنا الحديث وكأنه عالم ما قبل الثورة الفرنسية )
    اليس العالم الحديث هو ما نعيشه الان .ويقع تحت سيطرة النظام الرأسمالي كوحش براسين: الحرب والعولمة. بالطبع ترامب احدث هزة في استقراره وجره للأسفل.
    في العام 1848 طبع البيان الشيوعي عن ماركس وانجلز، وهو متوفر في النت: https://shorturl.at/eeEgc
    يمكن ان نقرا هذا البيان كورقة علمية حول العولمة. هل يصح القول انه يتفلسف حول
    عالم سابق للثورة الفرنسية، وهو حاضر بهذا العمق في عالم اليوم؟ بل هو ينتمي لما بعد اليوم؛ إذ انه يتكلم عن عولمة كوكبية لم تتحقق بعد؟. كان مستبشرا بالعولمة كانفتاح تنتقل فيه الإنسانية من نطاق الدولة إلي علائق كوكبية. ذلك مثلما كان الانتقال من القبيلة الى الدولة كسبا حضاريا.لم تتحقق كوكبية العولمة بعد. نشأت في البدء الترياد(أمريكا أوروبا، اليابان).
    وشرح باحث فرنسي اسمه ميشاليت ان العولمة ليست كوكبية بل على العكس تميل لاستقطاب حاد، كما قال. وهذا ما تأكد لاحقا بظهور البريكس(البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب افريقيا).من جهة أخرى اكد باحثان كنديان اسمهما Leo Panitch and Sam Gindin Toronto, ان عولمة الترياد ما هي إلا الإمبراطورية الامريكية. وفي نظري تتميز الترياد والبريكس بانها امبراطوريات (اختيارية) على خلاف امبراطوريات الماضي القهرية.
    والان ترامب أعاد حتمية القهر لفرض امبراطورية جديدة. وهذا يرجع بسبب أساسي لصعود الأوليقارش (حكم الأقلية) سلم العملية الديمقراطية والسلطة في أمريكا.
    مسار العملية الديمقراطية حين يضاهى بالتطور في تراكم الثروات يكشف عن حقيقة المصير الذي انتهى اليه مسارها وهي الأوليقارشية؛ وهي تلك الأقلية التي ينتمي اليها ترامب.
    مسار الديمقراطية: تبدأ من الفكرة المعممة لإبراهام لنكولن: حكم الشعب بالشعب ثم الى ديمقراطية سيطرة الطبقة الارستقراطية. ثم الي اللحظة الحاضرة حيث احكمت اقلية سيطرتها. فوتيرة تراكم راس المال هي التي تقود وتفسر التحولات في السلطة.
    اما كلمة الليبرالية التي تطرح كدرجات عليا من الحرية فهي منتحلة في نظري،
    إذ اعتقد أنها تسربت من التجارب الصوفية. ولم تتولد من حركة التاريخ والصراع الاجتماعي، لتكون حقيقة.
    المعراج الصوفي سلم متصاعد في نفي للأضداد؛ الاضداد التي هي حقيقة الواقع المادي التاريخي. وبالتالي هو مفارقة لهذا الواقع التاريخي مما أفقده القدرة ليعود مرة أخرى ويسهم في معالجة أسئلة واقع فارقه. إلا إذا انتحل كبنية فوقية زائفة، كما يطرح في الديمقراطية الليبرالية. أشار الباحث المفكر عزمي بشارة الى ان الليبراليين في هذا النهوض الواسع في أمريكا ضد إسرائيل؛ أشار إلى أن الليبراليين كانوا هم الأكثر اسهاما في قمع تظاهراته. وبدا الأمر غريبا. ولا غرابة فالحقيقة ان الديمقراطية الليبرالية هي الأوليقارشية نفسها.
    ان التراكم فوق التراكم فوق التراكم اثناء مسيرة الديمقراطية، في أمريكا، انتهى بها إلى نقيضها التسلط. أليس أبرز ما يتجلى فيه التسلط هو تعطيل العدالة ؟ وأليس هذا هوما يشهده العالم الان حيال غزة، والمحكمة الجنائية؟
    هذا هو العالم الذي يجب ان نسعي لمعرفته ولمعرفة موقعنا منه.
    وعليه سننظر في ماًل ثورة ديسمبر وحتمية تواشجها مع حلفائها في العالم
    نعم هزمت ثورة ديسمبر وانحسرت ، ولكن بعد أن سجلت حضورا في دفتر ثورات العالم. فهي تنتمي اصالة الى هذا الحراك الكوكبي. تتطابق معه في سطوعها الباهر وكذلك في انتكاستها المريعة. وقد تكالب عليها نفس الحلف الامبريالي الرأسمالي. ما حتم وحدة المصير.
    جميعها مع ديسمبر هيل عليها التراب بالحروب وضجيج الحروب. واصلا الحرب تحتل بالضبط موقع العقل ومحل إرادة الشعوب .
    تعرف هذه الثورات بأسماء احتلوا والسترات الصفراء. المعلومات عنها متاحة في النت.
    احتلوا كانت في عواصم رأس المال الكبرى .
    في فرنسا نظمت(احتلوا لاديفنس) وهي نسخة باريس في هذا الحراك الدولي.
    إضافة لتظاهرة السترات الصفراء.
    كل هذا الحراك يقبل وصف الثورة لان مطالبه جذرية تقصد تجاوز كل الهياكل القائمة في تلكم البلدان.
    الشعارات التي رفعت كانت خطرة وجذرية عند الجانبين. (احتلوا) شعاراتها:
    نحن 99في المائة.
    من اقوى الهتافات والذي يعني ثورة السودان وغيرها جاء في احتلوا وول استريت
    أمريكا إذ يهتف داويا:
    الحل هو ثورة العالم.اما السترات فكان مطلبهم العمل باستفتاء يعرف ب(استفتاء مبادرة المواطنين) وخطره انه يقصد نزع حق القرار في الأداء السياسي من الحكومة بل من البرلمان، لتكون السلطة استفتاء لا ينقطع. وهي ديمقراطية مباشرة. ما يعني الإطاحة بكل هذا الهيكل السلطوي الراسخ منذ عقود. وعندما رأى ماكرون ان يستمع اليهم. طرحوا ما عندهم فرد: لا املك لكم من الامر شيئا. فعلا لا حل عنده لان البرلمان الذي له حق النظر في السؤال هو نفسه المستهدف بالتعطيل.
    تشير نفس المصادر الي ان الربيع العربي هو الملهم لهذه الثورات. وهذا يعني بالضرورة ان ثورة السودان تنتمي بجدارة لهذا الحراك الثوري السلمي. لأنها من طينته ونهجه السلمي المعتمد على جبروت الحشود..نثبت هذا العرض للجانب الاخر من المسألة وهو جانب القوى المقاومة للهيمنة الليبرالية. وأوضح ما يميزه ان انطلاقته أتت من عقر عواصم رأس المال. و هو الجانب الذي يعني الأمل الوحيد لمنطقتنا المنكوبة. وللأسف هو الجانب الذي لا يرد له أي ذكر في هذا المقال الطويل؛ مقالك الذي جاء تغنيا بالليبرالية الفاسدة المعرفة بالرأسمالية المتوحشة.
    فيكون لزاما ضبط إيقاع ثوار السودان مع ثوار العالم في مستقبل السنين. ويمكن الجزم بان طبيعة
    هذا العالم (عالم الأوليقارش الأمريكي)الذي نعيشه لن تسمح اطلاقا بنجاح ثورة منفردة.
    لكن المسألة غاية في الصعوبة، ومركبة. لأن الحروب إلى جانب أهدافها التوسعية. فهي فوق ذلك تقصد ان تكون الحرب في ذاتها حقيقة الحقائق.
    اذن هذه الاطالة تهدف للاهتمام بالجانب الاخر المهمل في المسألة. وصلة منطقتنا به وحاجتها اليه.

    —————————-

    انطلقت الحركة(احتلوا) في عام 2011 في كوالالمبور مع حركة “احتلوا داتاران” والتي تتبع حركة “احتلوا وول ستريت” و”احتلوا سان فرانسيسكو” . في 9 أكتوبر 2011، ظهرت الحركة في أكثر من 95 مدينة عبر 82 دولة وأكثر من 600 مجتمع في الولايات المتحدة.
    المعلومات متوفرة في النت.
    ولك تحياتي استاذ طاهر عمر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..