مقالات سياسية

بسبب المخدرت : هل اصبحت مكانة السودان في افريقيا مثل دولة كولومبيا اللاتينية ؟!!

بكري الصائغ
 لم تاتي الفكرة حول كتابة هذا المقال من فراغ، فهناك اربعة اسباب قوية عجلت بفتح موضوع المخدرات في السودان وذلك بعد ان استفحل امرها بصورة لم نري لها مثيل من قبل ، وغدا وجود هذه المخدرات بانواعها المتعددة يحتل المكانة الاولي بلا منافس قائمة محن ومشاكل البلاد المزمنة ، بل وتفوقت هذه المخدرات بجدارة كبيرة في الاهمية بحيث سحبت البساط من تحت اقدام كل الحوارات السياسية التي ومنذ “اتفاقية جوبا للسلام” عام ٢٠٢٠ حتي اليوم لم تحقق اي سلام او حتي ربع اتفاق يرضي كل الاطراف بين الاخوة الاعداء في الساحة السياسية والعسكرية والحكومات والمنظمات الدولية.
 ١- (أ)- واحدة من الاسباب القوية لفتح ملف المخدرات، ان البرهان بجلالة قدره ومكانته كرئيس للبلاد ، قد ترك كل ما عنده من مسؤوليات دستورية وعسكرية وتفرغ لموضوع محاربة المخدرات التي اصلآ ما كنت في يوم من الايام موضوعه في اجندته برئاسة الجمهورية او في جدول المناقشات في مجلس السيادة!! .
 (ب)- فجأة في يوم الثلاثاء ٣/ يناير الماضي ٢٠٢٣م وبدون مقدمات نشرت الصحف السودانية ، ان البرهان اتهم جهات – لم يسمها- “بالعمل على انتشار المخدرات بدعم بعض المجموعات الشبابية تحت ستار دعم الديمقراطية وأنشطة مختلفة” مشدداً على ضرورة مجابهة خطر المخدرات دون تراخٍ . وقال البرهان -كما جاء في الصحق- “استشعرنا خطر المخدرات على أبنائنا ولا بد من مجابهة الظاهرة من خلال دعم الحملة القومية لمكافحة المخدرات”. -انتهي-
 (ج)- حتي هذه اللحظة وبعد مرور شهر علي خبر الصحف ، لا نعرف ما السبب الذي جعل البرهان فجأة  يقفز من فوق كل الموضوعات الهامة التي تخص كيفية الخروج من الازمات السياسية والاقتصادية والعلاقات الباردة مع اغلب دول العالم … وتفرغ للمخدرات؟!! .
 ٢- السبب الثاني والقوي لفتح ملف المخدرات ، ان عدد الاخبار والمقالات التي نشرت في الصحف وبالمواقع السودانية خلال الفترة من يوم الثلاثاء ٣/ يناير الماضي وحتي يوم الاحد ٣١/ منه ، قد فاق ال(١٦٠) خبر ومقال وتصريحات من مسؤولين ، ولا يدخل في هذا الرقم كمية التعليقات الهائلة  التي نشرت بالمواقع السودانية!!… وهو بالطبع شيء ازعج كل المواطنين ان يصل حال البلاد الي هذا المستوي الخطير!! .
 ٣- السبب الثالث :- ان كل من طالع بدقة واهتمام شديد الاخبار التي نشرت في الصحف والمواقع السودانية في الفترة الاخيرة ، يجدها قد نشرت الكثير المثيرعن اعتقالات طالت عشرات المئات من المهربيين السودانيين والاجانب ، وتم ضبط عدد كبير من المدمنيين الذين اتخذ بعضهم شارع النيل مكان للسطل بمزاج!! ، وهناك ايضآ اخبار كثيرة عن مطاردات قامت بها الاجهزة الامنية لتجار (الكيف) ومافيآ الاجانب الذين برعوا في تصنيع وترويج وتصدير الافيون ، والشيء الجديد في الامر ، انه لم يحدث في تاريخ الصحافة السودانية منذ ظهورها لاول مرة عام ١٩٠٣م – اي قبل (١٢٠) عام وحتي يناير الماضي ، ان كانت الاخبار المتعلقة بالاعتقالات والمطاردات كانت بهذه الكثافة المحبطة.
 ٤- اما اكثر خبر محبط للحد البعيد ولا نجد له شبيه في دولة اخري ، بل ولا حتي في دولة كولومبيا المعروفة منذ زمن طويل بانها دولة تجارة وصناعة وتهريب المخدرات رقم واحد عالميآ ولا تنافسها في هذا المجال اي دولة اخري، هو ذلك الخبر المثير الذي افاد قبل ستة شهور مضت ، ان بعض الحركات المسلحة السودانية التي دخلت الخرطوم شرعآ كما نصت اتفاقية جوبا للسلام ، ان نشطت في تدوال المخدرات وتعاطيها ، وصل جبروته احداها لدرجة انها قامت باستيراد حبوب المخدرات (ترامدول) من اسرائيل ، وعندما تم هذه حجز الطرود الحاوية علي (ترامدول) في مطار الخرطوم ، قامت قيامة الدنيا في هذه الحركة المسلحة التي هددت بدخول المطار بالقوة المسلحة لفك الحظر عنها!!… ويقال ان الطرود التي كانت محجوزة بجمارك المطار قد تم الافراج عنها بتوجيهات عليا!! .
٥- جاء في احدي المواقع السودانية تعليق من قارئ ، اكد ان العاصمة المثلثة تستهلك يوميآ قرابة ال(٣٠٠) الف قطعة مخدر ، وفي يوم ايام الخميس يرتفع الرقم الي نحو نصف مليون مخدر ما بين: (بنقو ، كوكايين ، افيون ، الحشيش ، الشاش ، الأيس كريستال ، الحشيش الأفغاني المعروف محليا بـ”النوتيلا”، اقراص “الامفتامين” المنشطة ، حبوب مسكنة).
٦- واذا كانت العاصمة المثلثة فقط  تستهلك يوميآ قرابة ال(٣٠٠) الف قطعة مخدر ، – كما جاء في تعليق القاري-، يا تري ، كم قطعة يستهلكها المدمنين يوميآ في كل عموم البلاد؟!! .

‫4 تعليقات

  1. أخى استاذ بكرى الصائغ تحية طيبة وبعد
    انا من مواليد ١٩٤٨م ، سنوات العمر الثلاثة الاولى كنت اعيش بمنطقة الرباطاب ساقية الاقروساب قرية عتمور طبعا ليس لى ذكريات عنها لأننا فى منطقة وفترة لا يوثق الاهل لنا صور ميلاد وليس لنا عيد ميلاد كما ليس لدينا شهادة ميلاد ويقولون فلان جاء وليس ولد كأننا نحن من جاء وفى سن الخامسة وتحديدا مابين ١٩٥٢م الى ١٩٥٣م رحلنا لامدرمان حى العرب مع اخوتى الكبار وكانت فترة محفورة فى ذاكرة لجمالها ، كنا نقضى معظم ساعات النهار في الشارع نلعب البلى ولا احد من الاسرة او الجيران بحذرنا من مخاطر الشارع لا تحرش لا مخدرات لا جريمة كل الناس فى الفة ومحبة وكأننا من قرية واحدة وانت تعرف ان غالبية سكان امدرمان فى تلك الفترة كانوا من غرب السودان وكانوا ظرفاء فضلا نفوسهم طيبة كنا حين ندخل على اسرة ويصادف دخولنا وقت وجبة طعام نجلس ونأكل دون ان تدعى للطعام باعتبار اننا اسرة واهل لا فرقة ولا كراهية وامتد حبى لأسر غرب السودان وصاحبتنى هذه الحالة حتى مرحلة الدراسة وكنت اختار أصدقائى من زملاء الدراسة من كردفان او دارفور لا أذكر انى اتخذت غيرهم صديقا مازلت اذكر صديقى فى عطبرة الطيب على موسى الأمير يعقوب افترقنا حين ذهب لدراسة الطب فى روسيا وأثناء دراستى فى معهد هندسة المساحة العالى بمعهد الكليات التكنولوجية صادقت شباب لا يعوض من أسر راقية اذكر منهم ابو القاسم احمد ابو القاسم وادم الطاهر حمدون وعباس شالا وحسن ادريس من نرتتى وعلى كجو من منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان
    وانتهى الزمن الجميل وذهب معه انسانه الجميل وغاب عنى الحبيب على كجو وجاء اردول وغاب ابو القاسم وجاء مناور وغاب آدم الطاهر حمدون وجاء جبريل وغاب الطعام الشهئ اللذيذ الذى كانت تعده لنا والدة اخونا دكتور الطيب على موسى يعقوب وجاء زمن المخدرات من ايس وترامادول وغابت عربية الدندرمه فلو ذهب ابنك اليوم وأحضر اى اكل من الشارع او دندرمه اكيد يكون قد ابتلع معها حبوب ترامدول او الايس وأصبح تنتابه تشنجات الإدمان
    نحن يا اخى لسنا فى السودان ابيك وأبى وانا وامك نحن فى سودان جاءت الصهيونية من خلال محفلها الماسونى بما يعرف بتنظيم الاخوان المسلمين وجسموا على صدورنا لثلاث عقود بمساندة الحركة الإسلامية العالمية المدعومة بواسطة المحفل الماسونى ربيب الصهيونية العالمية والمستهدف ليس السودان وحده ، بل كل الوطن الإسلامى حتى يتمكنوا من بناء دولة إسرائيل من المحيط الى الخليج عليهم ان يدمروا انسان هذه المنطقة المسلم اما المسيحى فهو مدمر ولا يشكل اى عائق لدخول الصهاينة لوطنه
    لو تمعنت فى من يقود السودان تجد الخلف أضعف بكثير من السلف ، فعبود افضل من النميرى والنميرى افضل من البشير ويكاد المرء أن يقول لك البشير افضل من البرهان هذا فى الجانب العسكرى ، ولو وضعنا الجانب المدنى فى الميزان لكان الازهرى افضل من عبد الله خليل وعبد الله خليل افضل من الصادق وهكذا نحن أصبحنا كلوح الثلج كل يوم فى تناقص

  2. قبل فترة اقامت قناة العربية لقاء مع احد السوريين
    الذين يملكون ورشة لصناعة الاثاثات، تحت مسمى
    قصة نجاح لاجئ،، كان منزعج من اللقاء بصورة واضحة
    ولو عرف السبب قل العجب،، غسيل أموال المخدرات يتم
    غسيلها عبر هذه القصص الوهميه ونتاجها تهريب العملة
    تحت إشراف نافذين في السلطة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..