هل نكف عن الحب؟؟

٭ «هكذا يصبح الإنسان مجرد جثة أو آلة تقوم بعملية شهيق وزفير فقط ويشيع الشعور بأن الحال ليس على ما يرام.. ويهبط القلق والحزن والضيق بلا سبب ويصبح كل شيء «زفت» وبدون سبب واضح.. ثم موجة من الاكتئاب الحاد والتردد في اتخاذ أي قرار، والإحساس الدفين بالذنب دونما سبب أيضاً.. ثم عدم التوازن في تغيير الأمور، وتصبح الأيام لا تندفع للأمام بل تدور حول نفسها كالدوامة بلا انقطاع.
٭ هل من خلاص من هذه الحالة؟ نعم بأن نرفض ما لا نحب وأن نفعل فقط ما نريد أن نفعله ما دام لا يؤذي الآخرين».
٭ هذه فقرة قرأتها ووقفت عندها كثيراً في زاوية «وشوشة» التي تحررها الصحافية المصرية الفت بمجلة «صباح الخير» عام 2007م، واحتفظت بها بين أوراقي.. وقفت عندها وشعرت بأنها تحكي حالنا هذه الأيام أو حالي مع حراك الأمور السياسية والاقتصادية عند أهل الإنقاذ.. وألفت ختمت وشوشتها قائلة:
«ولكن ترى ما هي مسؤولية الحكومة عن نقص المشاعر في الأسواق؟ وهل الود المفقود بين الناس والسلطة خفف من مشاعر الناس فلم يعد صالحاً للحب، وتضاءل حجم العطاء الذهبي للمشاعر فقلت قيمة عملة المشاعر في الأسواق وسادت المشاعر الباهتة والأنانية وهي العملة الرديئة التي طردت كل العملات الجيدة من الأسواق، وأهمها البهجة والفرحة التي أصبحت من أكثر العملات ندرة في سوق المشاعر.. فهل يمكن مطالبة الحكومة بتعويم هذه العملات حتى تعود وتظهر بين الناس في الأسواق؟ أم أن سماسرة المشاعر سيشكلون جماعة ضغط ليبقى الحال كما هو عليه، ويستفيدون دائماً من غياب القوانين التي تحمي المستهلك وتمنع احتكار السلعة بكل الأشكال والصور.
٭ ورغم أن حالة الركود الاقتصادي والعاطفي قد تسببت في أن تغلق بورصة الأوراق العاطفية أبوابها فقد عزَّت الرسائل عبر البريد، وخلت صفحات كشاكيل البنات من الوردة المطوية بين الصفحات، واختفت الصور الفوتوغرافية الممهورة بإهداء رقيق من حقائب البنات والأولاد، إلا أن الحكومة والناس لم يفكروا في إنشاء إدارة مكافحة التهرب العاطفي أسوة بإدارة مكافحة التهرب الضريبي.
٭ وأصبح التلفون المحمول هو الأداة الوحيدة لتداول المشاعر، ولكنها مشاعر محمولة جواً غير مستقرة ومثقلة برسوم توصيل الخطوط وضرائب المبيعات، فلجأ العشاق مرغمين إلى اعتماد كروت العواطف المدفوعة مقدماً والرسائل العاطفية القصيرة المجانية، ولكن ماذا عندما تتوقف الشبكة عن الإرسال والاستقبال؟ هل نكف عن الحب؟
هذا مع تحياتي وشكري.
الصحافة
ويني هيوستن المغنية الامريكية الشهيرة رغم نغنغبها وثرائها واستقرار بلدها وازدهاره عندها اغنية تقول :
الحب ! وما الحب
انه من الامور الثانوية !
في بلدنا هذا الذي خجوه ونسوا ان يركزوه كما فعل المهدي الكبير قديما ( خجاها وركزا ) فمالنا والحب بااختاه ! رحم الله المجذوب رحمة واسعة فقد عاش في زمان ارحب وارحم من زماننا هذا ومع ذلك رفض ان يبدأ قصيدته بالغزل كعادة الشعراء القدامي حدادا علي حال بلده :
لولا الاسي لبدأت بالغزل
كالعهد من شعرائنا الاُوِل
حب ايه اللي اختك المصرية جاية تقول عليه ! وحب ايه اللي انتي بتفتشي عليه قي مجلة فات عليها خمسة اعوام !
(هذا مع تحياتي وشكري.)…التحية لك أنتى والشكر لك على ما تخطه أناملك التى أحس أنها تحمل عقلا كبيرا وحبا أكبر وأحس انها تسبق زمانها وزماننا، أستاذة الأجيال آمال عباس لن نكف عن حب ما تكتبين من روائع وجمال وفن…