مقالات وآراء

 لهذا السبب رفض وزير الخارجية الاسرائيلي اثناء زيارته الخرطوم مقابلة “حميدتي”!! 

بكري الصائغ
١- نشرت صحيفة “الراكوبة” في يوم الخميس ٢/ فبراير ٢٠٢٣م، خبر تحت عنوان:- (وزير الخارجية الإسرائيلي يجتمع بالبرهان في الخرطوم ويغادر دون مقابلة «حميدتي»)، وجاء في سياقه:-(أجرى رئيس مجلس السيادة ، عبد الفتاح البرهان ، ووزير الخارجية الإسرائيلي ، الخميس ، مباحثات في بيت الضيافة بالخرطوم ، أحيطت بسياج عالي من السرية. ووصل وفد إسرائيلي بقيادة وزير الخارجية الإسرائيلي أيلي كوهين ، ومدير الوزارة رونين ليفي ، والمتحدث العسكري ارييه شاليملر وآخرين ، للسودان في زيارة استمرت لساعات بحسب مصادر. واقتصرت اللقاءات والمباحثات مع الوفد الإسرائيلي على قادة الجيش السوداني دون أجهزة الدولة الأخرى. وأكدت مصادر خاصة لـ«سودان تربيون» عدم مقابلة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» للوفد الإسرائيلي. وكشفت المصادر عن عدم علم قيادة الدعم السريع بالزيارة أو إخطارها بذلك ، كما لم يجتمع الوفد الإسرائيلي معها. وذكرت مصادر متعددة انضمام وزير الدفاع ومدير الاستخبارات ومدير المخابرات للمباحثات مع الوفد الإسرائيلي.). -انتهي-
٢- بالطبع كل من طالع الخبر قد دهش واستغرب من تجاهل وزير الخارجية الإسرائيلي أيلي كوهين وتعمده مع سبق الاصرارعدم مقابلة “حميدتي” اثناء زيارته الخرطوم وفضل عليه مقابلة بعض المسؤولين الكبار في المؤسسة العسكرية السودانية وتحديدآ وزير الدفاع ومدير الاستخبارات ومدير المخابرات!!، يعود سبب الاستغراب الي اننا قد لمسنا عن قرب طوال سنوات عديدة وطالعنا وقرأنا كثيرآ من قبل ، انه ما من رئيس دولة او وفد اجنبي رفيع المستوي او شخصية اجنبية شهيرة زارت السودان خلال الفترة من ابريل ٢٠١٩م وحتي ما قبل الزيارة الاخيرة التي قام بها الوفد الاسرائيلي للخرطوم فبراير الجاري ، الا وقابلت “حميدتي” باعتباره الشخصية رقم واحد في السلطة الحاكمة … فما الذي جري يا تري ، ونري الوفد الاسرائيلي يتجاهل “حميدتي” ويستثنيه من المقابلة او حتي مقابلة عابرة للتحية والسلام؟!!.
٣- بالطبع لم يكن بالغريب ان تساءلت جهات كثيرة في الساحة السودانية عن سبب هذا الرفض الاسرائيلي واصرار وزير الخارجية أيلي كوهين من مقابلة “حميدتي” الذي يعتبر من اقوي الشخصيات السودانية قريبآ من اسرائيل وصديق لجهاز “الموساد”، وهو “حميدتي” الذي سبق من قبل وقال “(90%) من السودانيين يدعمون إقامة علاقات مع إسرائيل !!”، وقال في مرة ثانية متبجحًا : (“ماضون في بناء علاقات مع إسرائيل “دون خوف من أحد”)!! .
 ٤- (أ)- حقيقة رفض الوزير الاسرائيلي والوفد المرافق معه مقابلة “حميدتي” لم تاتي من فراغ، وانما بناء علي خلفية قرارصدر من المدعية العامة في إسرائيل وموافتها علي طلب تقدم به سودانيين مقيمين في إسرائيل بشأن اعتقال نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو  “حميدتي”.
 (ب)- ولمزيد من التفاصيل حول موافقة المدعية العامة الاسرائيلية، اعود الي  خبر نشر في صحيفة “الجريدة” السودانية بتاريخ يوم ٢٦/ يونيو ٢٠٢٢م -اي قبل ثمانية شهور مضت-، وجاء في سياقه: (كشفت صحيفة “الجريدة السودانية” بأن إسرائيل ردت على طلب تقدم به سودانيين مقيمين في إسرائيل بشأن اعتقال نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”. وقالت الصحيفة أن مدير مكتب “حركة جيش تحرير السودان” عبد الواحد محمد نور بإسرائيل سابقًا، أكد وصول رد مكتوب للطلب الذي تم تقديمه من قبل السودانيين بإسرائيل للحكومة الإسرائيلية باعتقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق “حميدتي” في حال وصوله لإسرائيل. إسرائيل توافق على اعتقال “حميدتي”. وبحسب الخبر فقد وافقت المدعية العامة في إسرائيل على “اتخاذ كافة الاجراءات المذكورة في الطلب ضد حميدتي في حال وصوله إلى إسرائيل وذلك وفقًا للقانون الإسرائيلي والقوانين الدولية الموقعة عليها من دولة إسرائيل”. وأكدت الصحيفة بأن “رد المدعية العامة يمثل ضربة قوية لأطماع حميدتي في تأسيس علاقة ما بين مليشيات الدعم السريع ودولة إسرائيل والتضييق عليه على المستوى الدولي ، واعتبرها خطوة أولى في تحقيق العدالة لضحايا الدعم السريع بقيادة حميدتي”. ويأتي هذا القرار على الرغم من تأييد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الكبير لعملية التطبيع بين السودان وإسرائيل. وسبق أن أكد على بلاده تتطلع لإقامة علاقات مع كافة دول العالم بما فيها إسرائيل ، معتبراً أنه آن الأوان للشعب السوداني الذي عاش عزلة لثلاثين عاماً أن يتطلع إلى مصالحه ، ومضيفا أن العلاقة مع إسرائيل ستستمر حتى التطبيع. ). -انتهي-
٥- من راقب بدقة حال “حميدتي” اليوم ، وانه بالرغم من بروز شخصيته كرئيس علي حساب البرهان المهمش ، وصاحب الكلمة المسموعة في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية والدبلوماسية ، نجد انه قد فقد الكثير من نفوذه وسلطاته وعلاقاته مع  كثير من الدول التي كانت تعتبره حليف لها ، فقد تراجعت كثيرآ الصورة التي كان يتمتع بها في الخارج.
 (أ)- فعلي سبيل المثال نجد، ان  دولة الامارات العربية التي فيها مليارات الدولارات التي تخص آل”حميدتي” في بنوكها المتعددة ، ما عادت الحكومة الاماراتية تفضل دعوته للزيارة كما كان الحال في السابق!! .
 (ب)- ما عاد يقرب من السعودية او يواصل ولي العهد محمد بن سلمان ، خصوصآ بعد اعلانه سحب الضباط والجنود السودانيين من اليمن !! .
 (ج)- نفس الحال مع “الدوحة” التي رفعت يدها عنه!! .
 (د)- حتي عام ٢٠٢١م كانت علاقات “حميدتي” مع القاهرة سمن علي عسل ، ولكنها ما ان شعرت ان هناك تقارب مريب وقوي يزداد كل يوم اكثر قوة بينه وجهاز المخابرات “الموساد” حتي قامت برفع يدها عن صداقتها مع الجنرال المتقلب!! .
 (هـ)- هناك موسكو التي هي الاخري قلصت حجم معاملاتها مع “حميدتي ” وجيشه الخاص، واكتفت بعلاقة تهريب الذهب من مناجم (جبل عامر) في دارفورعبر تنظيم “فاغنر” الروسي!! .
 (و)- تراجع كثيرآ اسم “حميدتي” في علاقته مع الجنرال الليبي/ خليفة حفتر ، ولم تعد الصحف الاجنبية تكتب عن ارسال المرتزقة من دارفور الي ليبيا بعد ان اشتدت الاتهامات الخطيرة لكليهما في مسالة استخدام اطفال دارفور في الحرب الليبية.
 (ز)- كل ما بقي من رصيد دولي عند “حميدتي” هي مجموعة زيارات متقطعة قام بها الي دولة السودان الجنوبي، وتشاد ، واثيوبيا ، وافريقيا الوسطي!! .
٦- هناك ثلاثة اسئلة مطروحة بشدة عسي ان نجد لها اجابات: (أ)- هل البرهان شخصيآ هو من رفض وجود نائبه “حميدتي” في الاجتماع الذي تم مع وزير الخارجية الاسرائيلي؟!!.ام ان وزير الخارجية الاسرائيلي أيلي كوهين ، هو من ابدي رغبته في عدم حضور “حميدتي” الاجتماع؟!! .
 (ب)- جاء في خبر “الراكوبة”:- (ذكرت مصادر متعددة انضمام وزير الدفاع ومدير الاستخبارات ومدير المخابرات للمباحثات مع الوفد الإسرائيلي) … واسال: لماذا لم ياتي ذكر جنرالات مجلس السيادة؟!!..هل هم ايضآ تم استثناءهم من جلسة المباحثات مثل النائب “حميدتي”؟!! .
 (ج)- جاء في الخبر:- (كشفت المصادر عن عدم علم قيادة الدعم السريع بالزيارة أو إخطارها بذلك ، كما لم يجتمع الوفد الإسرائيلي معها.)!!    واسال:- لماذا كذبت قيادة “الدعم السريع” بعد عدم علمها بامر الزيارة ، وقد سبق ان قامت الصحف السودانية قبل اسبوع  بنشر خبر عن زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الخارجية الاسرائيلي للخرطوم؟!! .
 ٧- مهازل!!… وفد سوداني (١٠٠%) للقاهرة لبحث انجع السبل للخروج من الازمات التي لحقت بالبلاد … ووفد اسرائيلي زار الخرطوم في نفس اللحظة واليوم لتوطيد العلاقات بين البلدين، والتمهيد ل”تطبيع” يشبه الموجود في دولة الامارات العربية!! .

‫8 تعليقات

  1. تحياتى استاذى الصايغ
    عدم لقاء وزير الخارجية الاسرائيلي كوهين مع حميدتى اعتقد يرجع ذلك لسببين اولهما ان زيارة كوهين للخرطوم محصورة فى ملف العلاقات والتطبيع وهذا الملف لايملك خياطه حميدتى ولا يفهم فيه شيئا السبب الثانى ان اسرائيل لايمكن تخطو خطوة دون استشارة امريكا لاسيما ان هذه الزيارة أتت بعد مغادرة ( بلينكن ) لتل أبيب ، يجب أن ننتبهه للزيارة المفاجئة لتشاد من البرهان واعقبها زيارة حميدتى ايضا بفرق ساعات والذى حدث بعد ذلك بساعات ايضا مغادرة الرئيس التشادى الى تل أبيب وافتتاح السفارة التشادية فى اسرائيل .. مع ملاحظة ان ملف العلاقات مع إسرائيل من جانب حميدتى يديره أخيه الأكثر جهلا ( عبدالرحيم ) ! الكثيرون يتجنبون حميدتى لانه يدير مليشيا لا تأمر بأمر الجيش وتاريخه معروف ولوما ما قد يذهب إلى المحكمة الجنائية الدولية مع البشير .. حتى المصريين يتجنبوه فلم يلتقى به ( حاكم ) إقليم السودان ( عباس كامل ) ولا حتى السفير المصرى الذى يدع شخصا لم يلتقى به !
    وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى الطريق إلى الخرطوم ومن المؤكد بأنه سيلتقى ايضا بحميدتى تشجيعا له والوقوف معه وتوطيد علاقته ب ( فاغنر ) .. فالسودان اصبح ساحة لصراع الافيال وكل أجهزة المخابرات تصطرع فيه على رأسها المخابرات الامريكية والروسية والصينية والمصرية .. حتى ان هنالك تحالف مابين ( الامارات السعودية ) ضد المخابرات المصرية التى قررت نسف الاتفاق الاطارى الذى تعبوا فيه وجعلت بعض الأطراف تذهب إلى القاهرة

    1. عدم رغبة المبعوثين المصريين في لقاء حميدتي حسب بعض الناشطين سببه ان حميدتي قام في عهد البشير , باسر ضباط من المخابرات المصرية كانوا يساعدون احدى الحركات المسلحة داخل السودان و قتل البعض منهم في تلك المعركة

  2. هل تريد يا استاذ بكري اقناع القراء الكرام بأن سبب عدم مقابلة حميدتي هو الطلب الذي تم تقديمه من قبل السودانيين بإسرائيل للحكومة الإسرائيلية باعتقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق “حميدتي” ؟؟؟

    هل أنت مقتنع بذلك ؟؟

  3. حميدتي امر سكرتيره البرهان بمقابلة وزير الخارجية الاسرائيلي واكيد حيستدعي البرهان في مكتبه تاني يوم لينوره بما تم مناقشته من محاور امر بمناقشتها مع الوفد الاسرائلي الزائر حميدتي مافاضي وعنده حاجات اهم مشغول بها

    1. الأخ/ حميدتي الضكران الخوف الكيزان وذيلهم البرهان…
      تحية طيبة..
      والله تعليقك عجبني شديد، وبالفعل يمكن يكون ده الحصل و”حميدتي” امر سكرتيره البرهان بمقابلة وزير الخارجية الاسرائيلي واكيد حيستدعي البرهان في مكتبه تاني يوم لينوره بما تم مناقشته من محاور امر بمناقشتها مع الوفد الاسرائلي الزائر حميدتي مافاضي وعنده حاجات اهم مشغول بها !!، … يا حبيب، كل شيء ممكن في سودان اليوم، وما بستغرب ان يكون الوزير الاسرائيلي قابل “حميدتي” سرآ وجلس معه مدة طويلة اطول من مباحثاته مع البرهان، وطلب عدم الاعلان عن هذا اللقاء.

  4. الأخ/ مناضل.
    اسعد الله مساكم بكل خير ..
    رد علي تعليقك وسالت فيه، ان كان سبب عدم مقابلة حميدتي هو الطلب الذي تم تقديمه من قبل السودانيين بإسرائيل للحكومة الإسرائيلية باعتقال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق “حميدتي” ؟؟؟،، اقول لك عن ثقة تامة، ان الوزير الاسرائيلي الجديد في منصبه في الحكومة الحالية باسرائيل، لا يريد ان يدخل في مساءلة رسمية بسبب لقاءه مع “حميدتي” بعد صدور قرار المدعية العامة ، خصوصآ ان الصحف الاسرائيلية هذه الايام ليست في وفاق مع الحكومة… وتجدني مقتنع بذلك.

  5. الأخ/ سوداني طافش…
    تحية طيبة..
    تعليقك فيه تحليل قوي اكدت فيه سبب عدم وزير الخارجية الاسرائيلي مقابلة “حميدتي”، ولكني مازلت علي اعتقاد شديد، ان الوزير الاسرائيلي تحاشي عن عمد مقابلة “حميدتي” بسبب موافقة المدعية العامة الاسرائيلية علي المذكرة المقدمة من سودانيين باعتقال “حميدتي” متي وطأت قدماه الاراضي الاسرائيلية، الوزير الاسرائيلي ملتزم باحترام قوانين بلاده والقرار الصادر من المدعية العامة الاسرائيلية ، والا يدخل في مشكلة مع حكومته بسبب “حميدتي”.

  6. البرهان وحميدتي وغيرهم من عسكر السودان لا يهمهم شئ غير الجلوس في كراسي الحكم بأي ثمن حتي ولو التطبيع مع الشيطان أو قتل ثلث المواطنين كما قال المخلوع.
    حب السلطة مزروع في جيناتنا جميعا حتي انت يا بكري وحتي إنا ، ولتناكد من خلو جيناتك من حب السلطة والنزعة الديكتاتورية خلي بس تجيك فرصة لتكون في مكان الذين طغوا من قبل وتدكتروا . فإن لم تتسلط وتتدكتر حينئذ فأنت معافي من هذا الجين .
    تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..