مقالات سياسية

ترد اليد الدنيا التحية لليد العليا بتفاهمات في القاهرة

أسامة ضي النعيم محمد

 

هي لم تكن في يوم من الايام جمعية خيرية ولن تكون أبدا ، مصر السيسي اليوم هي مصر عبدالناصر والسادات وحسني مبارك ، ترعى مصالحها وعند حكامها جميعهم مصر أولا ، دعت أهل السودان المخالفين والمعارضين علي فترات طوال حقب تأريخ ثورة يوليو 1952م  الي ديارها ، تحملهم علي قبول الاتحاد مع مصر تارة وفي أخري التهمت أراضي  سودانية لبناء سدها العالي ، ثم تواصلت التعديات المصرية علي استقلال وأرض السودان  رفعت لحكم نميري شعار التكامل وسوقت الفكرة ودفعت بعملاء لها من أهل السودان لتدمير البنية التحتية لعمار السودان الذي تركه الانجليز ، غاص محي الدين صابر في بحر السلم التعليمي مفخرة السودان في ذلك الزمان ، بدل الاصداف وألآلئ تحول التعليم بلغة وحيدة (تعريب المنهج) بدلا من  المزدوجة الانجليزية والعربية التي سادت ثم أبادها سلمه التعليمي ، وكان التأميم والمصادرة كسب النميري نسخا لما عبث به عبد الناصر في الاقتصاد المصري ، بصنيعه كسدت التجارة العالمية في السودان وخرجت من بلاد السودان رؤوس الاموال والخبرات العالمية في رحلة الشتاء والصيف وقيادة القوافل التجارية بين الامم والشعوب.

هي غيرة لا نلوم مصر علي اِضمارها ، حسدا من عند نفسها وحماية لتدفق مياه النيل ، ترعى مصر سياسة اِبقاء السودان تحت العوز والحاجة ورجل افريقيا المريض أو السوداني الكسول ، بحكم تسليم العلاقات السودانية المصرية لهواة المخابرات المصرية ، تنتج الذهنية المخابراتية دوما حلولا وقائية  تكسير أجنحة الخصم وسلبه الحركة هي أدوات في ترسانة المخابرات المصرية ، شد الاطراف باستضافة جون قرنق ومعظم الحركات المسلحة من بين معاول الهدم الدبلوماسي عند المخابرات المصرية ، هكذا سار بيننا عمر سليمان الي أنفصال الجنوب حيث شعرت مصر بالاطمئنان ، عند مصر توزع مشروع جونقلي وصار أمره عند دولة جنوب السودان جزرات تقدم لابناء دولة جنوب السودان وتتحقق فتوحات مصرية هناك ، تتراوح بين اعادة مشروع قناة جونقلي الي أخري تساهم في سرعة جريان النيل الابيض قاصدا في رحلته هبة النيل.

صرخة دكتور عبد الله حمدوك بيننا أهل السودان (تصنيع المنتجات السودانية وايقاف تصدير المنتجات الزراعية خام ثم الحديث من منصات مصرية بضرورة بحث استيلاء مصر لحلايب وشلاتين فوق الطاولة بدلا عن حديث التكامل وما هو بتكامل) ، هي صرخة وصلت الي اسماع دبلومسية المخابرات المصرية ، تحركت الوفود المصرية  المخابراتية والتقى السيسي البرهان و(رفع البرهان تعظيم سلام للسيسي) خرج من لقاء السيسي بروشتة ابعاد حمدوك الارهاصات اليوم بضرورة عودة حمدوك لقيادة المسار المدني في السودان حركت شهوة العداء والحسد عند مصر السيسي ، زيارات مكوكية من رأس المخابرات المصرية لشق الصف السوداني السوداني بتفاهمات يمليها السيسي في أرض مصر لا أرض السودان . حشرت مصر الكتلة اياها لشد الجسد السوداني من أطرافه ، من دارفور والشرق وجبال النوبة وحتي حشر العناصر المسيحية في السودان وتذكيرهم بأصولهم المصرية (العرق دساس) ، بعض أذناب مصر السيسي يفضلون أم الدنيا لانها بلد الخؤولة ، تدافعت النطيحة والمتردية في فبراير 2023م الي القاهرة مصالح مصر جاهزة تتمثل في اجهاض التحول الديمقراطي في السودان واعادة الاتفاق الاطاري الي غمده ، يستل سوداني سيفا ليهدد أم الدنيا (ده أنا امسحه من وجه الارض) كما يتفاخرالسيسي في مواقف مماثلة لابراز حمايته للامن القومي المصري. ثم يذهب الامر الي استخدام مرتزقة سودانيين لزعزعة الحكم في دول افريقية لصالح مصر.

نقول للمجتمعين في مصر (اكلوا توركم بس راعوا زولكم) بلغة أبناء اليوم أحاول تشجيع جبريل وترك وأردول وأديب ومبارك الفاضل ، لا غضاضة في تناول ذبائح مصر من الثيران والجمال (اِن توفرت) ، لكن مهما بلغ عندهم حب مصر السيسي ، يبقي سودان العز والكرامة برغم جور الصديق وعنت الحبيب هي الديار التي نتناطح جميعنا في حدودها ، نحرص علي أن يكون الملعب سودانيا والكرة التي نتقاذفها بأموال سودانية ، شد أطراف السودان خبرناه وفقدنا جنوب السودان وجزء من أصول الامام الصادق المهدي -عليه رحمة الله- فقبيلة الدينكا لم تعد في حدود دولة السودان. تفاهمات مرتدة يجب أن ترسلها الوفود من منصات شرم الشيخ أو المدينة الادارية ليسمعها السيسي لانقاذ مصر من مستنقع الديون ، فشعب السودان يكن كل الاحترام للشعب المصري ويطلب احترام استقلال دولته  بحدود 1956م ، العمل الدبلوماسي السوداني في علاقاته مع مصر يجب أن  يقابل بعمل دبلومسي مصري لا مخابراتي أمني يقوده عباس كامل ، مشروعات الاطاحة بالاتفاق الاطاري تتحول الي تفاهمات لعمل مشروع مصري سوداني كما المشروع  الزراعي الذي تركه كتشنرفي قلب أرض الجزيرة السودانية كأكبر مشروع في العالم بري انسيابى سكك حديد السودان مصر يجب أن ترتبط مع بعضها من الجنينة الي القاهرة ومن كادوقلي الي الاسكندرية ، هكذا تتفرغ شحنات الحسد عبر تفاهمات تبذلها اليد الدنيا السودانية ردا لتحية يد مصرالعليا التي أطعمت وأوت وفد الكتلة الدمقراطية لاجهاض الاتفاق الاطاري لمسار الحكم المدني في السودان.

وتقبلوا أطيب تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..