مقالات وآراء

حسن اسماعيل (سوء) الخاتمة السياسية

المثني ابراهيم بحر

لم يتمالك الكثيرين انفسهم من الضحك بشدة عند مشاهدتهم لمناظر الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي   لوزير   الأعلام   الأسبق خائفا مذعورا بجوار مجري مياه  عقب سقوط نظام  البشير في مناظر كوميديا اعادت  للاذهان مشاهد صور (القذافي) لحظة القبض عليه بجوار مجري  للمياه ,ولا اظن ان  هناك من  هو اتعس حالا من تعيس الحظ   وخائب الرجاء (حسن اسماعيل) المشهور بحسن (طرحة)    و(حسن اسماعيل)  لمن لا يعرفونه كان واحدا من من ابرز  كوادر القيادات الطلابية والشبابية  الخطابية لحزب الامة شاهرا  سيفه تجاه النظام الأسلاموي بشراسة  تشهد له سوح الجامعات السودانية بصولات وجولات  في تسعينات القرن الماضي والفية القرن الحالي  كادرا شرسا  وخطيبا مفوها .

(حسن اسماعيل) قضي جل سني عمره موجها سيفه ضد  النظام , وبقدرة قادر قبل حوالي عام تفاجأ به الكثيرين وزيرا في  حكومة ولاية الخرطوم ثم قبل ايام وزيرا للأعلام ليصبح بوقا للنظام السابق   , فقد أحسنت عصابة البشير  توظيفه  وزيرا للاعلام واستغلال ملكاته الخطابية   ,فكان أحد أبرز الذين  أجادو تقديم فن الالهاء واجاد  الدور المرسوم له بعناية فائقة  يحسده عليها ابرع الممثلين , وشاهدناه يتحدث كالاراغوز  في الفضائيات يداري عورات أولياء نعمته  ومرددا ترهاتهم  الكذوبة وكهنوته المأجور , فماذا كان سيضيره لو أنه صبر قليلا ليلتحق بالثورة لو لا انها الانتهازية وحب الذات  والشخصية البراغماتية التي كشفت عن نفسها الدنيئة  ينطبق عليه الحديث الشريف: إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له بعمل أهل النار، ؟ وما ينطبق علي حسن اسماعيل ينطبق علي (مبارك الفاضل) الذي طرده المتظاهرين شر طردة  من مقر الأعتصامات  فهي   دروس مجانية   لجميع  الانتهازيين وأصحاب المصالح .

 

(حسن اسماعيل) خدم عملية التشويش  كمفعول به وليس كفاعل اساسي كما  ظل يعتقد , ولذلك فهو   يمثل الانتهازية  بكل قبحها وسوءاتها , وامثاله  منتشرين في هذا الوطن  من الذين تسلقوا علي اكتاف الضحايا, وهؤلاء هم افة العمل السياسي والعام , ولا دواء لهم الا بالديمقراطية, فهو  يمثل حالة من تجسيد واقع الشمولية في هذا الوطن, فلقد تجمع كل قهر وقمع وتشويه  نظام الانقاذ في( شخصية حسن اسماعيل) البراغماتية   بتجسيده لممارسات  النظام  فهي ليست بالصدفة …! فقد سمحت ظروف هذا الزمان الأغبر  لبروز فنون  الالهاء و القمع والتشويه والتسطيح والابتزال  التي تخدم ايدلوجيات النظام, وشجعه نظام الوعي الزائف وقمع الحريات لأنه يبعد الناس عن الاعتراض والسعي نحو التغيير في الحقبة الماضية , ولا يعود هذا السلوك المتخلف الى السهو او عدم اللا مبالاة، ولكنه نابع من صميم قناعاتهم,(فحسن أسماعيل) وأمثاله  ظاهرة تحتاج الي دراسة فهي  تعكس الحال الذي وصل اليه حال اعلامنا في حقبة هذا النظام المليئة بالعجائب والمحن .

 

‫4 تعليقات

  1. للأسف الشديد جدا أن هذا هو حال الكثير من ساسة السودان واحزابه والقائمة تطول …
    وأكاد أجزم أن حسن طرحة واحمد بلال وشاكلتهم هم أسوأ من المؤتمر الوطني ذاته…..

    وللأسف الأكبر أن هؤلاء المتسلقين والانتهازيين في سوداننا كما علمنا التاريخ أنهم من ينالو المناصب والدولارات علي مر العهود وقد نسمع به غدا من ضمن قوي الثورة أو في منصب وزاري والأمثلة كثيرة…فما أيسر عليهم تغيير جلودهم تبعا لبوصلة مصالحهم

  2. لمن كنت انصاري الهوي والمزاج كنت راكز ومستأسد بس يا خساره اندغمت وجاورت جماعة [هي لله ] .
    تكوزنت وقربت تموت فطيس. احييك علي هذه الحركه القزافيه البديعه .الدب الداشرالحركه دي ما بقدر عليها يا ابوعلي ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..