بيان التدشين النهائي للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب
باسم الثورة السودانية
باسم الشعب الواهب أبداً
مهر الدم ثمن الحرية
باسم الجيل السيف العاري
السيل الضاري الطلق الناري
الشمس الحية
الحارس بيتنا صباح وعشية
باسم الشهداء القرشي وقرشي
وعنبر جودة وأيام سودة مع الرجعية
ما بنستسلم حتى الموت
يوم صممنا وصوت الشارع اتقدمنا
وين حنقبل لو ساومنا
مابنستسلم حتى الموت
لو نتساقط واحد واحد ما بنسلم
وتحيا الثورة السودانية ..
الرحمة والمغفرة والخلود لشهداءنا الأبرار. وعاجل الشفاء للجرحي والمصابين.
والعودة الآمنة للمفقودين. والنصر الظافر لثورتنا المجيدة.
تحايا الثوره والنضال لثائرات وثوار بلادنا الحبيبة بالداخل والخارج، الذين ظلوا يسطرون الملاحم العظيمة والتضحيات الجسيمة في سبيل تحقيق دولة الحرية والسلام والعدالة.
ونخص بالتحايا النازحين في معسكرات النزوح. واللاجئين والمهجرين والفقراء وضحايا الحروب بفعل سياسات القهر والاستبداد.
بنات وأبناء شعبنا العظيم:
نخاطبكم اليوم ويتكرر التاريخ من معركتنا ضد الاستعمار التركي وحركة دوران النضال في تحرير بلادنا من الاستعمار المتجدد، نحن في لجان المقاومة على امتداد السودان في مدنه وأريافه وفرقانه البعيدة، لنعلن لكم الانتهاء من صياغة وبلورة رؤيتنا السياسية والتنظيمية المتمثلة في الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب. والهياكل التظيمية للجان المقاومة الموقعة على الميثاق، والقوى الثورية التي ستوقع على هذا الميثاق.
لقد ظلت لجان المقاومة في السودان ومنذ تأسيسها هي روح الثورة وقلبها النابض وحارسها الأمين، وهي ابتكار يعبر عن عبقرية الشعب السوداني في تنظيم صفوفه وقواه الحية لإنجاز أهداف ثورته وتحقيق مطالبها. وفي سبيل ذلك استشعرت لجان المقاومة في كل السودان ضرورة وأهمية امتلاكها لزمام المبادرة في وضع رؤية برامجية تعبر عن أهداف الثورة ومطالبها باعتبارها صاحبة المصلحة الحقيقية في إنجاز تلك الأهداف، ولحراسة الثورة من كل أشكال التغول والانتهاز، ولتحقيق شعار (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب، والعسكر للثكنات والجنجويد يتحل).
إننا بلجان المقاومة احفاد وحفيدات المستشهدين دفاعاً عن شعبنا منذ ما قبل التاريخ الميلادي مروراً بشهداء معركة كورتي التي تمت في مثل هذ اليوم من العام ١٨٢١م ضد قوات الإحتلال التركي وحملات الدفتردار و معركة كرري وعنبر جودة ومحرقة الجنوب وقصف الجزيرة أبا ومقاصل السفاح نميري.
إن ميثاقنا المقدم لكم اليوم، هو نتيجة أكبر عملية نقاشات قاعدية تمت من قطاع واسع من السودانيات والسودانين بداية بميثاق سلطة الشعب المطروح من لجان مقاومة مايرنو في (19 نوفمبر 2021م)، والتوقيع عليه من قبل عدد من لجان المقاومة بالسودان بتاريخ (6 ديسمبر 2021م). والإعلان السياسي للجان مقاومة ودمدني بتاريخ (22 يناير 2022م). ثم التوحد مع الميثاق الثوري المقدم من اللجنة الميدانية بشمال كردفان بتاريخ (12 فبراير 2022م). صاحب ذلك إنتاج لجان المقاومة بولايات السودان الـ(17) وانتجت الميثاق الثوري لسلطة الشعب. وحينها قامت تنسيقيات ولاية الخرطوم بإنتاج وتطوير ميثاق تأسيس سلطة الشعب بتاريخ (27 فبراير 2022م).
تم بعدها إدارة عملية نقاشات قاعدية واسعة وورش مشتركة للجان المقاومة بكل السودان وصولاً إلى الميثاق المطروح أمامكم اليوم.
إننا ندرك إن إنتاج الميثاق الموحد قد استغرق وقتاً طويلاً، وذلك لطبيعة تكوين لجان المقاومة وقيادتها الأفقية لعملها وتعبيرها عن أكبر طيف من الشعب السوداني.
شعبنا الصابر الصامد:
إننا نضع بين أياديكم تشريحنا للواقع السوداني منذ الاستقلال، والذي يمكن تلخيصه في إننا كشعب ظللنا ضحايا لطموحات الاستعمار الحديث ووكلائه المحليين، مما قاد شعبنا نحو مزيد من الفقر والتشريد، وارتهان سياستنا الداخلية للخارج وانتهاك سيادتنا الوطنية.
وإننا نرفض سياسة التبعية لأنها لم ولن تقدم لشعبنا سوى مزيداً من الاذلال والتخلف ونهب الموارد.
اننا في لجان المقاومة بطرحنا لهذا الميثاق وهياكله نتطلع لتقديم نموذج لطريق ثوري جديد لاسقاط هذا الانقلاب وكل محاولات التسوية والشرعنة له. مستلهمين تجارب شعبنا في النقد والتقويم لعملنا الثوري المستمر لإيجاد بوصلة حقيقية كيف يحكم السودان
رفاقنا في النقابات والأجسام الثورية والمطلبية:
– إننا ننتظر منكم عقد جمعياتكم العمومية وانتخاب قيادتكم المشتركة التي تعبر عن قضاياكم وتسعى لتحقيقها وتسمية مناديبكم للسلطة التشريعية بمستوياتها المختلفة لنتمكن معا من تحقيق أهداف تورتنا. فالنقابات هي الجناح الثاني لثورتنا ولا يمكننا الوصول لإنجاز اهدافنا بدونها ( الثوره نقابة ولجنة حي).
– ونناشد رفاقنا بالاجسام المطلبية والثورية لوضع اياديهم على ايادينا لنسير معا. فهم تعبير حقيقي عن قضايا جماهيرهم والتي نثق في ترجمتها بهذا الميثاق بوضوح.
– كما نناشد ونمد أيادينا للأحزاب السياسية المؤمنة بإسقاط هذا الإنقلاب، والرافضة التسوية معه، لتشكيل تحالف عريض وصولاً لتكوين جبهة عريضة للعمل الثوري لإسقاط الانقلاب وتوابعه، ومن ثم العمل على بناء دولتنا المنشودة.
عليه سوف نشرع في التواصل ومخاطبة القوى المهنية والعمالية، والقوى السياسية والثورية، والأجسام المطلبية والنسوية، وتنظيمات النازحين، من أجل التوصل لإبداء مواقف مشتركة وتنسيق الجهود من أجل انجاز الوحدة البرامجية والتنظيمية.
رفاقنا في لجان المقاومة وجماهير شعبنا الأبي:
إن ضمان تحقيق هذا الميثاق لاهداف الثورة يتمثل في وحدة لجان المقاومة وتحالف قوي الثورة البرامجي ووحدة جماهير شعبنا في تنظمياته الديمقراطية. والعمل على تطبيق السياسات والبرامج المنصوص عليها في هذا الميثاق. وتلافي ومعالجة أخطاء الحكومة الانتقالية السابقة المتمثل في تطبيق برنامجها الاقتصادي المعيب. وتقاعسها عن أداء واجباتها بتكوين المجلس التشريعي كأعلى سلطة وفي تحقيق العدالة الجنائية والعدالة الانتقالية والاجتماعية. وإقامة المحاكمات العادلة لكل الجرائم والانتهاكات. لا سيما جرائم النظام المباد طيلة الثلاثين عامآ ونيف وجرائم وانتهاكات اللجنة الامنية ابتداءآ من فض الاعتصام وانتهاءا بالانقلاب العسكري وجرائمه
إننا بصياغتنا لهذا الميثاق نكون اكثر عزما بارجاع السلطة للشعب. ونكون اكثر ثقة بأن اي حكومة ثورية مسنودة بشعبها قادمة ستعمل وفق برنامج يعبر عن قضايا شعبنا في الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم.
إلى المجتمع الإقليمي والدولي نقول:
اإننا نرحب بكافة أشكال التعامل والتعاون لضمان السلم والأمن الدوليين والعلاقات المبنية على الندية والإحترام المتبادل القائم على تحقيق مصالح شعبنا المشتركة.
ونؤكد على احترامنا لمؤسسات العالم الديمقراطية والتي لا تسعي نحو ظلم شعبنا أو فرض أجندتها ونمد أيادينا بيضاء للتوحد تجاه معالجة مشاكلنا المشتركة وتحسين حياة شعوبنا ورفاهيتها.
ونرفض كافة أشكال التدخل في شئوننا الداخلية وفرض سياسات التبعية والسيطرة وانتهاك سيادتنا الوطنية.
ختاماً نقول:
إننا لسنا في أزمة؛ وإنما في ثورة اقسمنا أمام شهدائنا أن نكملها.
عاش الشعب السوداني حراً أبياً كريماً …
وعاشت لجان المقاومة حارساً أميناً للثورة، وخنجراً مسموماً في خاصرة كل الطغاة والانتهازيين والقتلة وبذلك نعلن خطواتنا الجادة لسلطة الشعب وانتزاعها.
لجان المقاومة الموقعة على الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب
4 فبراير 2023م
