الكورباج
عبدالرحيم محمد سليمان
دابت احدى المنظمات الدولية على اجراء احصاء دوري للنازحين فى معسكر ابو النجا فى القضارف يتضمن اخذ تواقيعهم وبصماتهم بحجة انهم سيستلمون مساعدات مالية في وقت لاحق، غير ان الايام تمضي والاسابيع تمر ولا تفى المنظمة بوعودها ولا يرى لها اثر الا بعد مرور عدة اشهر، وعند ظهورها مجددا تدعي ان المساعدات العينية التى قدمتها مؤخرا المنظمات الاخرى العاملة فى المعسكر حجبت المساعدات المالية التى وعدت بها، ثم تعود تبدا عملية احصاء جديدة تحمل توقيعات وبصمات النازحين تماما كما تفعل دائما، ولفت هذا التكرار نظر النازحين ودفعهم للتساؤول حول صدق نوايا المنظمة والاجراء المتخذ من قبل السلطات فى مراقبة اداء المنظمات بصفة عامة لضمان وصول المساعدات لمستحقيها بفعالية وعدالة؟.
الفساد لا دين له، والمنظمات الاممية لا تزال تنفق تريليونات الدولارات على تقديم المساعدات للاجئين الحرب الاثيوبية الاريترية التى انتهت بتحرير اريتريا في عام1991، وذلك في معسكرات الشجراب، وام طنيدبة، وغيرها من المعسكرات التي انشئت لايواء الفارين من جحيم تلك الحرب، مع ان هذه المعسكرات تكاد تكون اليوم خالية من اللاجئين الذين انتفت اسباب لجوئهم منذ سنوات، ومع ذلك، فان المنظمات الاممية تقدم للمتبقين منهم، القليل فقط من هذه الاموال الضخمة، اما بقية الميزانية، فالله تعالى اعلم بمصيرها.
وفى السياق نفسه يطالب النازحون فى معسكر ابو النجا سلطات الولاية بالتقصي عن الواقعة تمهيدا لاجراء تحقيق شامل يكشف مصير هذه الاموال التى يصرون على انها وصلت بالفعل الى حسابات المنظمة، لكنها ضلت طريقها للمستفيدين الحقيقين.
وبدورنا نلقي الكرة في ملعب السلطات المختصة لاتخاذ ما تراه مناسبا بشأن الواقعة حال ثبوتها، اذ ان التوقيع واخذ البصمات دون الوفاء بالوعد يعد وفقا لنص المادة (178) من القانون الجنائي السوداني، فعلا يشكل جريمة احتيال.
