
كتبت قبل ايام زاوية عن الفساد الخفي وغير الظاهر الذي يمارسه مدراء المكاتب والعاملين في المؤسسات وفي واحدة من التحقيقات التي نشرتها الجريدة عن فساد المنظمات الوطنية اتضح ان هنالك سائق يعمل بمنظمة ام الفقراء الخيرية يمتلك اكثر من خمس سيارات خاصة له ولافراد اسرته وعمارة ضخمة بحي المهندسين وهذا فقط ذكرته كمثال ودلالة فساد الصغار او القطط (النحيفة) التي ربما تكون تجاوزاتها اكبر بكثير من القطط السمان والثعالب وكل الحيوانات البرية المتخصصة في إلتهام المال العام الذي جعل من بطونهم مكامن ومواعين لأكل السحت والمال الحرام وكأنهم يعيشون في هذه الدنيا ابدا لايتذكرون غدا ولايأبهون لدعوات المظاليم والفقراء.
وسيناريو آخر من سيناريوهات الظلم تجسدة حكاية الحاجة حرم سليمان عبد الصادق التي كرمت في العام 2009 كأم مثالية اختارتها جمعيات عديدة من بين مئات النساء اللائي درجت الجمعيات كل عام على اختيار ام مثالية يتم تكريمها من قبل رئاسة الجمهورية وبالفعل تم تكريمها وبما انها تسكن في بيت في احدي الاحياء الطرفيه لاكثر من 16 سنه منحته لها لجنة الحي التابعة لصندوق الاسكان والتعمير بولاية الخرطوم رأت اللجنة ان تقوم بشراء المنزل ومنحه لها كهدية بمبلغ دفعته الجهات المسؤولة عن التكريم
وجاء ممثل اللجنة الى الصندوق لمعرفة صاحب المنزل الذي بالتكيد سيكون مقيدا بسجلات الاراضي ولكن كانت المفاجأة ان المنزل غير مسجل ولايوجد له مالك فاعتبر الممثل ان هذا شيئاً ايجابي يسهل عملية تمليك المنزل للحاجة حرم ووافق المسؤولين في الصندوق على تسليم المنزل بعد اسبوع ولكن ولانهم لايتركون ممارسة اللعب الملتوي عرف احدهم بخبر البيت (الهامل) وان المرأة (مسكينة )لاحول لها ولاقوة وفي ظرف اسبوع حول المنزل الى اسمه وعندما جاءوا في الموعد اجابوهم بان المنزل تم بيعه لشخص اخر يقيم بالمهجر لتكتشف كذبهم وخداعهم اوان من إشتراه او حوله الي اسمه دون شراء هو احد العاملين بمكتب الاراضي.
ولم يقف الأمرعلى هذا الحد بل جاء اليها وطردها بشكل مذل ورماها في العراء هي وأبنائها وممتلكاتها فعادوا ورفعوا شكواهم الى مديرالصندوق الذي وعدها بمنحها بيت اخر ولكن تعبت الحاجة حرم وحفيت اقدامها واصحبت نغمة (تعالي بعد اسبوع ) لاتجدي ولاتفيد نفعا وفي النهاية عرفت ان الذين كلفهم المدير بمنحها المنزل هم ذاتهم الذين نزعوا منها بيتها الأول فكيف تكون الشكوى لشخص عليل
والتكريم واختيار الأم المثالية بدلا من ان يفرح قلبها ويسعدها تحول الى عبء آخر وهم ثقيل لم تكن الحاجه حرم بحاجة اليه وبما ان المنزل اخذه من لايستحقه عنوة و(حمرة عين ) وبما أن التكريم الذي شرفه الرئيس المخلوع ذهب بذهابه فنحن نترك كل الذي عدى وانتهى ونبدأ صفحة جديدة علها تنهي التراجيديا ونرسل صوتنا من هنا الى مدير صندوق الاسكان والتعمير ان يكون وفيا وصادقا في وعده ويمنحها بيتا ولاولادها الغلابة وهي ليست (متسولة) في مكاتب الإسكان هي تريد ان تشتري بحر مالها ..واماهو اهم بالبيت بكثير ان لايستعين المدير بمعاونيه !!
طيف أخير
والفرح يملأ المدينة والبيوتات الحزينة
صباح محمد الحسن
الجريدة