اتساع الهوة: للأسف.. بالنسبة للكثيرين فإن الحكومة في عامها لم تجد ما تتفاعل به مع كل التطورات الإيجابية غير تسديد طعنة نجلاء إلى قلب الحوار الوطني

الخرطوم- بَهرام عبد المُنعم
استبشر أهل السودان خيراً بخطاب “الوثبة” مطلع يناير 2014م، ودعوة الرئيس عمر البشير للقوى السياسية للانخراط في الحوار الوطني، لكن العام انقضى دون أن يصل الحوار إلى مُبتغاه. رويداً، رويداً، وقعت أحداث جسام، أهمها تبرئة السيدة “أبرار” من تهمة الردة في أعقاب صدور قرار قضى بإعدامها، وتوقيع “إعلان باريس”، ومطالبة الحركة الشعبية “قطاع الشمال” بالحُكم الذاتي للمنطقتين، النيل الأزرق وجنوب كردفان، فضلاً عن اعتقال، الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي، وإبراهيم الشيخ، رئيس حزب المؤتمر السوداني، بعد أن وجها اتهامات لقوات الدعم السريع، فضلاً عن اعتقال مريم المهدي، فور عودتها من باريس. بالإضافة إلى اعتقال زعيمي المعارضة؛ فاروق أبو عيسى، وأمين مكي مدني، إثر توقيعهما اتفاق “نداء السودان”، مع الحركات المسلحة. ويقول الكاتب والمفكر السياسي، كمال الجزلي في مقال منشور موسوم بــ”عِيدٌ بأيَّةِ حَالٍ” إنه عند نشر هذه المقالة لا تكون قد تبقت في قاع كأس هذا العام الذي يوشك على الأفول غير ثُمالة أيَّام معدودات يطلُّ، بعدها، فجر الأوَّل من يناير، الذكرى التاسعة والخمسون لاستقلالنا الوطني المجيد، في غرَّة جبين عام آخر من روزنامة عذابات السُّودان التي تكاد لا تنقضي، خصوصاً في دارفور وجنوب كردفان والنِّيل الأزرق.
ضمن دعوته للحوار الوطني، أعلن الرئيس البشير عن خُطة إصلاحية تضمنت دعوة أحزاب المُعارضة والحركات المسلحة إلى حوار وطني شامل، يشتمل على أربعة محاور تتمثل في “وقف الحرب وتحقيق السلام، المجتمع السياسي الحر، محاربة الفقر، وإنعاش الهوية الوطنية”. وعلى الفور انقسمت قوى المعارضة السياسية، وأعلن كل من حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، قبول الدعوة، بينما رفضتها بقية الأحزاب المكونة لتحالف المعارضة والحركات المسلحة. واشترط رافضو الحوار أربعة شروط تتمثل في وقف الحرب، وإلغاء القوانين المُقيدة للحريات وتحديد فترة انتقالية تقودها حكومة قومية تشرف على إعداد الدستور الدائم وإجراء انتخابات حرة نزيهة. وفي أبريل الماضي، أصدر الرئيس البشير قرارات سمح بموجبها للقوى السياسية بممارسة العمل السياسي، وإتاحة حرية الإعلام، وبتوفير ضمانات لقادة الحركات المسلحة للاشتراك في الحوار. لكن كمال الجزولي يرى أن الحكومة لم تجد، للأسف، ما تتفاعل به مع كل تلك التطورات الإيجابية غير تسديد طعنة نجلاء إلى قلب ذات “الحوار الوطني” الذي كانت اجترحته بنفسها، حيث أقدمت على اعتقال فاروق أبو عيسى، وأمين مكي مدني، فور عودتهما إلى البلاد من العاصمة الإثيوبيَّة، في ديسمبر 2014م، وتدوين بلاغات في مواجهتهما بارتكاب “جرائم” ضدَّ الدَّولة تصل عقوبة بعضها إلى الإعدام، وإلى ذلك تهديد الصَّادق المهدي بنفس المصير إنْ عاد إلى السودان، عقاباً لهم أجمعين على توقيعهم نداءً سلمياً يدعو إلى وقف الحرب، وإرساء السلام، وتفكيك دولة الحزب لصالح دولة الوطن القائمة على أسس المواطنة، ومبادئ الديمقراطية.
وشهد العام المنتهي غدا أيضاً، نبأ اتهامات الاغتصاب الجماعي لمائتي امرأة في منطقة “تابت” بولاية شمال دارفور، نهاية نوفمبر الماضي، ورفضت الحكومة السماح لبعثة يوناميد بإجراء تحقيق أول مرة، ثم سمحت لها لاحقا، وخلصت في تحقيقها إلى عدم وجود أدلة، بيد أنها عادت وشككت في تحقيقها الذي قالت إنه جرى في أجواء ترهيب للضحايا والشهود، فطالبت بإجراء تحقيق آخر رفضته الحكومة. وتوترت العلاقات بين الحكومة والبعثة بسبب هذه الاتهامات، وطلبت الحكومة منها وضع “استراتيجية خروج” من البلاد، إلا أن إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة رفضت طلب الحكومة، وقالت إن قوات حفظ السلام لن تغادر دارفور قريباً.
بدأ العام 2014م بأمل بالنسبة للسودانيين، لكنه انتهى طبقاً لمراسل “الشرق الأوسط” بالخرطوم، أحمد يونس، بــ”بميلودراما” أفضت إلى مزيد من التصعيد، بل وربما عاد بالأشياء لمربعها الأول. التصعيد ربما يكون نتيجة لطرد الحكومة مؤخراً للمنسق المقيم للشؤون التنموية والإنسانية للأمم المتحدة، علي الزعتري، وإيفون هيلي، المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالخرطوم، في أعقاب احتجاج، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، على طرد الموظفين الأمميين، ودعوته للحكومة للعدول فوراً عن قرارها، ورد وزارة الخارجية بأن قرارها سياسي يستند إلى أحكام المادة التاسعة من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961م التي تنص على أن “للدولة المعتمد لديها في أي وقت وبدون ذكر الأسباب أن تبلغ الدولة المعتمدة أن رئيس أو أي عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسي أصبح شخصاً غير مرغوب فيه”.
اليوم التالي
نرجو من النظام الحاكم ايقاف هذا العبث فورا وقد نالت ما ترجوه من حوار الوثبة وتلاعبت بعواطف احزاب الوثبة وستغلت سذاجتهم وتعطشهم للسلطة والجاه وما زال بعضها معلقا بحبل حوار الوثبة ولا يريد ان يفيق من غفوته ليجد نفسه في الشارع مجددا حيث ليس لهم في الشارع نصيب ولا قواعد مثلها مثل تلك الاحزاب الهلامية التي تتبع الوطني الوطني باسم القاعدة العريضة التي لاوزن لها ولا قيمة تذكر .
فضوا هذا السامر فورا حيث ان الشعب السوداني بات في حالة تعجب وقرف بالغين من الاستمرار في هذه الملهاة
الا يمل هؤلاء ماهم فيه .. متى صدقهم النظام الحاكم طيلة 25 عام ومتى صدق مع الشعب .. وماذا اذا انتفض الشعب على النظام واسقط النظام الحاكم فباي الحبال سيتمسكون هؤلاء ام سيفضلوا واثبين في الهواء كماهم ؟
على المعارضة نفض يدها من لعبة التطويل هذه و الاتجاه بأسرع ما يمكن لإعلان مقاطعةالانتخابات التي يدعو اليها مدفع الدلاقين و زمرته و شن حملة قوية لهذه المقاطعة على المستوى الجماهيري، و هذا امر ليس بالسير بل هو في متناول اليد. هذه فرصة ذهبية لوضع هذا النظام في حجمه الطبيعي ثم القضاء عليه. و لتبدأ الدعوة و التعبئة لمقاطعة الانتخابات منذ اللحظة و بلاش مضيعة زمن. و لا أظن ان أحدا يستطيع ان يشكك في رغبة الناس، بل توقهم، لتلك المقاطعة. الوقت موات للمنازلة و المقاطعة فلا تضيعوه في مماحكات مع هؤلاء الأرذال.
نظام الانقاذ سوف يترك السُلطة طواعية , هذا معلوم للقاصى و للدانى حتى ان مسئولى النظام يتحدون الجميع و يقولون بأنهم سوف يظلون محتكرون للسلطة و للثروة و لا شراكة مع أىٍ كان ,
و قد قالها صراحة سيئ الذكر صاحب اللسان الزفر نافع على نافع الذى قال: ” واهم من يعتقد أننا سنعمل على تفكيك مسامير النظام ونضعها في طاولة بقاعة الصداقة” ,
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-157525.htm
هذا النظام المستبد المتهالك لابد من إقتلاعه إقتلاعاً من جزوره و رميه فى مزبلة التاريخ حيث مكانه الطبيعى و محاكمة مسئوليه و محاسبتهم على جرائمهم التى فعلوها ضد الوطن و ضد مواطنى السودان , و هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم و بمرور السنين ..