الأطفال ضحايا الحكومة

بالأمس كنت قد كتبت في هذه الزاوية عن الأطفال ضحايا الخلاوي الذين يواجهون العنف والجوع والمرض والاستغلال بجميع أنواعه، وليست الخلاوي وحدها من يحدث فيها ذلك، المدارس أيضاً ولو بدرجة أقل لأنها مؤسسات رسمية تتبع لوزارة تسأل ويقع عليها اللوم، الأسوأ والأمر أن حقوق الأطفال أصبحت تنتهك في كل مكان، وما الشوارع التي تعج بهم إلا دليل يدين الحكومة قبل المجتمع، كما تهدر طفولتهم حتى داخل أسرهم حيث يوجد أعز وأقرب الناس إليهم، ومن يزور أقسام الشرطة يجد بلاغات يشيب لها الولدان، وما خفي بلا شك أعظم .
لا شك أن هذا حدث بسبب المناخ الملوث الذي تهيأ لكل الشعب السوداني بسبب سياسات الحكومة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أثبتت فشلها في بناء دولة الرعاية الاجتماعية، مما أدى إلى انتكاسة اجتماعية لمجتمع ظل صارم الالتزام بمكارم الأخلاق والقيم، سياسات الحكومة تلك نتج عنها ارتفاع في الجرائم والظواهر السالبة وانتهاك حقوق الآخرين ولم يسلم حتى الأطفال الفئة الاجتماعية الأضعف فكثر الاعتداء عليهم، وأظن أن السودان اليوم أصبح واحداً من أكثر الدول إهمالاً للأطفال وانتهاكاً لحقوقهم .
وزارة الداخلية في تقرير أدائها خلال التسعة أشهر الماضية أمام البرلمان أقرت بارتفاع بلاغات الاستغلال الجنسي والعنف الجسدي والإهمال ضد الأطفال، والبلاغات الجنائية الأخرى ضد الأطفال، إلى 1786 بلاغاً خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بـ1149 بلاغاً خلال الربع الأول من العام الماضي، أمام البرلمان أمس، عن تدوين عدد 359 بلاغاً بالاستغلال الجنسي، 964 بالعنف الجسدي، 40 بلاغاً بالإهمال، 432 من البلاغات الأخرى الجنائية ضد الأطفال، وأوضح الوزير أن عدد المتهمين بلغ 1748 متهماً خلال الثلاثة أشهر الماضية، مقارنة بـ 222 بلاغاً بالاستغلال الجنسي و550 بالعنف الجسدي، و25 بالإهمال و352 من البلاغات الجنائية الأخرى، خلال الربع الأول من2017م بعدد 1240 متهماً، وقال الوزير إن الوزارة قدمت خدمة لعدد 590.148 طفلاً (ضحايا، شهود، وجانحين) في الفترة من 2013 إلى 2017م، ولفت إلى زيادة بلاغات الاستغلال الجنسي عن العام الماضي بـ62% والعنف الجسدي بنسبة 75%، الإهمال بـ 60%، والبلاغات الجنائية الأخرى بنسبة 20% وعدد المتهمين بنسبة 41%، فيما ارتفعت البلاغات بنسبة 55%.
هذه الإحصائيات الرسمية لا شك إنها مخيفة بمعنى الكلمة وهي تكفي لأن تكون دراسة رسمية تؤكد عمق الشرخ الذي حدث في المجتمع السوداني، فارتفاع الجرائم خاصة التي تتعلق بالسلوك والأخلاق والقيِّم، تؤكد غياب الأمن الاجتماعي والنفسي وما يتعرض له الأطفال في السودان مسئولية الحكومة وحدها.
وزارة الخارجية قالت إنها قدمت دعماً لأكثر من 590 ألف طفل هم (ضحايا وشهود وجانحون) خلال خمس سنوات، السؤال الذي يفرض نفسه هل ما زالت تتابعهم باستمرار، وماذا عن الباقين ممن تعرضوا لانتهاكات من العدد الذي ذكرته، وكذلك ماذا بشأن أطفال الخلاوى والشوارع وغيرهم إلا يستحقون الحماية والدعم؟.
حقيقية المجتمع السوداني كله وقع ضحية للظروف التى وفَّرتها الحكومة عمداً، وليس هناك علاج يحمي المجتمع دون تحقيق الأمن الاقتصادي والاستقرار السياسي ومن دونهما لن يتعافى المجتمع السوداني، ولكن لا نشك إنه يمكن أن يفعل الكثير من أجل الأطفال فهو رغم كل ما يحدث يملك ما يكفي من قوة ليخلصهم ويحميهم.
التيار
نقف معك بشدة يا استاذة، يجب اقفال هذه (البلاوي) فورا” وارسال الاطفال للمدارس، كل الطلاب الذين يدرسون في الخلاوي من الطبقات الفقيرة، فهل المطلوب ان يكون حفظة القرآن هم الفقراء؟ لماذا لا يرسل اصحاب المال القائمين على امر الاسلام من الاخوان المسلمين اطفالهم الى تلك الخلاوي اذا كانوا مقتنعين ومهمومين بحفظ القرآن؟
ثم ما الداعي لحفظ القرآن في هذا العصر اذا كان بامكانك الحصول عليه في مصحف بخمسين جنيها” او ان تحمله مجانا” في الموبايل مقروءا” بأجمل الاصوات؟؟؟
علموا هؤلاء الاطفال في المدارس كغيرهم من الاطفال او افتحوا لهم مراكز يتعلمون فيها النجارة والحداد والسباكة والميكانيكا او اي مهنة محترمة اخرى ليفيدوا اسرهم وانفسهم بدلا” عن قتلهم بحفظ القرآن.
البلد ليست بحاجة الى حفظة قرآن لا يفيدونها بشيئ نحن بحاجة الى (صنايعية) وليس (عواطلية).
نقف معك بشدة يا استاذة، يجب اقفال هذه (البلاوي) فورا” وارسال الاطفال للمدارس، كل الطلاب الذين يدرسون في الخلاوي من الطبقات الفقيرة، فهل المطلوب ان يكون حفظة القرآن هم الفقراء؟ لماذا لا يرسل اصحاب المال القائمين على امر الاسلام من الاخوان المسلمين اطفالهم الى تلك الخلاوي اذا كانوا مقتنعين ومهمومين بحفظ القرآن؟
ثم ما الداعي لحفظ القرآن في هذا العصر اذا كان بامكانك الحصول عليه في مصحف بخمسين جنيها” او ان تحمله مجانا” في الموبايل مقروءا” بأجمل الاصوات؟؟؟
علموا هؤلاء الاطفال في المدارس كغيرهم من الاطفال او افتحوا لهم مراكز يتعلمون فيها النجارة والحداد والسباكة والميكانيكا او اي مهنة محترمة اخرى ليفيدوا اسرهم وانفسهم بدلا” عن قتلهم بحفظ القرآن.
البلد ليست بحاجة الى حفظة قرآن لا يفيدونها بشيئ نحن بحاجة الى (صنايعية) وليس (عواطلية).