مبادرات (ناس عد حسين)..!

منكم
ماقام به الاهالي في حي عد حسين جنوب الخرطوم من نشاط توعوي اول امس كنت شاهدا عليه (غيّر) لي تلك الصوره الذهنيه القديمه والتي تتصور ان مثل هكذا ليالي لايمكن ان تقوم لها قائمه الا في احياء بعينها تتوهط منتصف العاصمه والسبب طبعا هو ان الغالبيه العظمى من المثقفين السودانيين يسكنون فيها.
يوم الخميس الماضي اتصل بي الاستاذ رابح محمد طاهر الزنفرواي احد اعيان منطقه عد حسين وبعد التحيه قال لي انه بدا في الترتيب لااقامة ندوة ندوة خاصه بقانون الحكم المحلي الجديد لولاية الخرطوم طالبا مني ادارتها ..لم اساله كثيرا عن التفاصيل وابديت له الموافقه وعندما ذهبت في الموعد المحدد وكان مساء السبت الماضي .. اصبت بدهشه كبيره فور وصولي الى المكان ..حيث وجدت ان شكل المكان كان رائعه للغايه وكل شيء تم وضعه في محله ..ومن اول وهله انتابني احساس بانها طريقه اعداد تقف وراءها جهة رسميه وليست طريقة مواطن عادي .. رايت عددا مقدرا من الشباب يعملون بهمه ونشاط لترتيب المكان..وهو فناء منزل صاحب الفكره والمبادره (رابح).
يقولون ان(الجواب يكفيك عنوانه) ..والقصد طبعا ان مايحويه عنوان الجواب او الخطاب يكفيك من بقية التفاصيل ادناه ..فعنوان هذه الندوه كان ذلك الترتيب الانيق ولذلك هذا وحده كفاني عن معرفة المحتوى لاحقا.
الندوة جاءات كمبادره من الرجل المذكور انفا حيث انه قصد منها المام اهل المنطقه البسطاء بالمكاسب التي حصلوا عليها كمواطنين من قانون الحكم المحلي ولاية الخرطوم للعام (2017) .
ولان التنميه مرتبطه ارتباطا وثيقا بالحكم المحلي كان لابد ان يعرف هولاء ماالجديد في هذا القانون ؟.
وعملا بالمثل الذي يقول (سمح الكلام في خشم سيدو) اختار صاحب المبادره (الزنفراوي) وزير الحكم االمحلي بولاية الخرطوم الهادي حسن عبدالجليل كمتحدث رئيسي ..الى جانب القانونيه الضليعه وابنة منطقة عد حسين الاستاذه ستنا ادم يحي رئيس اللجنه القانونيه بالمجلس التشريعي ولاية الخرطوم والتي كان لها دور كبير في صياغة واخراج القانون بحكم موقعها.
قدم الثنائي الهادي وستنا مرافعه قويه للحاضرين بشان القانون واجابوا على كل التساؤلات التي طرحت .. خاصة تلك المتعلقه باللجان الشعبيه ودورها وفق القانون الجديد .
الوزير امتدح القانون ..وقال ان كل نص فيه يعتبر مكسب للمواطنين واوضح بانه نص على تكوين اللجان الشعبيه بالانتخاب الحر المباشر وليس بالاختيار كما كان الى جانب عودة المجالس التشريعيه بالمحليات وكشف عن اعطاء القانون صلاحيات واسعه للمدراء التنفيذيين على حساب المعتمدين .
لاحظت وان انظر الى الوجوه الحاضره للندوه من اهالي حي عد حسين وماجاورهم ..تركيز واستناط ..!عالي للمتحدثين ..بل وانني لمست ارتياحا كبيرا بهذا الحدث..وضح ذلك جليا في المداخلات والاسئله التي تقدموا بها.
في هذه يمكننا القول بان المواطن يمكن ان يتقدم على الدوله والاحزاب والمنظمات والدليل ان الذي قدمه المواطن( الصالح) رابح من خدمه توعويه للاهالي هو مهمة اساسيه من مهام اجهزة الدوله والمنظومات السياسيه الاخرى.
كان لا فتا جدا ان اسرة الزنفراوي كرمت الوزير ورئيس اللجنه القانونيه بالمجلس التشريعي بشهادات تقديريه..عرفانا لما بذلوه من جهد لا اصدار هذا القانون.
المجتمع السوداني يحتاج لمثل هذه المبادرات المجتمعيه ..ولو ان الناس (كتّفوا) اياديهم وانتظروا الحكومه ان تقوم بتثقيفهم وتوعويتهم فانهم سينتظرون طويلا ..لان هناك مسؤولون يريدون ان يكون المواطن(جاهلا ) با استمرار و يعتقدون ان الناس اذا فهموا حقوقهم جيدا ..فان منامهم اي (المسؤولون) سيكون قليلا (وسيتعبون تعبا) شديدا ..ولذلك يجب ان تتكرر مثل هذه المبادرات المجتمعيه لكي يعرف المواطنون مالهم وماعليهم ويتحركوا سريعا لااخذ حقوقهم (المسلوبه).