أخبار السودان

بركة ساكن يُحلّق في الفضاء الفرانكفوني ب”مسيح دارفور”

د. عاطف الحاج سعيد ـــ باريس

“غادر بركة ساكن عالمنا الذي يعتبر النجاح فضيحة. وانتقل للحياة في النمسا. وكسب الأدب العالمي روائياً فريد الطراز. تُرجم بركة للغات لا نحلم بها. لن أتعجب لو تمت ترجمة “الجنقو” للغة المسمارية قريباً”
حمور زيادة ? روائي سوداني

كان يوم الثاني عشر من شهر أغسطس من العام 2016 يوم تاريخي في مسيرة الروائي السوداني الكبير عبد العزيز بركة ساكن. وهو اليوم الذي توافق مع طرح دار زولما للنشر الترجمة الفرنسية لرواية “مسيح دارفور” ولتوقيعه عقداً مع هذه الدار تقوم بمقتضاه بترجمة أربع روايات من رواياته إلى اللغة الفرنسية ونشرها.
هو يوم تاريخي ذلك لأن ترجمة أعمال بركة للفرنسية ستفتح افاق جديدة للأدب السوداني في العالم الفرانكفوني الذي لايعرف الكثير عنا بسبب ارتباطنا التاريخي بالكولونيالية الأنجلوساكسونية. لبركة ساكن، بموهبته الكبيرة وطاقته التجريبية العالية وثيماته الجديدة على القارئ الاوربي، القدرة على فرض نفسه في المشهد الأدبي الأوروبي. يبرهن على ذلك الإحتفاء الكبير بمسيح دارفور من قبل الأوساط الأدبية في فرنسا، فقد كتب عنها نقاد فرنسيين كبار مرحبين بصدورها ومنوهين بتفردها. كتب الناقد الفرنسي فرانسوا هويت في موقع زولما على الإنترنت مرحباً بمسيح دارفور في نسختها الفرنسية:
“أنتم لا تفهمون شيئاً عن الذي يحدث في دارفور، ولايفهمه الذين يكابدون أهواله ولا حتى أولئك الذين يصنعونه. من المهم القول أن مسيح دارفور يضعكم على الطريق الصحيح، هو كتاب سيرهقكم… أسوأ ما يمكن أن تتخيلونه يوجد في هذا الكتاب. جثث متعفنة وفتيات صغيرات ممزقات وأطفال مذبوحون ومباعون ومقتولون. يتحدث ساكن عن الحرب كما هي، على وقع الضحكات المجنونة للسفاحين المتزمتين، وللجنود غير المكترثين ولمجتمع دولي مستاء. النظرة التي يحملها بركة ساكن عن هذه الحرب تتجاوز الحزن والشفقة والدعوة للمساعدة واستثارة العطف…”
وكتبت صوفي من دار مانوفر الباريسية:
“أنظروا جيداً لهذا الكتاب، إنه درة سودانية. درة من سُلالة الروائي الذي احبه كثيراً، الطيب صالح. بركة ساكن روائي كبير وكانت فكرة عظيمة من دار زولما أن تنشر له…”
وكتبت روبرت هوغ:
“وتكمن معجزة بركة ساكن في أنه قدم لنا من وسط المجازر والاغتصابات الكثيفة التي شكلت الواقع اليومي لحرب التطهير العرقي هذي، قدم لنا عملاً متفرداً، نعم متفرد، وقصة سعيدة عن الصداقة والحب والمصائر…”
قام بترجمة الرواية من العربية إلى الفرنسية البروفسور البلجيكي إكزافيه لوفان أستاذ اللغة العربية وآدابها بالجامعة الحرة في بروكسل. وهو مترجم مشهود له بجودة الترجمات، فقد قام بترجمة كثير من الروايات ومجموعات القصص القصيرة والمسرحيات لكتاب من مصر ولبنان وتونس والعراق وفلسطين والمملكة العربية السعودية. كما ترجم لكثير من الكتاب السودانيين مثل أمير تاج السر الذي ترجم له رواية (العطر الفرنسي) التي صدرت عن دار هارمتان المتخصصة في نشر الأدب الأفريقي تحت عنوان (Le parfum français). وترجم إكزافيه ايضاً “الخريف يأتي مع صفاء” للروائي أحمد المك والتي صدرت عن دار سندباد واكت دو سود تحت عنوان (Safa ou la saison des pluies)، ودار سندباد هي دار تهتم بترجمة الأدب العربي للفرنسية وسبق لها أن نشرت الترجمة الفرنسية لموسم الهجرة للشمال للطيب صالح التي أنجزها عبد الوهاب ميديب وفادي نون. كما ترجم ايضاً مجموعة من القصص القصيرة لكتاب سودانيين نشرتها دار ماجلان تحت عنوان (Nouvelles du Soudan). إذاً للبروفيسور إكزافيه خبرة طويلة مع السرديات في السودان يضاف إلى ذلك معرفة عميقة باللهجات السودانية من خلال بحوث اللسانيات التي أجراها في مناطق جنوب النيل الأزرق والدراسات المعمقة التي أجراها عن عربي جوبا.
عندما ألتقيت ببركة ساكن في مساء الثالث عشر من شهر أغسطس، أي في اليوم التالي للتدشين، في بهو فندق بيل أمي (Bel ami) بالحي اللاتيني في قلب باريس المقدس و هو حي مشهور بكثرة المكتبات ودور النشر ويرتاده السياح وطلبة جامعة السوربون التي تقع في الجوار، حدثني بركة عن الحفاوة التي أُستقبلت بها ترجمة روايته للفرنسية من قبل النقاد وأصحاب المكتبات المنتشرة على إمتداد الجمهورية الفرنسية وعن الإهتمام الكبير الذي أولته له الدار الناشرة للترجمة بترتيبها لكثير من المقابلات مع قنوات التلفزيون الفضائية وكثير من الحوارات مع أكبر المجلات الادبية والصحف اليومية في باريس وهي جزء من حملة كبيرة تقودها الدار الناشرة لتعريف القارئ الفرانكفوني العادي ببركة ساكن وبروعة مؤلفه الأدبي.
عندما أطلعني بركة ساكن على بنود العقد الموقع بينه ودار زولما للنشر، أيقنت تماماً أن هؤلاء الفرنسيون قد أدركوا أخيراً القيمة الفنية والأدبية العالية للمنتج الأدبي لبركة ساكن… ربما هو التعاقد الأدبي الأكثر قوة وانصافاً لكاتب سوداني على مر التاريخ، ربما يتسأل بعضنا: كيف لدار نشر أن توقع عقد بهذه الشروط مع كاتب سيُقرأ للمرة الأولى تقريباً في اللغة الفرنسية؟ كيف توقع مثل هذا العقد وتضع على نفسها إلتزامات كبيرة في اليوم الأول لطرح الكتاب في الأسواق ودون انتظار لردود أفعال القراء وأصحاب المكتبات؟ … لكنها الثقة الكبيرة من دار زولما للنشر في جودة المنتج، وهي ثقة مبنية بكل تأكيد على اراء نقاد كبار وصحفيين محترفين عُرضت عليهم الترجمة قبل طباعتها.
وأول تحية ترحيب حارة تلقتها “مسيح دارفور في نسختها الفرنسية من قبل النقاد الأدبيين في فرنسا هو ترشيحها للحصول على الجائزة الأولى لأفضل رواية مترجمة للفرنسية في العام 2016. وقد تم الترشيح من قبل لجنة المحكمين لجائزة “الرواية الأولى” في فرنسا التي يرأسها الناقد الأدبي الكبير جويل شميدت.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بركة ساكن روائي بكل ما تحمل الكلمة من معني لكنه للأسف لم يجد السند والدعم من أهل بلده أعني القابضين.علي ذمام.الادم في بلاده اتمني له التوفيق أينما.حل وأينما كان فنجاح.الاديب بركة نجاح لكل الأدباء السودانين

  2. بركة ساكن روائي بكل ما تحمل الكلمة من معني لكنه للأسف لم يجد السند والدعم من أهل بلده أعني القابضين.علي ذمام.الادم في بلاده اتمني له التوفيق أينما.حل وأينما كان فنجاح.الاديب بركة نجاح لكل الأدباء السودانين

  3. التحية لعملاق الرواية السودانية عبد العزيز بركة ساكن ونتمى له ولكل كتابنا وروائيينا الرائعين التوفيق والعالمية والنجومية …. سيحوا في القرى والفرقان والبوادي في اطرافنا بلادنا المترامية، واستمعوا لقصصهم واهازيجهم واحاجيهم التي ستكون مدخلا لاروع الروايات

  4. لك التحية والاديب بركة ساكن لو ترجمت رواياته الجنقو ورماد الماء والخندريس سيكون في اعلى قائمة الادباء العالميين مثل غارسيو والبير كامو وغيرهم.

  5. بس نوبل دي كتيرة خالص ،، شوية شوية يا جماعة ، نوبل عبارة عن رؤية فكرية جديدة في الأدب و ساكن دة مجرد قاص ،، لا يحمل فكر مثل الطيب صالح الذي رحل دون أن ينال نوبل هذه

  6. التحية والاحترام للروائي بركة ساكن، ونتمنى له كل التوفيق والنحاج، فهو اشراقة في زمن الظلام السوداني الدامس، الذي سببته غتامة وسواد قلوب أفراد عصابة الجبهة الاجرامية ولصوص المؤتمر البطني.

  7. لمن لا يعرفون عبد العزيز بركة ساكن:

    عبد العزيز بركة ساكنعبد العزيز بركة ساكن
    عبد العزيز بركة ساكن: أديب وروائي سوداني، حائز على جائزة الطيب صالح للرواية في دورتها السابعة، وفيما حظيت أعماله باهتمام القراء والنقاد فكثيرًا ما أغضبت الرقيب.

    وُلِدَ بمدينة «كسلا» عام ١٩٦٣م، ونشأ وترعرع في «خشم القربة» بالقرب من مدينة «القضارف»، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة «ديم النور الابتدائية بنين» (الرباط حاليًّا) بالقضارف، والتحق في المرحلة المتوسطة بمدرسة «خشم القربة» ثم مدرسة «حلفا الجديدة» في المرحلة الثانوية، وتابع دراسته الجامعية في مصر، فدرس إدارة الأعمال بجامعة أسيوط. ويقيم حاليًّا في «النمسا»، وهو متزوج وله ولدان: «المهاتما» و«مستنير».

    عمِل مدرسًا للغة الإنجليزية في الفترة من ١٩٩٣م إلى ٢٠٠٠م، وشغل عدة مناصب، أبرزها: عمله مستشارًا لحقوق الأطفال لدى اليونيسيف في دارفور من ٢٠٠٧م إلى ٢٠٠٨م، ومديرًا لمشروعات التنمية في صندوق تنمية المجتمع التابع للبنك الدولي بالنيل الأزرق، إلى أن تفرَّغ للكتابة؛ تلك الوظيفة التي يستودعها شغفه التام والدائم ويعدها «وظيفة الساحر»، فإلى جانب مؤلَّفاته القصصية والروائية، كتب في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد، منها: «مجلة العربي»، و«مجلة الناقد اللندنية»، و«مجلة الدوحة»، و«جريدة الدستور» اللندنية، و«الجزيرة نت»، وغيرها. كما أنه عضو نادي القصة السوداني وعضو اتحاد الكتاب السودانيين، وله مشاركات عديدة في فعاليات ثقافية عربية وعالمية.

    حصلت روايته «الجنقو مسامير الأرض» على جائزة الطيب صالح للرواية عام ٢٠٠٩م، ليصدر بعد قليل قرار وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته «امرأة من كمبو كديس» عام ٢٠٠٥م، وفي ٢٠١٢م قامت السلطات بمنع عرض كتبه بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، فيما رأى ساكن في تعنُّت الرقابة تضييقًا غير مقبول، مؤكِّدًا على أنه «كاتب حسن النية وأخلاقيٌّ، بل داعية للسِّلْم والحرية، ولكن الرقيب لا يقرؤني إلا بعكس ذلك.» في المقابل، توفَّرت لأعماله قراءات تنبَّهت إلى رسالته وإبداعيته ونبَّهت إليها، فمُنح جائزة «بي بي سي» للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي ١٩٩٣م عن قصته: «امرأة من كمبو كديس»، وجائزة «قصص على الهواء» التي تنظمها «بي بي سي» بالتعاون مع مجلة العربي عن قصتيه: «موسيقى العظام» و«فيزياء اللون»، وفي ٢٠١٣م قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته «مخيلة الخندريس» في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة «إشراقة مصطفى» عام ٢٠١١م.

  8. مبروك يا اخي بركة ساكن لكن سالتك بالله الم تكون من دار فور او كردفان من خلال سمك دا اصدق معاي يا بركة ساكن و بالتحديد من قبائل العطاوة يعني الرزقات او المسيرية ولك الشكر و التوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..