هل فرح المعلمون بما ظُلموا !؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكن لأحد أن يتوقع غير السيناريو التي انتهت عليه قضية علاوة طبيعة العمل للمعلمين.. حيث رفعت نقابة عمال التعليم سلاح الإضراب عن أعمال الامتحانات في مرحلتي الأساس في مرحلة التصحيح والثانوي في مرحلة إجراء الامتحانات..فمن ناحية ..لا يمكن تصور أي تقبل من المواطن العادي على الخطوة ذات التأثير السلبي البالغ على ابنائهم وبناتهم بعد مجهود عام دراسي بكل تكاليفه المادية والجسدية ..وتحمل عواقبها النفسية.. وحتى المعلمون أنفسهم غير مهيئن لذلك..أما من الناحية الأخرى فالجميع يدرك حدود النقابات في هذا النظام ..وأنها لن تستطيع أن تدخل في معركة كسر عظم مع ولي نعمتها.. لتصبح كحمار الوحش الذي طارد الأسد الهارب ممن لم يألفه ظاناً أن الأسد مرتعب منه..فعاد وافترسه بعد ابتعاده من مصدر خوفه..سيما ونقابة عمال التعليم كما أسلفت في مقال سابق ..من أكثر النقابات تهليلاً للرئيس.
جوهر القضية في عجز الرواتب في القطاع العام مهما زادت عن مواكبة السوق..فتسعى بعض النقابات في سبيل زيادة تمييز نفسها بعلاوات تلتف على المنشور العام للرواتب..وعلاوة طبيعة العمل منها..ويكون نصيب كل فئة مرتبطاً بقوة تاثيرها كالأطباء مثلاً ..وأخرى بمدى أهميتها للنظام وضعفها في توازن دقيق..ففي الوقت الذي كانت قيمة العلاوة 50% من الراتب الأساسي لدى بعض الفئات..كانت لدى قطاع التعليم لا تتجاوز الـ 5% !!
في العام الماضي زيدت إلى 10%..وظلت نقابة عمال التعليم تمني عضويتها منذ سنوات بمساواتها مع نظيراتها..حتى تم التعديل محمولاً على المعالجات الهشة لنتائج تخفيض قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار بنسبة كبيرة..ورفعت النسبة إلى 35%.
والكل يذكر أن المعالجات قد صدرت في شهر نوفمبر ..ووضعت الموازنة الجديدة عليها..
فكيف نشأت الأزمة ؟ يبدو أن وزارة المالية قد اختلفت حسابات الحقل لديها مع حسابات البيدر.. ففي ظل تهليل النظام لخططها في تشغيل الخريجين ..ركزت على قطاع التعليم ..للتغني بإيلاء الاهتمام بالخدمات من جهة..وضعف الرواتب من جهة اخرى ما يمكنها من ضرب عصفورين بحجر..حتى وجدت نفسها أمام حقيقة زيادة أعداد المعلمين خاصة بعد قرار مد سني المعاش لخمس سنوات إضافية ..وبالتالي كبر حجم المال المراد..فبدأ التنصل من وزير الدولة بالمالية..وهذا يؤشر من جهة اخرى على فشل الموازنة في الإيفاء بمتطلباتها وعجز القرارات الاقتصادية عن تحقيق أهدافها. وإلا فكيف تعجز المالية عن دفع علاوة مرصودة في الموازنة ؟
لذلك كان لابد من الخروج باتفاق يحفظ ما وجه النظام في وجهين من وجوهه هما الوجه الوزاري والوجه النقابي.. فتم غمط حقوق العاملين في البداية حتى يونيو ..ليحدث رفع جزئي لنسبة العلاوة بنسبة 10% ..وتكون النسبة قد بلفت العشرين بالمائة..وزيادة نسبة الـ15% المتبقية من بداية الموازنة القادمة فتأمل!!!!
لذلك فليس مهماً ما كانت تعلنه النقابة إضراب وإجراءات الامتحانات جارية ووصلت طرودها إلى الولايات وتمت اجتماعات لجانها العليا مع كبار المراقبين وتسليمهم الكشوفات للإعداد..و توجيه.. كبار المراقبين بإعداد المراكز في انتظار بيان النقابة وكأن هذه الأعمال غير مرتبطة بإجراء الامتحانات..لكن المهم هو عمق أزمة النظام الاقتصادية..فإذا قرأت هذا مع ارتفاع نسبة التضخم على 33%..فليهيئ الشعب السوداني نفسه إلى أعباء جديدة على كاهله لتغطية العجز في يونيو..وبالطبع يناير القادم ..فعضة الكلب العقور لاقتصاد النظام الريعي..أعمق من مقدرة نطاسيي النظام الاقتصاديين .
هل فرح المعلمون بما ظُلموا !؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. *سؤال يا جماعة الخير..انتو “لجنة المعلمين” دى منو فى الاهل؟ قامت كيف؟ ومتين والانتخبا منوو؟ وبتعمل شنووو فى وجود “نقابة المنشأ” بس ما تكون بتقطع كمان من مواهى المدرسين حقها مقدم زى النقابه والاتحادالعام القالو مهنى وما معروفالو مهنه او مهنيه!
    *وانتو يالمدرسين بطبعكم من قدييم الزمن معروفين بانكم حمّالين اسِيه..وجُمال شيل .. اتذكروا جملة “يعنى شنو لو دستة مدرسين شلناهم ونزلناهم المعاش” القالها الزبير فى يوليو 1989″(موش جاب بدلهم آلاف!) وطيّب! نعنى شنو لو صبرتو لحد يناير 2018 وقِبْلتو بالقليل(العشره فى الميه)يا ناس المال تلتو ولا كتلتو..وعَمّال تشيلو وتكلمو الاولاد وتحاولو تقنعوهم ان “القناعة كنز لا يفنى”(لم تقولون ما لا تفعلون) واهو برضو التصحيح والكَنترول فيهم قرشين حلوين ويمكن كمان لجان التعليم فى المجالس التشريعيه تزيدلكم تبرعا الى اربعة جنيه السنه دى! والرزق تلاقيط! يا المدرسين لو جريتو جرى الوحوش …الرزق برضو حيكزن تلاقيط !ومكتوب يا مؤمنين!
    *ونّسألكم هل حيكون فى تعليم لو ما فى امان! موش لازم يكون فى اولويات..اى نعم التعليم مهم لاكين الاهم ثم المهم..بس التعليم بالو طوييل وقالو كمان رجّعولوكم السنه اشّالوها.. لكن طالما الامان مسألتو مستعجله يبقى البيقومو بتوفيرو لازمة يكونو هم الاوَْلَى بالزياده فى مواهيهم..انتو ما طرَش اضنينكم ان حتى امريكا قِبلة الانظارالجارين وراها الناس حترفع ميزانية امنها ل 54 بليون! تانى شنو المجمجه!
    *اها الحكومه تسوّى شنوو! تتقطّع ولاّ تتقطّع عشان توفّر لكل زول حاجاتو الضروريه “بالحلال” طبعا..وعشان ما تنسو لازم تعرفو الحقيقه..ال حقيقه! وبشرى لكم فقد تم انشاء”مجلس للحلال” قالو اهم اهدافو تعميق مفاهيم الحلال فى قطاعات المجتمع ودا هدف سامى اكيييد ما فى زول بيقدر يقوم بيهو الآ انتو يالمدرسين.. اها بتقوموا بيهو ولآ كمان تتسببولكم فى مشكل لمحافظ البنك المركزى السابق( رئيس المجلس)من قولة تيت ! المجلَس دا موش دايرلو ميزانيه! الحكومه توفّرا ليهو ,لآ يدوكم انتو! ما انتو كتار! لاكين!قال طبيعة عمل! موش من زمان انتو شغالين بدونها,, ايه اللى جدّ على المخدّه! قومو على التصحيح بلاش مجمجه!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..