دولة الكيزان تحتفل بذكرى اندلاع الحرب..!

مرتضى الغالي
أصبحت المسألة في غاية الوضوح..كتيبة البرّاء الكيزانية هي الحكومة والحكومة هي البرّاء..!
لقد برز الكيزان إلى السطح والى صدارة المشهد والخط الأمامي بغير مواربة..وتركوا التعاقد مع الانقلاب بالوكالة..!
الكيزان الآن هم الحكومة والجيش والدولة والقضاء والنيابة ولا تقل لي البرهان أو كباشي أو “سوق منواشي”.. حتى لا تضحك عليك طيور الروابي..!
البرّاء هي الحكومة والحكومة هي البرّاء وما شئت من قوم داعش..تعقد كتائب البرّاء الاخوانية مؤتمراً صحفياً فتعلن حكومة الشمالية تنفيذ مطلب الكتيبة الاخوانية ويصدر الوالي قراراً بحظر ارتداء (الكدمول)…!
الحقيقة إن حظر الكدمول هو أمر طوارئ أصدره السيد والي الشمالية “عابدين عوض الله” ويحمل الأمر رقم 5 لسنة 2024 ويسرى اعتباراً من تاريخ توقيعه..!
لا قرار للبرهان ولا لياسر العطا..هذا الرجل الذي تنحنح أخيراً ونظف حنجرته من البلغم ليعلن عدم اعترافه بالوثيقة الدستورية..كان يتحدث من الموقع الذي أحلته فيه هذه الوثيقة…! ولكنه في جميع الاحوال ينطق باسم الكيزان ولا يستطيع أن يعصي لهم أمراً..حاشا لله..فذلك مما ليس في وسعه عربوناً للوجد الصوفي:
ألوذ بباب حضرتكم / يتيماً عارياً حافي
وأسعى نحوكم ركضاً / على قدمي وأظلافي
الكيزان والبرّاء يأمرون النيابة العامة فتسرع إلى فتح بلاغات ضد الذين يدعون إلى وقف الحرب.. ولا بلاغات ضد الذين يقطعون الرءوس ويمثلون بالجثث..!
الكيزان يعقدون مؤتمر صحفياً يتحدثون فيه عن تفتيش السيارات والإجراءات الأمنية..وحكومة البرهان وجبريل حاضرة في اللقاء تسمع وترى..ويشرّف حضور المؤتمر الصحفي الكيزاني الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والإعلام بالولاية الشمالية، وتنقل وكالة السودان للأنباء عن جمال عنقرة الأمين العام لجبهة الاستنفار الكيزانية تصريحات يقطع فيها عهداً بنشر التصور النهائي لهياكل (تجمع الموز 2) بعد إجازة العيد..!
من المعلوم في العالم كله وعبر التاريخ أن الناس يقيمون احتفالات بانتهاء الحرب..ولكن الكيزان أقاموا احتفالاً ببداية الحرب ونشروه على المواقع معلنين عن ابتهاجهم بالذكرى السنوية لـ (اشتعال الحرب)..!
وأقامت كتيبة البرّاء المتقشفة الزاهدة في نشب الدنيا وزخرفها؛ إفطاراً مخملياً في صالة على النسق البرجوازي الرفيع، وعلى نمط خدمات الفنادق ذوات النجوم، من سجق وبسطرمة ولفائف وقطايف وشراشف بيضاء جلوساً على الكراسي والمفارش والطنافس..وليس على البروش والحصائر..وذلك في قمة منعطفات الحرب الدموية التي فتكت بالسودانيين وقتلتهم بالدانات والجوع وفقدان الدواء والغذاء والمأوى وكسرة الخبز..!
ويا للمفارقة أنهم أخذوا اسم الكتيبة من البرّاء بن مالك “الأشعث الأغبر” كما قال عنه نبي الرحمة.. والذي أصيب في “معركة اليمامة وحدها” بأكثر من ثمانين جرحاً وطعنة..(الحقيقة لا علم لنا بمدى عمق إصابة أصبع الرجل اليسري لزعيم كتيبة البراء الحالي)..!
والمفارقة الأخرى أن الكتيبة اسمها البرّاء…في حين أن خيمة الإفطار الكيزاني “إفرنجية” اسمها infinity…ودقي يا مزيكة..!
الكيزان وياسر العطا قال وقالوا إن الشعب كله يؤيد الاستنفار ويؤيد استمرار الحرب ويقف خلف جبهة جمال عنقرة وأميرة الفاضل ودعاة الحرب..والعالم كله يعلم أن الشعب يخرج من السودان (موجات إثر موجات) وقوافل بعد قوافل هرباً من محرقة الحرب اللعينة ومشياً على الأقدام عبر الصحاري والقفار كلما وجدوا سانحة..في طريق المجهول عبر إثيوبيا ويوغندا وتشاد وإفريقيا الوسطى وكينيا وجنوب السودان ومصر وبنين وجزر الرأس الأخضر..والبقية يتعثرون بين الخرائب وفي العراء و”السافنا الفقيرة” ومعسكرات الذل والمهانة..إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.. الله لا كسّبكم بحق جاه النبي..!
العيد مبارك على السودانيين الطيبين..أحباب ثورة ديسمبر العظمى..!
خروج السودانيين و تشريدهم الي دول الجوار سببه الرئيسي اوباش المرتزقة فإذا كانت الحرب ضد الكيزان و الفلول كما تزعمون فما هو ذنب من تم تشريدهم و طردهم من منازلهم فهل كل سكان الخرطوم و الجزيرة و الجنينة و نيالا كيزان و فلول ؟
الحرب الحاصلة الآن هي حرب ( الأحقاد و الغل ) تجاه الشعب السوداني قاطبة و هذا واضح من خلال تدمير المرتزقة للبنية التحتية و المدارس و الجامعات و المستشفيات و الدواوين الحكومية و قتل الابرياء و الاغتصاب و نهب الممتلكات و وصل حتي الي نهب دهب النساء تحت تهديد السلاح.
أنهم حثالة الحثالة و الشئ المؤسف هناك من يقف مع الحثالة ضد الجيش تحت مزاعم انه جيش الكيزان
و هو نفس سيناريو الجيش العراقي حين زعم الخونة في العراق انه جيش حزب البعث و حاربوا الجيش العراقي حتي إنهار و أصبحت بعدها بغداد محافظة ايرانية و خونة السودان يريدون سقوط الجيش لمصلحة جهات خارجية حرضت المجرم حميدتي علي الانقلاب و ظلت تدعمه بالمال و السلاح من اجل ان تسيطر علي موارد البلد.
دويلة مجاري الصرف الصحي في الخرطوم أقدم منها تريد ان تسيطر علي البلد و علي شعب حين كانت لديه حضارة كانوا هم يدفنون بناتهم خشية العار.
احسنت كالعادة دكتور مرتضى. انهم الكيزان قالتهم الله انى يؤفكون. لا غرابة ان يحتفلوا بمرور عام على الحرب التي اشعلوها ففاقد الضمير يمكن ان يفعل كل شىء لا يتوقعه العقل السليم وهؤلاء بوصلتهم الدينية والاخلاقية معتلة وعقولهم المريضة تنضح بالقذارة. من الذي انشأ الجنجويد وسلحهم ودربهم وبسط لهم الميزانيات الضخمة لتحولوا من ثعبان صغير الى انكوندا تبلغ في الكيزان الملاعين بلعا؟ هل راعوا حرمة الشهر الكريم وهم يوغلون في دماء الابرياء في اكثر من مناسبة؟ هل راعوا معاناة الشعب السودان المنكوب وهو بذوق الامرين؟ اما مسألة ان يتحدثوا بإسم الشعب السوداني فهذه اكبر كذبة في طول الدنيا وعرضها مثل كذبهم وهم يتحدثون عن الاسلام والايمان وطهارة اليد. ولكن تظل الكلمات الخالدات لشهيد الفكر الاستاذ محمود محمد طه تؤرق مضاجعهم حتى ينتزعوا من ارضنا ويحلوا عن سماءنا “قد يكون من المفيد للشعب السوداني ان يمر بتجربة جماعة الهوس الديني اذ سيكتشف مدى زيف شعارات هذه الجماعة. وسوف تسيرط هذه الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى ولو بالوسائل العسكرية وسوف يذيقون الشعب الآمرين وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نهارها الى ليل ثم تنتهي فيما بينهم وسوف ينتزعون من ارض السودان انتزاعا”. الله لا كسبهم ولا رغفع لهم رابة ولا حقق لهم غاية ببركة هذه الايام الطبية.