تباً لك

بسم الله الرحمن الرحيم
في اجتماع ضم منسوبي ثلاث شركات كبرى تتبع لرجل أعمال سوداني معروف، استخدم المجتمعون في الاجتماع لغة الإشارة لشرح مضابط الاجتماع.
لم يكن هنالك صوت أو همهمات، فقط لغة الإشارة هي السائدة عقب انتهاء ذلك الاجتماع الصامت ؛ ولاحقاً علمت أن أولئك الموظفين جميعهم من الصُّمِّ والبُكْم.
نعم، موظفون صمٌّ بكمٌ، يقوم رجل الأعمال ومن خلال دور مؤسساته في المسؤولية المجتمعية بتعيين مجموعات منهم، كُلّ حسب تخصصه ونوع احتياجاته في قسم من أقسام الشركة، أولئك الصم مثلاً يتم تعيينُهم في قسم يضمُّ الإشراف على عمل الآلات الضخمة. القسم ولطبيعة الضجيج الذي تُحدثه تلك الآلات يحتاج إلى أشخاص لن تكون لديهم معاناة مع صوت ضجيج الماكينات المرتفع.
في ذات الوقت الذي يقوم فيه أمثال رجل الأعمال هذا بتوفير بيئة عمل مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسساته الخاصة في هذا الوقت ، يقوم أمثال مدير شركة النيل للبترول بالصمت المريب حيال ملف فتاة يقبع في إدارة الموارد البشرية بشركته منذ ديسمبر من العام الماضي.
“أريج” تلك الفتاة المُصابة بعمى جزئي والتي سبق وأن تطرَّقنا لحالتها وذكرنا أنها خريجة إدارة أعمال في جامعة السودان بمرتبة الشرف، وأنها اجتازت الامتحانات التحريرية والشفاهية لوظيفة طرحت من قبل شركة النيل للبترول عبر لجنة الاختيار.
تلك الفتاة المسكينة الجديد في أمرها تجاوب رهيب من قبل المواطنين وغض طرف وتجاهل كامل من قبل الرجل المعني بالموضوع، السيد مدير شركة النيل للبترول والغاز المحدودة والذي ارتبطت شركته في ذهني وطوال فترة طويلة بسلسلة محطات وقود ناجحة وظهور جزئي لاسطواناتها إبان أزمة الغاز.. ولكن على ما يبدو أن خلف ذلك النجاح جزءاً معتماً لا نراه يتعلق بازدواجية الرؤيا حيال المكفوفين أو أصحاب الحالات الخاصة.
وضح جلياً أن سياسة الشركة لا تعترف في الأساس بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا تضع لهم اعتباراً، ولا تقيم لهم وزناً وتعتبرهم عالة على هيكلها الوظيفي.
وفي الوقت الذي كنت أتوقع فيه أن تستيقظ فيه تلك الضمائر النائمة لتنظر في معاناة أريج ، لاذت الشركة بالصمت المريب.
أحد المواطنين وهو مدير مركز الزهراوية للبصريات اتصل بي، وهو يعرض تصميم نظارة بمواصفات خاصة تصلح لحالة أريج، كما أبدى استعداد المركز للإشراف على متابعة حالتها المرضية تحت إشراف طبيب العيون المتخصص لديهم.. وطبعاً لا عزاء لشركة النيل للبترول.
اتصل كذلك عددٌ من المواطنين من ضمنهم المواطن مصطفى عبادي والذي عرض أن يتبرع بأن يؤسس مكتب أريج في شركة النيل بوسائل المُعينات السمعية والبصرية مع زيادة نسبة الإضاءة.. وأيضاً لا عزاء لشركة النيل للبترول.
السيد مدير شركة النيل للبترول؛ أريج لا تتسوَّلك، بل حصلت على الوظيفة بجدها واجتهادها وتفوقها على عشرات الآلاف من المُتقدِّمين، كما أنها وبالقانون من ضمن الـ2% من ذوي الاحتياجات والذين يحقُّ لهم الحصول على وظائف عبر لجنة الاختيار.
خارج السور:
تباً لإنسانيتك… بل تباً لك.
نقلا” عن السوداني.
يا اختى ريحى نفسك ..الايام دى ناس النيل فى روحم بعد قرار حل الامن الشعبى و لا ما كنتى عارفة انو تابعة ليهم الشركة
لقد اسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي
مقال رائع بس العنوان صادم شوية
كلامك ده كله ما بنفع اذا اريج ما حافظة سورة يسن او اية الكرسي
لا يمكن أن تشتمي الرجل ثم تطلبين منه أن يلبي طلبك وهو توظيف الآنسة أريج في الشركة. الكلام اللين كان أجمل واوقع من العبارات التي ختمت بها مقالك. لأن عبارة تبا لانسانيتك وتبا لك لا تليق. ولو أنني كنت مكان مدير شركة النيل للبترول لن أقوم بتوظيف أريج ولو انطبقت السماء على الأرض.
بالله حاجة ما بتعرفي ليها ما تتفلسفي ساي فيها ..
اخطر حاجة انك تعين واحد من الصم في متابعة و تشغيل الألات .. حاسة السمع مهمة جدا في هذه الوظيفة
كيف سيستصرف اذا انفك ذراع بوزن طن و تدحرج في اتجاهه من الخلف و هو لم يسمع صوت الضجيج ؟؟
طالما ان هذه الوظيفة حساسة جدا وتتطلب مؤهلات محددة ومواصفات معينه تتصل بمسالة السمع والبصر وبقية الحواس فليس لدينا اى اعتراض على قرار السيد مدير شركة النيل للبترول بعدم سماحه للاخت اريج بتسنم هذه الوظيفة ولكن من باب الانسانية وعدم تسبيب صدمه لاريج كان من الممكن ان يقوم رئيس الشركة باعتماد وظيفة رديفة للوظيفة المذكورة للاستفادة من خبراتها وصقل موهبتها بحيث تتاح لها الوظيفة الرديفة لاختبار قدراتها وعندما يتم التاكد من انها قادرة للقيام بالوظيفة التى سبق ان رشحت لها يمكن اعتمادها لاحقا فى نفس الوظيفة المستهدفة بعد توفير بيئة العمل المناسبة التى لا تتاثر باى حال من الاحوال بتقلبات ظروف بيئة العمل , ولكن ان يكتفى رئيس شركة النيل للبترول بقرار عدم قبول تعيين اريج فى الوظيفة المعنية فقط بدون خلق اى بديل مناسب لها هذا امر محبط وغير مقبول على الاطلاق من الناحية الانسانية . نشكر الاخت سهير على هذه اللفتة البارعة ونحييها على علو كعبها وطغيان يراعها فى الشان الاجتماعى والانسانى ولذلك نرفع لها القبعة ونقول لها لا فض فوهك يا اميرة الصحافة فى اعلاء صوت الحق .
تمام
تبا لك بتاعة الافلام ؟