برحيلك يا عبد الفتاح تتمدد أحزان صاي

رحل عبد الفتاح عابدين بجسده، و تبقى روحه المحبة للناس فى اغوار حياتنا ، مضى فتاح.. ليلحق باحبابنا الذين رحلوا .. . محمد اسماعيل، مراد عباس ، عبده اسماعيل ، محمد حسن احمد هاشم ، ومن قبلهم كمال جلال، جلال بقال ، فتحى امين ، مدثر محمود ، فتحى بيرم ، محمد لولو ،عنتر محمود ، صلاح عثمان قائمقام ، سيف الدين حسن صالح . جيلى مصطفى فرح …و ..و.. ( من حق القارىء ان يضيف ما عن له من اسماء – فالموت جار فينا..وكل منهم يحتاج الى ان نذكرهم بالخير .. غادرونا ونحن لهم لابد لاحقون ). ، و معذرة لان اسماءهم جاءت غير متسقة مع تواريخ رحيلهم ، الايام تجرى وغول المنايا يخطف منا الاعزاء ، وسنة الحياة اننا سنعيش رغم الحزن .. نقهره مرددين ياموتانا – ذكراكم قوت القلب.. لن ننساكم حتى نلقاكم .
كنت ومازلت امنى النفس ان نتمكن نحن ابناء وبنات صاى من الالتقاء مرة كل شهر او شهرين فى لقاء مفتوح بدار صاى بالشجرة .. نذكر خلاله مأثر وذكريات عن من فقدنا.. حديث القلب للقلب .. و يا حبذا لو حضر هذه اللقاءات شباب البلد ليرتبطوا اكثر باعمام وعمات لهم. تعمق ارتباطاتهم و تضفى لاغترابنا عمقا يدعونا للعودة الى ارض جدودنا وأبائنا .. نعمر بيوتنا وننمى زروعنا…
– 2—
عبد الفتاح عابدين كان انسانا شفيفا ، عرفته وعركته منذ عهد الصبا ، جمعتنا ظروف الدراسة فى مراحلها المختلفة ، واذكر انه انضم بشىءمن الحماس والصدق للجبهة اديمقراطية .. تنظيم مفتوح للمنادين بالديمقرطية الحقة والعدالة الاجتماعية .. يدعو الى وطن يسع الجميع مع الا حتفاظ بمقاصد الدين الحنيف تحت شعار بأن الدين للاله والوطن للجميع ، وكان فتاح داعيا للخير ، تاركا للشر ، وصدره خال من الغل والحسد، واذكر انه كان كادرا نشطا فى طباعة وتوزيع المنشورات الداعية للثورة على الظلم ، ولقى كثيرا من الملاحقات والاعتقالات ، فى صدر شبابه …كان فتاح محبا للناس ودودا يبادرنى عند اتصالاته ..بقوله .. يا اخ انا لم ارك فى عزا فلان أو عرس علان.. لعل المانع خيرا، يحفزنى لنزور معا اخا غاب عنا أو ابتعد لمرض او حدث ، وحين تزوره فى داره كان يعتبر ذلك يوم عرس له .. يقابلك ببشاشة وفرح وترحاب حتى تحس انك انت صاحب الدار، ورغم مرضه لم يغب عن مناسبات الاهل فى اصقاع العاصمة المختلفة متنقلا بوسائل النقل التقليدية وهو الساكن بعيدا فى احدى ضواحى ام درمان.
—3—–
من بعض ذكرياتى معه …زارنى بالكويت ؤ بمعيته زوجته الفاضلة فوزية فى يوليو 1989 اى قبل شهر من زلزال الغزو الصدامى المباغت للكويت ، قادما من صتعاء، وكان يشكو من تضخم ظاهر فى الغدة الدرقية مع انتفاخ ملحوظ فى جهة الرقبة ، وذهبنا سويا الى مشفى ابن سينا ، و قرر احد الاطباء اجراء عملية فورية له لاستئصال الغدة الدرقية ، و فى مفأجأة غير متوقعة اشار لنا احد العاملين بالمشفى بأن هناك فريق من الاستشاريين الكبار فى مجال الانف والاذن والحنجرة يزورون ابن سينا فى تلك الاونة ، واتجهنا اليهم ليبادرونا بقولهم بأن فى حوزتهم حبوبا جديدة يمكن تعالج تضخم الغدة دون اللجوء الى الجراحة، و صرف له دواء الذى لم يتعد ثلاث حبات صغيرات الحجم يأخذهم فى جرعة واحدة – وهى حبوب يود مشعة – وكانت التوصية ان يكون بعيدا من الاطفال لمدة ثلاثة أيام… ويسكن فى تلك الفترة فى مكان معزول … و لدهشتنا تماثل للشفاء التام واختفى التضخم … وكنا نحكى عن هذه التجربة ..وكيف ان الشفاء يجىء حين حين يريد الرحمن.
تفرقت بنا السبل بعد ذلك ، حيث اغترب بالسعودية ، و اصبحت أنا تارة فى الخرطوم وتارة فى الخارج.
—4—–
و من غرائب الصدف وانا بالقاهرة هذه الايام ، علمت انه فى مصر بمعية زوجته وشقيقتها ، و حاولت مرارا الاتصال به … و فشلت ، الى ان اهنديت للواتساب ليفيدنى بأنه يسكن فى حى عابدين بالقرب من ترحيلات ابو عمار ، ولانشغالى ببعض الامور لم اتمكن من الذهاب ذاك المكان ..و عاودت الاتصال به دون جدوى، وسافرت للاسكندرية ، ثم قفلت راجعا للقاهرة واتجهت الى ميدان عابدين الى مكاتب ترحيلات ابو عمار .. ووجدت الاخ محمد عبدة محمد داوود و بادرته بالسؤال اين أجد عبد الفتاح عابدين … ليقول لى بأنه بالداخل يجلس بالمكتب و دخلت ووجدته ومعه الاخ مبارك رفاعى واخرين وتصافحنا وابدى اسفه انه لم يتمكن من مقابلتى بالاسكندرية حيث ذهب اليها ليستفسر الطبيب الذى عمل له العملية عن احوال قلبه وكان سعيدا لان الطبيب طمأنه … ووجدته يشعل سيجارة لاقول له يا فتاح . انت لسع بتدخن ؟ ليقول لى بتلقائيته . يا اخى نحن بقى لينا كم من العمر .. ما تخلينا نستمتع بالقليل مما يمتع … و نظرت اليه مليا ولم ار امامى الا عبد الفتاح الذى اعرف . مع قليل من الوهن والضعف على محياه.. تحدثنا فى شتى الامور وأوصلنى الى محطة مترو محمد نجيب نتجاذب اطراف الحديث الذى لا يخلو من بعض الدعابات والقفشات وودعنى وهو يشير الى مكان سكنه شارع حسنى جواد العمارة 1.ووعدته بزيارة قبل العودة لارض الوطن…. و فى الاسكندرية فجر الاحد داهمنى خبر وفاته وأنا اردد …. يحطمنا ريب الزمان كأننا زجاج ولكن لا يعاد له سبك.. وسارعت للذهاب الى سكنه الذى كان قد اشار اليه ذاك اليوم ..لا للقائه حيا .. بوده و قفشاته ولكن .. كجثمان اعدوه .. للترحيل الى السودان ..و أحمد الله اننى تمكنت من لقائه بعد طول غياب قبل رحيله .. وكما قال الشاعر الفليسوف ابو العلاء المعرى :-
و للموت كأس تكره النفس شربها ولا بد يوما ان تكون لها شربا
طبت حيا وميتا اخى عبد الفتاح .. الحزن يفترش طريقنا .. و يا موتانا ذكراكم قوت القلوب.
اللهم اغفر له وارحمه واجعله من أصحاب اليمين.
الدوام لله .. سيرة طيبه للراجل الفاضل
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من اصحاب اليمين اللهم اجعل مقره الفردوس الاعلي
اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين
اخي العزيز صلاح
دمت لاخوتك الاحياء منهم و الاموات و اعزيك في عبد الفتاح و الآحرين الذين ذكرتهم و كنت اظن ان معظمهم علي قيد الحياة.
يبدوا انه ان الاوان لنستعد لتلك الرحلة بان نلتقي بمن هم علي قيد الحياة نتبادل المودة و العفو و نجتر بعض الذكريات.
و اسال الله ان يجمعنا قريبا في الخرطوم
ربنا يرحمه ويغفر له ويجعل الجنة مثواه الاخير واحسن الله عزائكم
الله يرحمه ويغفر له..شدنى المقال للنهاية لما فيه من شجن وحزن نبيل..أهل صاى مميزين زاملتهم بالجامعة وكانوا نعم الاخوة…كرم ونخوة وشهامة.
اللهم اغفر له وارحمه واجعله من أصحاب اليمين.
الدوام لله .. سيرة طيبه للراجل الفاضل
اللهم ارحمه واغفر له واجعله من اصحاب اليمين اللهم اجعل مقره الفردوس الاعلي
اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين
اخي العزيز صلاح
دمت لاخوتك الاحياء منهم و الاموات و اعزيك في عبد الفتاح و الآحرين الذين ذكرتهم و كنت اظن ان معظمهم علي قيد الحياة.
يبدوا انه ان الاوان لنستعد لتلك الرحلة بان نلتقي بمن هم علي قيد الحياة نتبادل المودة و العفو و نجتر بعض الذكريات.
و اسال الله ان يجمعنا قريبا في الخرطوم
ربنا يرحمه ويغفر له ويجعل الجنة مثواه الاخير واحسن الله عزائكم
الله يرحمه ويغفر له..شدنى المقال للنهاية لما فيه من شجن وحزن نبيل..أهل صاى مميزين زاملتهم بالجامعة وكانوا نعم الاخوة…كرم ونخوة وشهامة.
الشكر الجزيل للاخوة ابو القاسم والذين علقواىباسماء مستعارة او بالقاب مثل متشرد وادعو اللهةان لا يريهم مكروه فى عزيز لديهم ..وبما ان الموت حق ان شاء بجى بعد عمر مديد..لكم التقدير…..على هذا التجاوب الذى يظهر نقاء معدنكم وانسانيتكم….لكم الود والتحايا وكل عام وانتم بخير
الشكر الجزيل للاخوة ابو القاسم والذين علقواىباسماء مستعارة او بالقاب مثل متشرد وادعو اللهةان لا يريهم مكروه فى عزيز لديهم ..وبما ان الموت حق ان شاء بجى بعد عمر مديد..لكم التقدير…..على هذا التجاوب الذى يظهر نقاء معدنكم وانسانيتكم….لكم الود والتحايا وكل عام وانتم بخير
عفوا اوردت معلومة غير صحيحة خين قلت ان مجىء الراحل عبد الفتاح الى الكويت..قبل شهر من الغزو الصدامى للكويت.. ومن المعلوم ان الغزو اتى فى الثانى من اغسطس 1990.. اى قبل عام.. لذا لزم التنويه… والايام تجرى …و يكاد الانسان لا يصدق سرعة جريانها
عفوا اوردت معلومة غير صحيحة خين قلت ان مجىء الراحل عبد الفتاح الى الكويت..قبل شهر من الغزو الصدامى للكويت.. ومن المعلوم ان الغزو اتى فى الثانى من اغسطس 1990.. اى قبل عام.. لذا لزم التنويه… والايام تجرى …و يكاد الانسان لا يصدق سرعة جريانها